في مباراة تشجيعية بين بطلين افريقيين في نادي ليفربول الإنجليزي الذي يستعد للمشاركة في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم طلب اللاعب البطل ساديو ماني السنغالي من اللاعب البطل المصري محمد صلاح أن تكون هدية صلاح إذا سجل هدفا في النهائي اصطحاب ماني الي مصر لزيارة الازهر الشريف وإذا سجل ماني هدفا فتكون هديته لصلاح اسد دمية وهو رمز سنغالي يعتزون به. حلم ساديو السنغالي البطل العالمي أن يزور الازهر الشريف وهو حلم كبير بالنسبة له سيظل في تاريخه يتحاكي به فإذا ما التقي بالامام الاكبر كان الامر بالنسبة له أكثر روعة وسعادة وربما لا يعرف ماني عن مصر إلا الازهر الشريف لأن أبناء دولته يذهبون بالمئات الي مصر للدراسة بالازهر ويصبح الدارس في الازهر لديهم ذا مكانة وتقدير خاص الي درجة يصبح فيها لقبه لديهم الذي يفخر به هو وأهله الازهري. وعلي الجانب الآخر فإن الإعلام العالمي سيتابع هذا الحدث إن تحقق بكل اهتمام مركزا علي تفاصيله التي يجب أن تستغل استغلالا كبيرا في تقديم حقيقة ديننا وازهرنا للعالم الذي نال منه المغرضون الكثير وحاولوا تسويقه علي عكس حقيقته وشجعوا في مواجهته جماعات العنف لتقديمه وتدمير دوره التنويري العالمي الي درجة وصفوه بمفرخة الارهاب فلما طالتهم النار التي أوقدوها عادوا يطالبون الازهر بتولي مسئوليته العالمية. إنه قوتنا الناعمة التي نغفل عنها وهو أيضا رصيد حضاري للإنسانية كلها لأنه مؤسسة تدعو للمحافظة علي التنوع دون تطرف أو تفريط وتؤكد أهميته لتطور البشرية واستمراريتها وهو موقف تنطلق فيه من القرآن الكريم الذي حذر من إكراه الناس علي شيء فمجرد الاكراه معناه أن خطرا يتهدد النظام الاجتماعي العالمي لأن البشرية منذ خلقت قامت علي الاختيار. يقول تعالي "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم". انني أتمني الا تكون هذه الزيارة عابرة إن حدثت وإنما أرجو أن نخاطب العالم كله من خلال برنامجها الذي من الحكمة أن يظهر فيه اهتمامنا لاتاحة الدراسة بالازهر لكل أبناء العالم الاسلامي وتدار فيه نقاشات حوارية في كل شيء يشارك فيها باحثون من كل العالم ويدرس فيه كل مذاهب الفكر فضلا عن كل الأديان السماوية وغير السماوية وكذلك الفلسفات العالمية في نقاش مفتوح فضلا عن مكانة المرأة في جامعة الازهر من خلال زيارة للكليات العملية والنظرية التي يقوم بالتدريس فيها سيدات يرأسن عمادتها ويجلسن في كرسي الاستاذية ويشاركن في عضوية مجمع البحوث الاسلامية. مثل هذه الزيارت واللقاءات حتي لو كانت بلا كلام أو تعليقات من شأنها أن تكفينا كلاما طويلا وإثباتات نظرية لاحترامنا للمرأة وأنها شقيقة الرجل لها نفس حقوقها وعليها واجباتها مثله تماما بتمام فما يبدو فيها عمليا من حقائق علي عكس ما يصدر للإعلام الغربي يكفينا الكلام. أما ما أريد ان ننبه اليه ثانية فهو دعم الازهر تعليميا من خلال العودة الي قضية الوقف لصالح التعليم سواء للطلاب المصريين أو الطلاب الوافدين خاصة وان الازهر اضطر مؤخرا لتحصيل بعص الرسوم الرمزية للإقامة في مدينة البعوث من الطلاب الوافدين وهو مالم يكن موجودا قبل ذلك. أذكر في ذلك الشيخ فرحات السعيد المنجي حين كان رئيسا لمدينة البعوث الاسلامية ودعا رجال الاعمال فهرعو اليه يجددون مباني المدينة وكذلك تجهيزاتها بل أقاموا مباني جديدة ووصل الامر ببعضهم أن منحوا الطلاب الذين لم يزوروا ذويهم من فترات طويلة تذاكر سفر لزيارة ذويهم فضلا عن نثريات شهرية كانت تقدم للطلاب بشكل يعينهم في مهمتهم التعليمية.