يرصد كتاب "مخاطر الإلحاد وسبل مواجهته" الذي أصدرته وزارة الأوقاف المصرية بإشراف وتقديم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف موجة الإرهاب الإلحادي الحديث الذي يريد ان يقتلع المؤمنين بالله الواحد من إيمانهم بجيش من دعاة الإلحاد في إطار صناعة الفوضي الخلاقة من خلال التطرف الديني داعش واخواتها. والتحلل من الدين بدعاة الإلحاد وكلها تنظيمات محمية من قبل أجهزة دولية تحرص علي استمرارية هذين الخطين. بعد ذكر سمات دعاة الإلحاد في الماضي البعيد ومنطلقاتهم يقدم لنا الباحثون المشاركون في تأليف الكتاب سمات الإلحاد في العصر الحديث منذ القرن الثامن عشر وحتي عصرنا هذا فيذكرون ان دعاة الإلحاد يركزون علي نقد الإسلام في الغالب. ومن يطالع مواقع اللادينيين والملحدين العرب يجدهم يجتزءون النصوص من سياقها بغية التوصل إلي أحكام تتنافي في حقيقتها مع المراد من النص. كذلك فإن أكثرهم يعانون من الجهل اللغوي.. وفي بعض الأحيان يتعمدون إخفاء المعني الصحيح لبعض النصوص. مما يؤدي إلي الالتباس في فهم المراد منها كما يعتمدون علي المغالطات العلمية والمفاهيم المغلوطة والأسلوب الخطابي خاصة عند مناقشة قضية دينية من منظور علمي أو العكس لإيهام التناقض والتعارض بين العلم والدين والأغرب أنهم يعمدون إلي النصوص القرآنية ذات الاشارات العلمية والتي تمثل اعجازاً علمياً فيحرفون معانيها إلي عكس مرادها لتصبح في نظرهم عيباً وليس اعجازاً. ويحرص دعاة الإرهاب الإلحادي علي تتبع الآراء الشاذة والجماعات المنحرفة التي يرفضها جمهرة علماء المسلمين ويتعاملون معها علي أنها الإسلام الصحيح ثم يقومون بنقدها متجاهلين نقد العلماء الثقات إليها وبأنها مرفوضة أصلاً من علماء المسلمين. كما يحاولون دائماً الايحاء بأن صراعاً قائماً بين الدين والعلم رغم أن الإسلام جاء يدعو إلي العلم فيقوم الملحدون بالتعامل مع الفروض العلمية علي أنها حقائق ومسلمات مثل نظرية التطور والارتقاء لدارون التي لم تثبت علمياً ونقدها كبار العلماء. يقوم الملحدون بتتبع بعض النصوص الدينية التي تبدو في ظاهرها متعارضة بعضها مع بعض ليدعوا ان النص القرآني نص بشري بدليل التعارض فيما بينه ليقوموا بالطعن في عصمة الوحي وقداسة النص الديني. يذكر الباحثون سمات الملحدين الحوارية من واقع متابعتهم لتسجيلات حواراتهم فيؤكدون انها تتحرر من أخلاقيات النقاش والجدل المنهجي كما يعتمدون علي السباب والتهكم غير المبرر وخلط الموضوعات والقضايا حتي تتشعب الأمور ويبعدوا عن المضمون الحقيقي للقضية المطروح نقاشها فضلاً عن جهلهم بطبيعة ما يطرحون من قضايا للنقاش. الكتاب يحرص علي مناقشة أسباب ظهور الإلحاد الذي هو رفض الدين كآلية لضبط الحياة بل رفض صاحب الدين نفسه وهو الإله فيذكرون ان من الأسباب الكبري للخروج علي الإله في الغرب هو الاكتشافات العلمية التي اثبتت زيف المعتقدات العلمية التي تعاملت معها الكنيسة علي انها دين ومقدس لا يجوز الخروج عليه كثبات الأرض التي اثبت العلم أنها تدور. وكذلك الاعتقاد بأن الأرض مركز الكون وتقديم هذا الاعتقاد باعتباره أمراً مقدساً فلما يثبت العلم أن الأرض مجرد كوكب يدور حول الشمس ضمن كواكب أخري فإن صدمة ستصيب الناس في معتقداتهم الدينية ليظهر الشك في ثلاث مسلمات كانت قائمة وهي ان إلهاً خلق الكون. وان خلق الكون ومخلوقاته له غاية وهدف من قبل هذا الإله. وان للعالم نظاما أخلاقيا شرعه خالقه وهو الإله ولا يستقيم إلا به. وعلي الجانب الآخر الذي رفض هذه المسلمات الثلاث بدأ الإيهام بأن رفض وجود الخالق قائم علي أسس علمية. وان الاعتقاد في وجود خالق هو مرحلة زمنية مرت بها البشرية في تطورها وانتهت بظهور العلم فلم تعد مناسبة للمرحلة الجديدة. وان التمسك بالأديان تخلف. أما أسبابه في العالم العربي فترجع كما يذكر الباحثون إلي صدي ما أحدثه التقدم العلمي الغربي من ضجة كبيرة صاحبها الكفر بالأديان ورفض وجود الله فتسرب ذلك إلي العالم الغربي فضلاً عن حالة التخلف العلمي في العالم العربي المتدين في مقابل حالة التقدم الغربي المصاحبة للتحلل من الدين دفعت كثيراً من العرب إلي الانبهار بهذا والدعوة إلي السير في خطي الغرب فضلاً عن التطرف بكل أنواعه والانغلاق العقلي بعيداً عن الشرع الصحيح والفطرة والاعتدال فإذا اضفنا إلي ذلك الأمية الدينية في ظل عالم أصبح كالقرية الواحدة وكذلك التعرض للملحدين من قبل انصاف المتعلمين ويبدو النقاش غير متكافيء ليظهر الملحد علي أنه الأقوي حجة والأصح رأياً. وكذلك تضخيم نقائص المتدنيين واعتبارها نقائص الدين. كذلك العمليات الإرهابية التي تلصق زوراً بالدين لأن فاعليها يدعون التدين.