تلجأ الدول إلي تغيير عواصمها واستبدالها بأخري جديدة. لأسباب تتعلق بظروف وطبيعة الحياة في كل بلد. فمنها من يهدف إلي تخفيف الكثافة السكانية العالية وتحسين الخدمات وأخري يكون هدفها اقتصادي من أجل تحفيز الاستثمار. بسبب الاكتظاظ السكاني ومعدلات التلوث المرتفعة. والازدحام المروري في العاصمة الاندونيسية الحالية جاكرتا. التي يبلغ عدد سكانها حوالي 30 مليون نسمة, تعتزم السلطات تغييرها إلي أخري بديلة. حيث عادت المناقشات لبناء عاصمة جديدة إلي دائرة الضوء بعد موافقة الرئيس. جوكو ويدودو. علي خطة طويلة الأجل للتخلي عن جاكرتا. وعلي الرغم من أنه لم يتم الاعلان رسميا عن موقع العاصمة الجديدة لكن التكهنات تشير إلي مدينة بالانجكارايا في جزيرة بورنيو. روسيا أيضا كانت من أوائل الدول التي قامت بتغيير عاصمتها. وتحويلها من سان بطرسبرج - مدينة القياصرة وعاصمة الإمبراطورية الروسية القديمة - إلي موسكو. ظلت سان بطرسبرج التي أسسها بيتر الأكبر عام 1703. عاصمة البلاد منذ عام 1712 حتي 1918. وترجع أسباب التغيير إلي أن الحكومة رأت في "موسكو" العديد من المميزات التي تجعل منها عاصمة نموذجية. منها نهر موسكفا الواقع في المنطقة الأوروبية من البلاد. حيث أكسبها ذلك موقعا مميزا وجعلها مركزاً اقتصادياً رئيساً. فضلا عن كونها تزخر بالعديد من المؤسسات العلمية العريقة. لم تكن إسلام أباد. هي الأخري عاصمة باكستان الوحيدة. حيث كانت مدينة كراتشي. التي يطلق عليها "مدينة الأضواء" نظراً لاستمرار مظاهر الحياة بها حتي وقت متأخر من الليل. هي العاصمة الأولي للدولة الأسيوية. ورغم أن كراتشي. تمتاز بأنها من أكبر المدن الباكستانية مساحة وسكانا. بالاضافة إلي أنها مركز مالي كبيرا قررت السلطات انشاء عاصمة جديدة تم تأسيسها عام 1963. اختارت الحكومة إسلام أباد لتكون العاصمة الجديدة بسبب موقعها المميز في شمال غرب البلاد الذي يتلاءم مع المتطلبات الاقتصادية والجغرافية والأمنية. كما أنها تتميز بسهولة الوصول إليها من كافة المدن الباكستانية. عندما أصبح جوسيلينو كوبيتشيك رئيسا للبرازيل سنة 1956 قرر بناء عاصمة جديدة وسط البلاد. ونقل السلطة السياسية من "ريو دي جانيرو" إلي "برازيليا العاصمة الحالية. التي تقع في شرق وسط البرازيل علي بعد نحو 760 كيلو مترا شمال غرب ريو دي جانيرو العاصمة السابقة. وكان الهدف من إنشاء عاصمة إدارية جديدة للبرازيل يتمثل في تحقيق توزيع أفضل للثروة والسكان المتمركزين بشكل كبير علي السواحل.. افتتحت العاصمة الجديدة "برازيليا" في 12 من إبريل سنة 1961 حيث أصبحت مقرا للعديد من الإدارات والمنظمات الحكومية. بالاضافة إلي عدد كبير من المؤسسات الاقتصادية.