مع كامل احترامي للعبة كرة القدم التي تقام في ملاعبنا.. وعادة ما تحرق دمنا بسبب المستويات الفنية الهابطة أو الاعتراضات علي الحكام والمشاكسات والخناقات بين اللاعبين داخل وخارج الملعب.. إلا أن ما شاهدناه موخراً في رابطة أبطال أوروبا وبالتحديد في تنافسات الدور قبل النهائي بين ليفربول وبرشلونة.. وأياكس وتوتنهام يؤكد حقيقة واحدة أن كرة القدم عندنا أو التي نلعبها نحن مختلفة تماماً من ناحية كل شيء تقريباً عن الكرة عندهم و الكرة التي يلعبونها في أوروبا.. إنها كرة قدم من كوكب كروي تاني!! من يصدق أن برشلونة يفوز في لقاء الذهاب بثلاثية علي ليفربول ويحدث ما لم يتوقعه خبير خبراء التوقعات علي مستوي العالم بعد أن رشح العالم كله برشلونة للتأهل وهو أمر طبيعي.. يفوز ليفربول برباعية نظيفة من يصدق هذا المستوي ومن يصدق أن برشلونة تلقي تلك الهزيمة القاسية؟! وفي المباراة الثانية بين أياكس وتوتنهام فاز الفريق الهولندي بهدف في لقاء الذهاب علي أرض الإنجليز وبالطبع وبسبب مستواه وحالته الفنية كان المرشح الأول للتأهل لمواجهة برشلونة كما كانوا يتوقعون وحدث ما لم يكن في الحسبان أو حتي في عالمنا الكروي.. أياكس تقدم بهدفين في الشوط الأول ليؤكد تأهله للنهائي ويحدث ما لم يكن في حسبان أي هولندي أو حتي هندي يحرز توتنهام هدفين في الشوط الثاني ليتعادل 2/2 وتشهد العاصمة الهولندية أسخن عشر دقائق أو ربع ساعة في مباراة كروية أياكس يهاجم وتضيع الفرص بينما سيطر توتنهام واقترب وضاعت فرص بالجملة وفي اللحظات التي يستعد فيها الحكم لإطلاق صافرة النهائي يحرز توتنهام هدفه الثالث ليحقق بالفعل ما يشبه المعجزات في هذا العالم أو الكوكب الكروي.. خطف بطاقة التأهل للنهائي في آخر ثانية من اخر دقيقة في الوقت المحتسب بدل الضائع!! إنجلترا كانت علي موعد مع السعادة لم تكن إنجلترا وحدها بل في مباراة برشلونة وليفربول كانت مصر كلها 108 ملايين مواطن يشجعون ليفربول من أجل عيون نجم مصر العالمي محمد صلاح!! شاهدنا كرة قدم جديدة علينا بالفعل من ناحية مستويات فنية مرتفعة جداً وخطط وأداء بروح طموحة وعزيمة وإرادة بعيداً عن التفكير في أي مكافآت مالية.. عطاء استمر حتي النهاية دون حدوث غلطة واحدة أو عنف أو خروج عن الروح الرياضية أو اللعب النظيف.. لم نر ما نراه في ملاعبنا من شتائم في المدرجات أحياناً أو خناقات واعتراضات علي التحكيم والحكام.. رأينا ولاء وانتماء ومواهب كروية تقدم عروضاً عالية في العزيمة والإصرار وتحقق لهم ما أرادوا.. رأينا نجوماً كبار بملايين اليوروهات تبكي بحرقة من الحزن علي الخروج ونجوماً أخري تبكي من الفرحة علي التأهل للنهائي.. لم يصب نجوم ليفربول بالإحباط أو اليأس ونفس الحال بالنسبة للاعبي توتنهام بل علي العكس لعبا لآخر دقيقة بل آخر ثانية من المباراة!! نهائي بطولة أوروبا إنجليزي وسيقام في إسبانيا ويبدو أن الإنجليز الذين اكتشفوا اللعبة أرادوا أيضاً مفاجأة العالم بما حققوه من نتيجة لم يتوقعها ملوك السحر والشعوذة أو قراءة الطالع أو علماء الفلك.. لقد صوروا نموذج لتحقيق ما كان من المستحيل تحقيقه وعيون ووجه ميسي نجم النجم والحزن الذي انطبع علي وجهه وكأنه يعلن اعتزاله خير دليل علي ذلك!! إنها كرة القدم عندهم أو كرة القدم من كوكب تاني ومختلفة تماماً عن كرة القدم عندنا فنحن ما زلنا مع احترامي في حالة تراجع وتقهقر وبعد أن كنا نحتل المركز التاسع عالمياً منذ سنوات قليلة أيام العصر الزاهر ومجلس سمير زاهر لا أعلم أصبحنا في أي مركز حالياً!! لابد من اتخاذ القرارات الحاسمة والجريئة حتي ننهض من كبوتنا ونحصل علي عضوية الكوكب الكروي الثاني!!