الحلم أن تكون مصر في مقدمة الدول هذه هي آخر جملة اختتم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي خطابه لإعلان ترشحه لرئاسة الجمهورية نزولاً علي مطالب جماهيرية واسعة.. وبعد مرور 5 سنوات علي هذا الخطاب استطاعت مصر أن تضمد جراحها وتتعافي في اتجاهات متعددة وبشكل متزامن. سواء علي الناحية الاقتصادية أو الأمنية. أو السياسة الخارجية وحتي علي الشعور باليأس والإحباط واستبدالها بالرغبة في الأمل والاقتناع بأن المصري قادر علي صنع المستحيل. عندما ترشح الرئيس عبدالفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية قبل 5 سنوات وتنازل عن حصانته العسكرية من أجل انقاذ الوطن نزولاً إلي إرادة الشعب الذي كلف السيسي. ولم يحق للرئيس الاختيار. بل استجاب لشعبه من أجل التصدي لكل التحديات في مصر علي جميع المستويات وقبل 5 سنوات أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي استقالته من منصب وزير الدفاع. وخلع الزي العسكري ليعلن اعتزامه الترشح لمنصب رئيس الجمهورية استجابة لرغبة جارفة من جموع المصريين في ترشحه انقاذاً للبلاد من شبح الفوضي الذي خيم عليها ورسم مستقبل جديد. لم تكن لحظة خلع الرئيس السيسي للزي العسكري سهلة أو هينة عليه لإدراكه التحديات الصعبة التي يواجهها الوطن في ذلك التوقيت. ففي خطاب أمام الشعب المصري في 26 مارس 2014 أكد الرئيس انه أرتدي الزي العسكري من أجل الدفاع عن الوطن وسيترك الزي أيضا من أجل الدفاع عن الوطن والرئيس عبدالفتاح السيسي مؤهل عسكرياً في الداخل والخارج علي مستوي عال جداً وعلي دراية بحقيقة الاوضاع وقارئ للمشهد السياسي في مصر وكان لديه بعد نظر. خطاب الرئيس السيسي كان نموذجاً نادراً في تاريخ مصر فقد كان صريحاً ومحدداً بعيداً عن أي شعارات أو وعود براقة فقد حدد بوضوح أهدافاً معينة لن يتم تحقيقها إلا بمعاونة وبرغبة صادقة من الشعب في النهضة وتغيير الواقع. خطاب الترشح للرئيس السيسي كان استثنائياً ومميزاً نظراً لما أعلنه من حقائق كاشفة وتحديات بعيداً عن الوعود الانتخابية والكلام المعسول الذي يلهب به حماس المواطنين بل اشرك الشعب في المهمة الصعبة التي بدأت منذ 5 سنوات وكان صادقاً في كل ما ذكره بأن مصر أمام تحديات ضخمة علي جميع المستويات والمجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية. وهذا ما جعله قريباً لقلوب المصريين. وطالب خلال ترشحه بضرورة العمل لعودة هيبة الدولة والنهوض بأجهزتها لتكون قادرة علي القيام بمهامها ونحن الآن بعد خمس سنوات من هذا الخطاب نري أن ما تحقق يقوق التوقعات فالجميع كان يتمني فقط أن يعود الاستقرار بعد التغيرات والتقلبات السياسية التي وقعت لكننا فوجئنا بأن ما تحقق أكثر من ذلك بكثير. بفضل انجازات السيسي عادت مصر للخريطة الإقليمية واستعادت الدولة هيبتها لنري الكثير من المشروعات الخاصة بالبنية التحتية يتم انجازها في وقت قياسي وحقق نقلة نوعية في كثير من الخدمات التي تقدم للمواطن فبعدما كان يعاني المواطن من انقطاع مستمر للتيار الكهربائي اختفت هذه الشكوي وأصبح هناك وفرة كبيرة بل أن مصر اصبحت من أكبر منتجي الطاقة الكهربائية في الشرق الأوسط ولديها فائض كبير يسمح لها بتصدير الطاقة للاشقاء في افريقيا وأيضا خطة للتصدير عبر المتوسط لأوروبا وكذلك كانت هناك أزمة في الغاز الطبيعي واختفت أزمات أسطوانات الغاز وبعد الاكتشافات الجديدة باتت مصر مركزاً إقليميا ورئيسيا لتصدير الغاز الطبيعي واصبحت مصر المركز التجاري الأول للغاز في شرق المتوسط وطوابير الخبز استطاعت الدولة القضاء عليها وادراجها ضمن بطاقته التموينية وأعاد بناء الإنسان بنظام تعليمي وصحي جديد حيث هناك منظومة تعليمية متطورة بدأت بالفعل ومع العمل علي تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل والحملات العديدة التي حققت نجاحات مبهرة منها 100 مليون صحة ونور الحياة بعد النجاح المبهر لمنظومة القضاء علي فيرس سي وغير المسبوقة عالمياً بالإضافة إلي برامج للحماية الاجتماعية لتخفيف الأعباء عن الطبقات الفقيرة والمتوسطة من خلال زيادة المعاشات وبرنامج تكافل وكرامة وبرامج الإسكان الاجتماعي وانتهاء بمبادرة حياة كريمة التي تهتم بالقري الأكثر فقراً في كافة المحافظات وتقديم الخدمات المتكاملة لهم وأخيراً الاهتمام بإيواء المشردين وأطفال الشوارع وتقديم الخدمة لانقاذهم وتأمينهم. جميع ما تحدث عنه الرئيس من مشكلات وأزمات شهدت تحقيق انجازات حقيقية غير متوقعة فمصر عادت كذلك لوضعها الإقليمي الذي يليق بها علي مستوي القارة الأفريقية واصبحت اليوم رئيساً للاتحاد الافريقي وتميزت لقاءات الرئيس الدولية مع الرؤساء وزعماء العالم بالوضوح والندية مما ساعد علي عودة قوية للدور المصري وتمثل في اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية مع الصين وروسيا وحضور الرئيس لمؤتمر الأمن الأوروبي الأفريقي وحديثه ممثلاً للقارة الافريقية وعقد المؤتمر العربي الأوروبي بشرم الشيخ بحضور غير مسبوق وهو ما يعكس ما تحدث عنه الرئيس السيسي في بداية ترشحه بأن عودة البلاد لمكانتها تحتاج إلي تحمل وصبر من الجميع. السيسي تسلم البلاد مهلهلة بفعل الجماعة المحظورة. فالاقتصاد المصري كان علي شفا الانهيار.. ونظرا لحجم هذه الأزمات اختار الطريق الصعب بمصارحة ومكاشفة الشعب ليتحمل الجميع معه تلك التحديات وقام بتنويع مصادر التسليح مع الحفاظ علي العلاقات المتوازنة مع الشرق والغرب لتصبح قواتنا المسلحة في المركز العاشر عالمياً وتحقيق سيادة القرار السياسي. السيسي بخطاب ترشحه الذي ألقاه منذ 5 سنوات رسخ لمفهوم جديد في العلاقة بين الحاكم والمحكومين وفي العقد الاجتماعي يقوم علي المصارحة والمكاشفة بدون تجميل أي واقع لأنه وضع يده علي المشكلات وما يعانيه المجتمع وخلال 5 سنوات استطاع الرئيس أن يرسخ لخطوات جديدة في مكافحة الفساد بالجهاز الإداري للدولة فلم تعد هناك خطوط حمراء في محاسبة الفاسدين ومن يخالف سواء محافظاً أو وزيراً يتعرض للمساءلة. وبعد مرور خمس سنوات علي هذا الخطاب تقف مصر وقد تمكنت من القضاء علي تحديات ضخمة سواء اقتصادية أو سياسية أو أمنية بل باتت تتصدر بدورها المحوري مقدمة الصفوف بين دول المنطقة بعد العزلة التي حدثت في عام الإخوان الأسود.