يعقد الملتقي الوطني الليبي الجامع في مدينة غدامس الليبية بين 14 و16 أبريل المقبل لوضع خارطة طريق تخرج البلاد من المأزق السياسي الراهن وتنهي حالة العنف والفوضي وسيطرة الميليشيات الإرهابية علي مساحات شاسعة من البلاد وتحكمها في كثير من الأمور وتتغلب علي وجود أكثر من حكومة وتقضي علي حالة التربص والمواجهة بين الأطراف الليبية وتوقف التدخلات الخارجية. عقدت كثير من المؤتمرات داخل وخارج ليبيا وتوصلت إلي اتفاقات هشة لم تصمد حتي قبل انفضاض هذه اللقاءات ولكن الليبيين والمبعوث الأممي غسان سلامة يعولان علي هذا الملتقي الجامع وكذلك الأطراف الليبية والأغلبية الصامتة في ليبيا وجميعهم يتطلعون إلي اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وبلدية في البلاد بأسرع وقت وهو ما أكده سلامة عندما قال من حق الليبيين ألا يكونوا أغلبية صامتة. الحضور في الملتقي سيكون مقتصراً علي الليبيين ولن يكون هناك حضور من خارج ليبيا. فالشعب الليبي لديه الرغبة في انجاح الملتقي وبعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا تنطلق في مساعيها من هذه الرغبة للوصول إلي حل سلمي سياسي للأزمة الليبية لأنه لا وجود لأي حل آخر. بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا ستطرح سيناريوهين علي الليبيين في جلسات الملتقي الوطني الجامع لاختيار أحدهما لوجود خلافات حول قانون الاستفتاء ومسودة الدستور نظراً لتضارب المصالح بين المؤسسات السياسية والتشريعية الموجودة وبعضها منتهية ولايتها ولذلك سيتم القضاء عليها عبر صندوق الاقتراع ووضع خارطة طريق للحل. المؤتمر الجامع سيستفيد من عدد كبير من اللقاءات التحضيرية له التي جري بعضها شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وبلغ عددهم 77 في 75 مدينة ليبية. البرلمان الليبي أعلن انه لم يتلق دعوة رسمية للمشاركة في الملتقي وانه يرحب بكل المبادرات المحلية والدولية التي من شأنها جميع شتات الليبيين وانهاء الانقسام السياسي وتوحيد مؤسسات الدولة استعداداً لاجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية والخروج من المرحلة الانتقالية. لكنه حذر الليبيين المشاركين بالملتقي بأن البرلمان قد استكمل استحقاقات الخروج من المرحلة الانتقالية باقراره قانون الاستفتاء واحالته للمفوضية منذ أربعة أشهر كاملة وهو علي استعداد تام لاصدار قانوني الانتخابات البرلمانية والرئاسية محذراً من أي محاولة داخلية أو خارجية لجر البلاد إلي مرحلة انتقالية جديدة. في ضوء ذلك هل سيخرج هذا المؤتمر بنتائج تحقق تقدماً ملموساً يساعد الدولة الليبية في الخروج من حالة التردي الشديدة التي تعيشها فالمواطن الليبي بعد سقوط الرئيس القذافي يعيش مأساة تحت وطأة الميليشيات التي شردته وهددت أمنه واستقراره لا الحكومات ولا المجالس النيابية انقذته ولا جماعة الإخوان الإرهابية انقذتهم ولكل من الناتو وتركيا وقطر أجندة وتأكد ذلك علي مدار 8 سنوات.. وهناك علي الجانب الآخر قطر وتركيا لا تريدان التوصل إلي حل سياسي وإقامة دولة تتمتع بكامل الأهلية حتي تظل مرتعاً للإرهابيين ومركزاً تدريبياً مفتوحاً لكل الإرهابيين الفارين من سوريا والعراق وأفغانستان والصومال والسودان وغيرها من البؤر الإرهابية.