مزلقانات القطارات بالمنوفية كارثة حقيقية وقنابل موقوتة تكاد تنفجر في أي وقت بعدما عانت سنوات طويلة من الإهمال الجسيم وتحولت بمرور الوقت لمصائد للموت تحصد أرواح عشرات الأبرياء الذين يقودهم حظهم العثر للمرور عليها فغالبيتها بلا تأمين ولا اشارات ولا حتي وسائل الأمان وعلي الرغم من التطور التكنولوجي الذي تشهده وسائل الاتصالات والمواصلات إلا أن بعض مزلقانات المنوفية لاتزال تستخدم السلاسل والحبال اليدوية في فتحها وغلقها الأمر الذي يتسبب في وقوع العشرات من الكوارث المفجعة ومع كل حادث تخرج التصريحات الوردية التي تؤكد قرب التخلص من تلك الوسائل البدائية وتحويل عملها من النظام اليدوي إلي النظام الالكتروني باستخدام الإشارات الضوئية والأجراس والغلق الأوتوماتيكي لكن للأسف تذهب تلك التصريحات ادراج الرياح بمجرد نسيان الحادث واثبتت التجربة العملية أن بعض المزلقانات التي تم تطويرها لم يواكبها عمليات تدريب للعاملين عليها وكأننا نحرث في المياه.. الأرقام تؤكد أن محافظة المنوفية بها 45 مزلقاناً اشهرها قويسنا والباجور وأشمون وشبين الكوم ومنوف وسرس الليان وتلا علاوة علي 132 معبراً عشوائياً بقري ومدن المحافظة التي يمر بها خطوط السكك الحديدية ولم يشهد التطوير سوي القليل ويأتي مزلقان شنوا في مقدمة الأكثر خطورة لارتفاع الكثافة السكانية يليه مزلقان شبين الذي يقع وسط الكتلة السكانية وتتضاعف خطورته خلال ذهاب وإياب الطلاب من مدارسهم والموظفين من أعمالهم ناهيك عن تعديات الباعة الجائلين والزحام والفوضي المرورية والحل الأمثل للتخلص من تلك المشكلة هو اقامة كبار علوية خاصة في محيط مدخل طريق اسطنها من بنها مروراً بسبك والباجور وشبرا زنجي. يقول إبراهيم شعبان أن العديد من المزلقانات تحتاج إلي اعادة نظر وتطوير لتأمين حركة مرور السيارات والمشاه خاصة أن الكثير من المواطنين يلقون مصرعهم نتيجة للاخطاء البشرية التي تقع بسبب العمل اليدوي غيرالدقيق. اضاف عماد شديد أن محطة قرية العراقية بمركز الشهداء تحتاج لتطوير خاصة أن رصيفها بات منخفضاً مما يشكل خطورة علي الركاب الأمر الذي يضاعف من حجم الحوادث والحل يكمن في اقامة المزلقانات الالكترونية. أشار عثمان الشبري إلي أن المزلقان الذي يقع علي طريق منوف القاهرة عند المحطة الرئيسية بأشمون يطلق عليه مزلقان الموت لكثرة الحوادث التي وقعت عليه لانه يعمل بطريقة بدائية.. اضافة لمزلقان منوف ذات الكثافة السكانية وهو من الخطوط الحيوية التي تبدأ من محطة مصر ويمر بالحادثة والقناطر وشطانوف وصولاً لطنطا بالغربية وهو للأسف يعمل بطريقة بدائية تفتقر لأدني وسائل الأمان ويحتاج لتدخل عاجل لتطويره مشيرا إلي أن مدينة بركة السبع يوجد بها 11 مزلقاناً وتم اعتماد 66 مليون جنيه منذ 6 أشهر لتطويرها لكن للأسف لم يتم أي شيء حتي الآن. يقول أحمد الصعيدي وحمدي عبدالعزيز إنه رغم الجهود المبذولة لتطوير السكك الحديدية والعمل علي تحويل المزلقانات إلي الكترونية إلا أن الخطوط الفرعية بالأقاليم لاتزال تعاني من البدائية فليس من المنطق والعقل أن تعمل مزلقانات الباجور بالحبال وهذه جريمة كبيرة في حق المواطنين لأنها تمثل خطورة حقيقية علي أرواحهم. من جانبه أكد هشام عبدالواحد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب أن خطوط السكك الحديدية أهملت لأكثر من 70 عاماً متواصلة ولم يتم تحديثها وتطويرها بما يتناسب مع أهميتها وهي إرث ثقيل لن يتم علاجه خلال أيام قليلة والأمر يحتاج لسنوات طويلة حتي تعود لمسارها الطبيعي كما كانت من قبل مشيراً إلي أن خط منوف السادات يعتبر من أكثر الخطوط خطورة وكان علي رأس خطة التطوير وبالفعل تم اعتماد 300 مليون جنيه مناصفة فيما بين وزارتي الاسكان والنقل منذ عام 2010 لكن للأسف العمل تعثر ولم يستكمل حتي الآن علي الرغم من أهميته لربط أهم المدن الصناعية في مصر. اضاف أسامة شرشر عضو مجلس النواب أن مزلقانات السكك الحديدية في المنوفية تحتاج إلي تطوير شامل لتأمين حياة المواطنين مشيراً إلي فتح الملف بلجنة النقل والمواصلات اكثر من مرة لايجاد الحلول العملية والعلمية للتخلص من تلك السلبيات من خلال تطوير الخطوط القديمة ورفع كفاءتها خاصة خط سكك حديد مدينة السادات لما تمثله من نقله صناعية هائلة كما أنها تضم الآلاف من القوي العاملة وطلاب الجامعات خاصة الذين لا يقيمون في المدينة الجامعية واصبح حتمياً تطويرها والوصول إلي درجة أمان عالية تشجع المواطنين علي استخدامها. أكد الدكتور أحمد القزاز رئيس مدينة أشمون أنه تم الانتهاء من تطوير جميع المزلقانات بالمدينة واصبحت تعمل بالحواجز الالكترونية المزودة باشارات مرورية وأصوات عالية تنبه جميع المارين بمرور القطار كما تم تشكيل لجنة بالتنسيق مع هيئة السكك الحديد لتطوير مزلقان أشمون الثاني بعدما تمكنت الأجهزة الأمنية من إزالة جميع التعديات عليه ويجري حالياً تطوير مزلقان حلواصي.