أثارت تصريحات المسئولين بالتربية والتعليم حول زيادة رواتب المعلمين ردود فعل قوية بين المدرسين الذين طالبوا بتنفيذ هذه التصريحات علي أرض الواقع وتحسين الخدمات ورفع مستواهم المادي وإعادة هيبتهم. كان الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم قد صرح في جولته بمدارس بورسعيد عن خطة لزيادة رواتب المعلمين مؤكداً أنه لو بيده لن يقل مرتب المعلم عن 10 آلاف جنيه رغم أنه صعب ونبحث عن حلول لتطبيق ذلك. أوضح علاء سعيد معلم كبير لغة عربية أنه يجب منح الأولوية لتحسين أحوال المعلم باعتباره حجر الزاوية في أي تطوير وهذا ما تقوم به الدول المتقدمة من احترام وتقدير ورعاية المعلمين فالمعلم صاحب رسالة ويخرج العديد من الأجيال ولا يمكن أن يكون راتبه بهذا الشكل المهين الذي لا يسد احتياجات أسرته وإذا نفذ المسئولون وعدهم فإن العملية التعليمية تكون حققت الهدف من التطوير حيث تعود المدرسة إلي دورها ويشعر المعلم بالعدل والانصاف وتسد الفجوة الموجودة بين الطالب والتلميذ بسبب الدروس الخصوصية. قال أحمد مهاب معلم إن اتجاه الوزارة لرفع الرواتب الخاصة بالمعلمين يحتاج إلي تخطيط سليم لتنفذ علي أرض الواقع لأن العديد من المسئولين قالوا نفس الكلام ولكنه لم ينفذ حتي الآن. اتفق معه إسماعيل محمد معلم أن التصريحات كثيرة حول زيادة الرواتب ولكنه لم يصدق أي شيء طالما لم ينفذ مشيراً إلي أن المعلم أصبح في خبر كان بسبب المتدنية التي يأخذها. أشارت عصمت محمد معلمة إلي أنه يجب أن يكون هناك عدالة اجتماعية في الرواتب وأن معلمي مواد كاللغة العربية والرياضيات وغيرهما من المواد التي تحتاج إلي دروس خصوصية ومن هنا فإنهم لا يحتاجون إلي زيادة رواتب ولكن مدرسي الصيانة والاقتصاد المنزلي وبعض المواد الأخري المماثلة في حاجة فعلاً إلي هذه الزيادة بالفعل. اتفق معها عبدالجليل أحمد معلم قائلاً إن مدرسي الأنشطة والمجالات لا يجدون أي وسيلة أمامهم لتحسين دخلهم لأن المواد الخاصة بهم لا تحتاج إلي دروس خصوصية ولهذا فهو يطالب بأن تسرع الوزارة باتخاذ إجراءات حاسمة خاصة مع ارتفاع الأسعار الذي يزداد يوماً بعد يوم. أضاف أحمد مدحت معلم أن المدرس أصبحت هيبته تحت الصفر ليس فقط بسبب عدم احترامه من التلميذ بل أيضا بسبب التدني في الرواتب التي يحصل عليها أن البلاد المتقدمة كالصين واليابان وكوريا شهدت ثورة فكرية بسبب انفاقها الجيد علي التعليم وأن مكانة المعلم كبيرة وينحني له الجميع لأنه يعلم الأجيال ويعد العقول التي تقود البلاد في يوم من الأيام. أوضح علاء العسكري أن المعلم ليس في حاجة لرفع راتبه فقط بل لتغيير المنظومة التعليمية بشكل كامل كالمدرسة التي يعلم بها والمناهج التي يدرسها للطالب مع رفع راتبه حتي ينتظم بالحضور وشرح المواد بشكل سليم والامتناع عن الدروس الخصوصية. ومن هنا سيتم ميلاد جيل واع ومتفهم وليس ملقناً.