الانهيار الذي حدث في كوبري الشيخ منصور بعزبة النخل منذ سنوات قليلة والذي شل طريق عبور السيارات من شرق المرج إلي غربها وأحدث شللاً في حركة مترو الأنفاق لابد أن يكون جرس إنذار لنلتف إلي ملف الكباري العلوية التي تعاني الإهمال وضعف الصيانة ومنها كوبري محمد نجيب الشهير ب "جسر الموت" والذي يربط منطقتي المرج الشرقية والغربية والوسيلة الوحيدة لعبور السيارات في الوقت الحالي والذي يعاني من الإهمال الجسيم بجانب التصميم الخاطئ للكوبري فضلاً عن تلال القمامة في نهايته والمنحي الخطر في منتصفه ولا يمر يوم إلا وتحدث حادثة عليه وآخرها سقوط سيارة ميكروباص من فوقه بجانب استيلاء بعض معدومي الضمير علي أسفل الكوبري وتحويله إلي ورش وجراج للسيارات مما ينذر بكارثة من نوع آخر. حسن عبدالوهاب محاسب من سكان المنطقة يقول نعيش حالة من الخوف والفزع أصبحت تسيطر علي المواطنين بعد انهيار كوبري الشيخ منصور من استخدام الكباري في السير بسياراتهم أو العبور عليها خاصة كوبري محمد نجيب الذي أصبح يتحمل حمولات أكثر من المسموح به مما ينذر بوقوع العديد من الكوارث خلال الفترات المقبلة إذ لم تجر له أية صيانة أو تعديلات لتجنب الحوادث الذي يدفع ثمنها أبرياء لا ذنب لهم. أحمد محمد موظف يقول إنه يستقل الميكروباص يومياً لعبور الكوبري ويعاني في الصعود إلي الكوبري لوجود ثلاثة اتجاهات في آخر الكوبري ومع السرعة الجنونية للسائقين في عبور المنحني الخطر نصاب بالرعب حتي أنني أقرأ الفاتحة يومياً فالحوادث لا تنتهي عليه. حادث مروع يضيف محسن كيلاني من المرج الكوبري ليس في منطقة عشوائية حتي يعاني هذا الإهمال وقد شهد حادثاً مروعاً أسفر عن مصرع شخصين بعد انقلاب سيارة ميكروباص من فوقه علي محطة وقود وأنقذت العناية الإلهية المنطقة من كارثة محققة. ويوضح حسن عبدالعال سائق علي خط المرج أنه يومياً يعبر الكوبري لعمله ويجد صعوبة بالغة في الصعود والنزول منه نظراً لتكدس السيارات عليه فهو يخدم 6 اتجاهات رغم أنه مصمم علي طريق واحد بالإضافة للمنحدر الخطر الذي يسبب صعوبة بالغة في السيطرة علي عجلة القيادة. ويشير محمد إبراهيم موظف أن الكوبري يخدم ما لا يقل عن 800 ألف نسمة من سكان المرج وعين شمس وأطراف محافظة القليوبية "الخانكة الجبل الأصفر القلج" بخلاف القادمين من الطريق الدائري وهو الوحيد حالياً الذي يربط شرق المرج بغربها بعد سقوط كوبري منصور وما زاد الطين بلة استيلاء بعض معدومي الضمير والبلطجية علي حرم الكوبري وحولوه لورش ميكانيكا وجراج للسيارات وعشش للفريزة. واجهنا المهندس أحمد صالح بهيئة الطرق والكباري فقال الإشراف الإداري والهندسي من اختصاص الحي التابع له الكوبري وعند حدوث خلل أو إصلاح في الكوبري يجب أن يتم إرسال معاينة من القسم الهندسي بالحي إلي هيئة الطرق والكباري عن طريق المحافظة للتنفيذ وحتي الآن لم يصل للهيئة من الحي ما يخص إصلاح أو صيانة للكوبري ودور الهيئة يتوقف بعد إنشاء الكوبري وتسليمه للحي التابع له. الدكتور عماد البرنس رئيس جمعية السلامة المرورية وعضو الاتحاد النوعي للسلامة علي الطرق يقول ما حدث لكوبري الشيخ منصور يرجع إلي عدم الإشراف الجيد من المسئولين علي كثير من الأساسيات والتي تسلم من خلال لجان قادرة علي تحمل المسئولية وكوبري عين شمس يفتقد الكثير من الاشتراطات الهندسية السليمة التي لابد من توافرها من عدم إشراف وصيانة وتصميم خاطئ. أكد أن الكارثة الحقيقية تكمن في أن المشرفين علي ذلك الكوبري غير مدربين علي المنظومة الصحيحة للطرق والكباري فضلاً عن تجاهلهم العيوب الفنية الجسيمة من تصميم خاطئ للفواصل وكان المفروض أن يكون التصميم بطرق علمية فمن المفروض أن يوضع في الحسبان أن الكوبري سيحمل فوقه آلاف الأطنان. يري أيمن حسان أستاذ هندسة الطرق جامعة عين شمس أن تخطيط كوبري المرج يشوبه عيوب هندسية في التصميم العشوائي للمنحنيات الخطرة في منتصفه وجعل مسافات الرؤية ضعيفة حيث لا يستطيع السائق تحديد مساره ونهاية الملف بوضوح. يقترح حسان إعادة التخطيط الهندسي للكوبري وتوسيعه بدلاً من صيانته ووضع علامات استرشادية مضاءة عليه لتنبيه السائقين في المنحنيات لتجنب وقوع الحوادث.