كان يطلق علي مصر قديما "شونة الغلال" التي تصدر الأقماح والمنتجات الزراعية إلي أوروبا بل كانت كذلك من زمن سيدنا يوسف عليه السلام.. كانت مصر تصدر الأقماح إلي إيطاليا وكانت تصدر القطن طويل التيلة وفائق الطول والممتاز إلي مصانع انجلترا ومازالت تصدر كميات منه حتي الآن إلي 32 دولة منها أمريكا والصين والهند ومازلنا نصدر الخضراوات الزراعية إلي أوروبا وغيرها من الدول. لكن للأسف ومنذ فترة ومنذ إلغاء الدورة الزراعية.. حال الزراعة في تراجع مستمر خاصة المحاصيل التي كان لنا فيها تقدم كبير خاصة المنتجات الزراعية الغذائية مثل الفول والعدس والقمح وغيرها من السلع التي كنا متقدمين فيها كثيرا فمثلا الفول كان لنا فيه ميزة كبيرة وكان يفوق كافة أنواع الفول في العالم خاصة "المكمور" الذي كان يزرع في الوجه القبلي ويصدر إلي كل أقاليم مصر أصبح غير موجود بالمرة حتي الفول الذي كان يزرع في الدلتا أصبح غير موجود وتراجعنا في إنتاج الفول بسبب كما يقول خبراء الزراعة بنبات "الهالوك" الذي لم تستطع وزارة الزراعة مقاومته حتي الآن والذي قضي علي شجرة الفول عقب زراعتها وقبل إنتاجها ومازال الهالوك يهدد زراعة الفول في مصر ونحن كشعب مصري لابد من وجود وجبة الفول اليومية صباحا وفي بعض الأحيان ظهرا أو مساء ويعني ان الفول وجبة أساسية للمصريين ونضطر إلي استيراده من انجلترا التي تنتجه غذاء للحيوانات فلماذا لا تكون لدينا خطط لزراعة وإنتاج الفول في مصر وأن يخصص جانب من الأراضي الجديدة لزراعة الفول خاصة واننا نجد فولا اخضر موجودا قبل نضوجه في الأسواق يعني ممكن التوسع في زراعة الفول لسد احتياجات مصر من الفول وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير النقد الأجنبي المخصص لاستيراد مثل هذه المحاصيل التي تخلي عنها الاتحاد التعاوني في دعمه للمزارعين وأيضا وزارة الزراعة وغياب الارشاد الزراعي والتشريعات المساندة للفلاحين وتركهم دون غطاء مالي بعد انصراف البنك الزراعي عن مساندة الفلاحين وانعدام دور الجمعيات التعاونية التي كانت تساند الفلاح بتوفير البذور والتقاوي والكيماويات اللازمة للزراعة. وأيضا أين العدس "الاسناوي" الشهير أصبحنا نستورده من سوريا وتركيا وأصبحت أوروبا متخصصة في زراعة المحاصيل التي تصدرها لمصر حيث تقوم انجلترا وفرنسا بزراعة الفول وتصديره لمصر وروسيا وأوكرانيا بزراعة الأقماح وتصدرها لمصر بعد أن كنا شونة للغلال للتصدير لأوروبا وأيضا قرار حظر زراعة الأرز في بعض المناطق مثل الشرقية وغيرها من المحافظات فهل فعلا وفرنا المياه الخاصة بزراعة الأرز ونحن في انتظار أن نذوق طعم الأرز الصيني. لابد أن تكون هناك خطط مستقبلية لإنتاج هذه المحاصيل وان يعلن من جانب القطاعات المسئولة عن الزراعة حاجة وزارة الزراعة امكانية توفير احتياجات مصر من الأقماح والفول والعدس وكافة المحاصيل الزراعية المستوردة خاصة وان هناك 1.5 مليون فدان بدأ توزيع البعض منها في المحافظات لزراعتها يمكن أن تساعدنا في زراعة مثل هذه المحاصيل وسد جزء من الفجوة الاستيرادية لهذه المحاصيل أملا في المستقبل وتحقيق الاكتفاء الذاتي خاصة وانه كان يطلق علي مصر قبل ثورة يوليو انها بلد زراعي.