تشهد العاصمة البولندية اليوم بداية قمة وارسو الدولية حول الشرق الأوسط. وسط ترقب الساحة السياسية الدولية لتجمع مهم ينعقد للمرة الأولي بدعوة أمريكية هدفها في الأساس الصالح الإسرائيلي وطعن القضية الفلسطينية في الظهر. إلي جانب دحر الدور الإيراني المزعزع لأمن الشرق الأوسط. هذا التجمع الذي يعد خطة من خطط واشنطن قد يعتبرها البعض عديمة الجدوي إنما بالنسبة لمايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي فهي أنسب طريقة لتقديم خطتها المزعومة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولتعزيز الانطباع بأن العالم يصطف وراء نهج ترامب تجاه القضية. من المعروف أن الفلسطينيين أعلنوا منذ أكثر من عام. موقفهم الرافض لخطة ما تسمي -صفقة القرن- الأمريكية. التي تنتقص من الحقوق الفلسطينية. من خلال شطب ملفي القدس واللاجئين. وقررت القيادة الفلسطينية قطع اتصالاتها مع واشنطن. بعد قرار الأخيرة نقل سفارتها من تل أبيب إلي القدسالمحتلة. والاعتراف بالمدينة عاصمة للاحتلال. وما تلا ذلك من إغلاق واشنطن لمكتب التمثيل الفلسطيني لديها. وانحيازها لصالح إسرائيل. نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" الأمريكية تقريراً رصدت فيه مدي أهمية قمة وارسو للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي منذ توليه منصبه. قام بعكس اتجاه تعزيز السلام والأمن في الشرق الأوسط. في كل خطوة قام بها سواء كان نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة. أو التدخل العسكري الأمريكي من سوريا. أو الانسحاب من الصفقة النووية الإيرانية. حضر إلي وارسو وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو. وكبير مستشاري البيت الأبيض. جاريد كوشنر. والمبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط. جيسون جرينبلات أو ما يطلق عليه فريق الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط. المعروفة إعلاميا ب "صفقة القرن". مع الحضور المتوسط رفضت اكثر من دولة حضور القمة منهم فلسطين وروسيا وإيران إلي جانب فيديريكا موجيريني رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي يعتقد تقرير الصحيفة الامريكية ان القمة المقررة لن تنتهي غداً في أفضل الأحوال سيكون مضيعة للوقت لجميع المشاركين وفي أسوأ الأحوال سيكون بمثابة استفزاز لأصحاب القضية الفلسطينية. من جانب آخر تري واشنطن ان تجمع وارسو مهم لأنه خلال السنوات الماضية توسعت عمليات إيران بشكل واضح في شتي أنحاء الشرق الأوسط سواء في سوريا واليمن والبحرين والعراق ولبنان وغيرها ولذلك هي المحرك الرئيسي لعدم الاستقرار وفي الوقت ذاته. من الصعب التحدث عن تحديات المنطقة دون الإشارة إلي إيران. كان سابقا من غير المحتمل أن تعقد أي عاصمة لدولة أوروبية غربية مؤتمرا معاديا لإيران لكن يبدو أن بولندا التي تحكمها حكومة قومية تريد أن تحظي بالقبول لدي الولاياتالمتحدة. حيث كانت وارسو تمارس الضغط من أجل إقامة قاعدة عسكرية أمريكية دائمة لديها واقترح الرئيس البولندي أندريه دودا تسميتها "حِصن ترامب".! علي الرغم من الإصرار البولندي علي أنه يتبع الخط الأوروبي. المؤيد للاتفاق النووي الإيراني فإن الولاياتالمتحدة ستكون قادرة علي تصوير مكان انعقاد القمة في وارسو باعتباره صدعا في موقف الاتحاد الأوروبي.