هل أصبحت اللحوم المسئول الأول عن أمراضنا ومتاعبنا الصحية؟. هل أصبحنا نعيش العصر "البروتيني" لاعتلال صحة البشر؟. وما سر هذا الهجوم المتجدد والمتكرر علي البروتين الحيواني وبالتحديد اللحوم الحمراء؟. قبل سنوات لم نكن نسمع عن مضاعفات أو أمراض اللحوم. باستثناء مرض وحيد ارتبط اسمه منذ العصور الوسطي بالملوك. باعتبارهم النخبة المحظوظة بتناول اكبر قدر من اللحوم. وهو مرض النقرس أو داء الملوك. ولكن الأمر اختلف الآن. أصبحت دائرة الاتهام أكثر اتساعا. وقائمة الأمراض أكثر تضخما. حتي يكاد المتابع لفيض الأخبار والموضوعات التي تتناول أمراض اللحوم يستشعر دعوة حقيقية لمقاطعة كاملة وشاملة ودائمة للبروتينات الحيوانية بشكل عام وللحوم الحمراء بشكل خاص. أو علي اقل تقدير الترشيد الذي يصل إلي حد التقتير في تناولها. حتي أن أحد العلماء الأمريكيين يؤكد أن حصة الإنسان من البروتين الحيواني لا يجب أن تتجاوز 50 جراما يوميا. أي أن كيلو جراما واحدا من اللحم الأحمر يجب أن يقسم علي عشرين فردا ليحصل كل فرد علي حصته الصحية. الأبحاث العلمية العديدة ربطت بين استهلاك اللحوم وبين الإصابة بأمراض الفشل العضوي وخاصة الفشل الكلوي وبعض أنواع الأورام السرطانية وأمراض القلب والشرايين ومتاعب المفاصل. أما الجديد والغريب فهو الربط بين الإفراط في تناول البروتينات الحيوانية وبين الإصابة بمرض السكري.. فقد انتهت دراسة علمية نشرت نتائجها مؤخرا. إلي أن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء يساعد علي الإصابة بمرض السكري. وجاء في الدراسة التي شملت آلاف الرجال. وأعدها باحثون من جامعة هارفارد. أن الإفراط في تناول اللحوم يرفع خطر الإصابة بداء السكري من النمط الثاني أو سكري البالغين بنسبة تزيد علي 50 بالمائة.