أتابع بكل الفخر والاعتزاز أداء رجال الشرطة الأوفياء خلال الأيام القليلة الماضية وتحديداً مع بداية هذا العام والاستعدادات للاحتفالات بعيد الميلاد المجيد والمجهودات الجبارة التي قام بها رجال الأمن خلال تلك الفترة وكذلك التضحيات التي بذلوها في ظروف مناخية قاسية لم تتعرض لها البلاد منذ فترة طويلة. فقد استوقفتني ثلاثة مواقف بطولية قام بها ثلاثة من رجال الشرطة الأوفياء في مواقع ومواقف مختلفة تدل علي مدي التفاني في أداء واجبهم الوطني حتي ولو أدي ذلك إلي الاستشهاد: * الأول ما قام به الشهيد البطل الرائد مصطفي عبيد والذي كان قد تم تكليفه بتأمين كنيسة العذراء وأبي سيفين بعزبة الهجانة بمدينة نصر وتعامل مع ثلاث عبوات تم وضعها علي سطح المسجد المجاور للكنيسة حيث تبين أن الدائرة الكهربية في كل واحدة تختلف عن الأخري وهو الأمر الذي جعل التعامل معها في منتهي الخطورة حيث نجح في إبطال مفعول الأولي والثانية ولكن شاء القدر أن تنفجر الثالثة وهو يتعامل معها ليستشهد مضحياً بحياته فداء للمئات من المصريين سواء مسلمين أو مسيحيين كانوا يتأهبون للاحتفال بعيد الميلاد المجيد.. تناسي الشهيد أن لديه أطفالاً صغاراً ولم يخش عليهم من موته حيث ضحي بنفسه لنعيش نحن وليهنأ أهلنا من الأقباط بعيدهم ضارباً بذلك أروع معاني التضحية والفداء. * الثاني.. يتقدم العميد حاتم الخشت.. مأمور قسم أول أسيوط بكل التفاني والإخلاص ليقتحم ومعه عدد قليل من رجال الشرطة مبني الشابات المسلمات في أسيوط لإنقاذ حياة 95 طفلاً وطفلة في مدرسة حضانة بهذا المبني دون انتظار لسيارات الإطفاء ولم يخرج من المبني إلا مع آخر طفل رغم إصابته بحروق شديدة في يده ثم اختناق وفقدان للوعي مما أدي إلي نقله إلي العناية المركزة للعلاج.. هذا البطل لم يفكر في حياته بقدر ما كان كل تفكيره إنقاذ هؤلاء الأطفال الأبرياء برغم أنه أيضا رب أسرة ولديه هو الآخر أطفال أبرياء. * الثالث.. تصدي الملازم أول محمد محمد فؤاد من قوة مرور الجيزة لأحد تجار المخدرات عند محاولته الهروب من كمين أمني بالقرب من قسم شرطة الطالبية وقام باطلاق عدة طلقات نارية تجاه الضابط الذي لم يهب الموقف ولا الموت وقام بمطاردته وملاحقته إلي أن أصابه بعيار ناري مباشر وتم القبض عليه وسط ذهول أهالي المنطقة حيث تبين حيازته لكمية كبيرة من مخدر الحشيش وقام الأهالي بتحية الضابط الذي كاد ان يضحي هو الآخر بحياته من أجل تحقيق الأمن والسلام للمنطقة التي تم تكليفه بتأمينها. كل تلك المواقف هي غيض من فيض وأنا علي يقين أن أياً من رجال الشرطة كان سوف يقوم بنفس ما قام به زملاؤه من تضحيات وتفان من أجل أمن وسلامة البلاد والعباد. ولا أملك ونحن نقترب من الاحتفال بأعياد الشرطة سوي أن أردد بكل الفخر والاعتزاز: تحيا مصر .. تحيا مصر.. تحيا مصر.