أكدت الدكتورة هالة صلاح. عميد طب القاهرة قصر العيني في حوارها "مع الناس أنها تستقبل أكثر من 2.2 مليون مريض سنوياً. منهم 250 ألف مريض يتم اجراء عمليات جراحية لهم بالمستشفيات التابعة لها سنوياً مما يعكس ثقة المرضي فيه. وأنه أكبر صرح طبي في مصر يشمل 14 مستشفي تابعة لكلية طب القاهرة. فيها 5 آلاف سرير. و156 غرفة عمليات جراحية. و662 سرير رعاية مركزة. مشيرة إلي مشاركة مستشفيات جامعة القاهرة في انهاء قوائم الانتظار بإجراء 4 آلاف عملية قلب وقسطرة وقلب مفتوح وزراعة القوقعة وكبد وكلي. وأضافت في حوارها. أن مستشفيات جامعة القاهرة. تعالج كل قراء باب "مع الناس" و"139 جمهورية" وأنها علي استعداد لاستقبالهم دائماً في اطار التعاون البناء مع الجريدة وأن أقسام الطوارئ والاستقبال لاتغلق أبوابها ولا ترفض مريضاً. أبداً رغم المشاكل التي نعاني منها سواء نقص الأطباء. وأطقم التمريض. وارتفاع تكاليف المستلزمات الطبية. والأدوية ما يؤدي إلي عدم القدرة علي تغطية التكلفة المطلوبة. مؤكدة أن قانون التأمين الصحي الجديد سيحقق طفرة غير مسبوقة في القطاع الطبي. 4 آلاف عملية وأوضحت عميدة طب القاهرة أن مستشفيات الجامعة شاركت في مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي لانهاء قوائم انتظار المرضي. بالتعاون مع وزارة الصحة. وأنها فكرة عبقرية. وتجربة تُدرس لأنه لأول مرة يتم تناول مشاكل هذا القطاع الصحي بهذا الفكر القائم علي معرفة الأمراض المنتشرة وعدد المرضي الأمر الذي يمكن من عمل استراتيجية طويلة المدي. وعمل خريطة صحية نستطيع من خلالها تحديد التكلفة والمنصرف في المستهلكات والأجهزة الطبية للنهوض بالقطاع الصحي وتحسين الخدمة الصحية. مشيرة إلي أنه علي الرغم من تعددية النظم العلاجية إلا أنها توحدت في مبادرة إنهاء قوائم الانتظار. وأضافت أنه في بداية تنفيذ المبادرة كان هناك ارتباك وتداخل في طريقة التنفيذ. ولكن مع الوقت وروح التحدي استطعنا تكثيف ساعات العمل وإلغاء الاجازات وتشغيل الأجهزة وغرف العمليات بدرجة عالية. حتي استطعنا بفضل الله والتمويل المقدم من الدول بإنهاء قوائم انتظار عمليات القلب والقسطرة والقلب المفتوح وزراعة القوقعة والكبد والكلي واجراء حوالي 4 آلاف عملية جراحية. مشيرة إلي أنه في المرحلة الثانية تمكنا من تحديد متطلبات العمل. بعد معرفة القدرة الاستيعابية. وأكدت د. هالة أن مشروعات تطوير مستشفيات جامعة القاهرة. تم تمويل جزء منها بدعم من الدولة. وتمويل الجزء الآخر بمشاركة المجتمع المدني الذي أصبح يثق فينا لأنه يري نتائج تبرعاته علي أرض الواقع في صورة خدمات مقدمة للمرضي. مشيرة إلي أن مستشفي الشيخ زايد حالياً يعتبر من أكبر مستشفيات الشرق الأوسط وهي ليست تابعة حتي الآن لمستشفيات جامعة القاهرة بشكل تام. وأنها مازالت تحت الإنشاء وتحظي بدعم من الدولة والمجتمع المدني. وأوضحت أن معظم النظم الصحية في العالم تواجه تحديات ومشاكل. وأن أقسام الطوارئ والاستقبال في أكبر صرح طبي في مصر. لا تغلق أبوابها ولا ترفض مريض. أبداً رغم المشاكل التي نعاني منها مثل تزايد عدد المرضي المترددين الذي ينتج عنه قوائم انتظار في بعض العمليات الجراحية في مقابل ارتفاع أسعار المستلزمات الطبية والأدوية مما يؤدي إلي عدم القدرة علي تغطية التكلفة المطلوبة. لكن دعم الدولة وضخها تمويلاً لمواجهة هذا العجز وتبرعات المجتمع المدني يساهم بشكل كبير في حل توفير التمويل المطلوب. القرنية مستمرة وأضافت عميد طب القاهرة أن عمليات زرع القرنية مستمرة في مستشفيات جامعة القاهرة. من خلال القرنيات المستوردة وليست من خلال التبرع. أما واقعة نزع القرنية التي أثيرت مؤخراً فالقرار النهائي من النيابة لم يصل حتي الآن وفي حقيقة الأمر المشرع والقانون يسمح بأخذ القرنية من المتوفي دون إبلاغه. ولكن طبيعة الشعب المصري تقدس حرمة الموتي منذ أيام الفراعنة فغير مقبول عند البعض الاقتراب من المتوفي بدون علم أقاربه. مؤكدة أننا تأخرنا كثيراً في موضوع زرع الأعضاء والتبرع بها فنحن نفتقد هذه الثقافة الهامة التي تعيد الحياة مرة أخري للمرضي. خاصة موضوع القرنية فنسبة العمي مرتفعة بسبب التهابات العين والرمد الربيعي والحبيبي. وحتي يحدث هذا لابد أن نتعامل بحذر شديد واحترام للمرضي. مطالبة وسائل الإعلام بعمل حملات توعية ونشر ثقافة التبرع للأعضاء. وأكدت أن المستشفيات بدأت فعلاً تنفيذ توجيهات الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة. من إعداد جدول نوبتجيات للأطقم الطبية والتمريض بشكل يومي ورفعها لرئيس الجامعة. بالإضافة إلي إنشاء نظام محدد لتسجيل الحالات المرضية ومتابعتها. كما تم اتخاذ اجراءات فعالة لتقليل فترة انتظار المرضي في أقسام الطوارئ وتحويل المتغيبين من الأطقم الطبية بدون عذر إلي التحقيق وإعداد لائحة فعالة للجزاءات. نقص الأطباء وتحدثت د. هالة صلاح عن أزمة نقص الأطباء مؤكدة أنها مزمنة. وكانت متوقعة منذ عام 2004 عندما أخذت نقابة الأطباء حكماً قضائياً بتقليل أعداد المقبولين بكليات الطب بنسبة 5%. مما أحدث فجوة بين عدد الأطباء والمرضي. علاوة علي فتح السوق الخارجي أبوابه لاستقطاب الأطباء المصريين لأنهم ذوو كفاءة عالية ولديهمم قدرة علي التحمل والعمل تحت الضغط بعوامل جذب مغرية. وحالياً ألمانيا وانجلترا تقدم عروضاً غير طبيعية لجذب الأطباء المصريين. وكذلك الدول العربية ما ساهم في تقليل عدد المتاحين بسوق العمل. موضحة أن هذه الأزمة سيتم حلها بزيادة عدد كليات الطب الخاصة وزيادة عدد المقبولين في الكليات الحكومية. وتقديم عوامل جذب للطبيب الخريج للبقاء والعمل بالمستشفيات. وتوجيه حملات الهجوم علي الأطباء بدون تمييز. والاعتداء عليهم في أقسام الاستقبال بالمستشفيات سيدفع ثمنها الجميع. وأضافت أن نقص التمريض مشكلة علي مستوي جميع المستشفيات وتسبب في نقص عدد أسرة الرعاية المركزة والحضّانات ففي بعض الأحيان تتواجد الأسرة ولكن لا يوجد تمريض مشرف. ولمواجهة هذه المشكلة سيتم افتتاح أكاديمية التمريض لتخريج ممرضين وممرضات حسب احتياجات الأقسام بالمستشفيات المختلفة. قانون طموح وتري "صلاح" أن قانون المستشفيات الجامعية صدر بالفعل وعن الجدل المثار حول لائحته التنفيذية. تم عقد اجتماعات مع عدد من العمداء والمجتمع المدني والقائمين علي النظام الصحي لتحديد صياغة وبنود اللائحة التنفيذية. ووزير التعليم العالي تفهم للمواقف المعترضة وطلب من الخبراء تعديلها للوصول لصورة توافقية ترضي الجميع. مؤكدة أن القانون الجديد سيحقق الانضباط الذي سينعكس بصورة ايجابية علي العمل. وأضافت عميد طب قصر العيني أن قانون التأمين الصحي الجديد طموح جداً وتم وضعه علي أن ينفذ علي فترات ومراحل. وهذا من وجهة نظري ذكاء لأنه يتيح رصد ايجابيات وسلبيات كل مرحلة ومحاولة تجنبها في المراحل التالية لكي يعطي فرصة أكبر للإصلاح. فنحن نعاني من تعددية النظم العلاجية من علاج علي نفقة الدولة وتأمين صحي ونقابات ومستشفيات جامعية وإن كان وراء هذا كله كيان ودولة تساند كل قطاع. ولكن ضم كل هذه الجهات تحت مظلة التأمين الصحي الجديد سيحقق طفرة في القطاع الصحي وسيحل مشاكل كثيرة أهمها مشكلة تسعير العلاج لأن الأسعار الجديدة قريبة للواقع.