حارس احدي العمارات المجاورة عنده بسم الله ماشاء الله خمس "عيال".. و"المودام حامل".. أي ينتظر السادس وبائعة الخضراوات في احد شوراع عزبة النخل عندها بسم الله ماشاء الله ثمانية "عيال" والتاسع في الطريق.. فيما زوجها عاطل ومدمن و"قاعد" في البيت لغرض انتاج الاطفال ولا شيء غير ذلك.. وهناك ملايين الامثلة المماثلة التي تؤكد اننا مقبلون علي كارثة ما لم نتصرف قبل فوات الاوان. نحن مطالبون بتوفير مدارس ومستشفيات ووظائف ووسائل مواصلات ومرافق وخدمات لمليوني نسمة سنويا في ضوء معدل الزيادة السنوي الحالي في السكان.. فيما الازهر والاوقاف والكنيسة المصرية والسكان غائبون بفعل فاعل عن المشكلة الكارثية ليبقي الحال علي ما هو عليه لهذا السبب فإن قرار وزارة التموين بحرمان ما يزيد علي طفلين من الدعم يمثل بداية المواجهة وان كانت بداية غير كافية بالقياس الي حجم المشكلة. في فترة السبعينيات والثمانينيات شهدت مصر حملة منظمة وناجحة للحد من الزيادة السكانية.. تضمنت رسائل اعلامية تليفزيونية للتحذير من مخاطر الانفجار السكاني وبرامج وموضوعات اعلامية للتعريف بوسائل تنظيم الاسرة وجهود ملموسة من وزارة الصحة لتوفير وسائل تحديد النسل مجانا في جميع المراكز الصحية ومراكز الرعاية الاولية.. فلماذا لا نفعل ذلك الآن ولماذا يتعامل الجميع مع المشكلة بقدر كبير من الاهمال واللامبالاة. وعلي مدي سنوات لم اسمع خطيب جمعة يتحدث عن مخاطر الزيادة السكانية ويدعو إلي تحديد النسل حتي تستطيع الدولة توفير الحياة الكريمة للمواطنين ولم اشاهد برنامجا يستضيف رجال الدين الاسلامي والمسيحي للتحدث عن المشكلة.. حتي اصبح الصمت المريب هو سيد الموقف.. فهل ننتظر حتي يحدث الانفجار ويأكل الاخضر واليابس؟