بعد قرب انتهاء المرحلة الأولي لمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي لإجراء المسح الطبي الشامل لفيروس سي والأمراض غير السارية تحت شعار "100 مليون صحة" والتي بدأت في شهر أكتوبر الماضي. وتضمنت 9 محافظات. وهي محافظة مطروح. وبورسعيد. والإسكندرية. وجنوب سيناء. ودمياط. والبحيرة. والقليوبية. والفيوم. وأسيوط أعلنت وزارة الصحة عن أن المؤشرات الأولية للحملة تؤكد ارتفاع المصابين بمرض السمنة الأمر الذي يضعنا أمام كارثة كبيرة لا تقل خطورتها عن فيروس سي حيث أكد الأطباء والمتخصصون أن السمنة تتسبب في الإصابة "بكوكتيل" وتعد من العلامات المبكرة للكثير من الأمراض المزمنة علي رأسها القلب والكبد والسكر وهشاشة العظام والتي تعتبر عبئاً علي الدولة يستنزف مجهوداتها ومواردها في المجال الصحي. يؤكد الدكتور أشرف هدايت أستاذ جراحة الأوعية الدموية بكلية الطب جامعة القاهرة أن السمنة تعد سبباً رئيسياً للإصابة بمرض السكري لأنها تحدث خللاً في مستويات السكر في الدم حيث تسبب زيادة نسبة الدهون مسببة ارتفاع نسبة السكر بطريقتين الأولي وهي زيادة الحاجة للأنسولين وهو الهرمون المسئول عن تنظيم مستوي السكر في الدم والطريقة الثانية زيادة مقاومة الخلايا للأنسولين لدي البدناء بسبب قلة المستقبلات لهرمون الأنسولين علي الخلايا الدهنية ووجود خلل في استهلاك الأنسولين داخل الخلايا نفسها فيعمل هذا علي وجود تركيزات عالية من سكر الجلوكوز في الدم وبالتالي الإصابة بداء السكري. موضحاً أنه من المضاعفات الخطيرة لداء السكري ضعف الأعصاب البصرية وفي كثير من الأحيان يسبب العمي ويحدث هذا نتيجة للتلف المتراكم طويل المدي الذي يحدث للأوعية الدموية الصغيرة في شبكية العين. ويشدد دكتور أشرف أنه يجب محاربة السمنة واختيار النظام المناسب لجسمك والذي يضمن خسارة الوزن بطريقة صحية مشيراً إلي وجود بعض النقاط الأساسية لإنقاص الوزن من أهمها تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي علي نسبة عالية من الكربوهيدرات. تجنب تناول المشروبات التي تحتوي علي نسبة عالية من السكريات وكذلك العصائر المعلبة. الحد من تناول الأطعمة التي تحتوي علي نسبة عالية من الدهون المشبعة واستبدالها بالأطعمة التي تحتوي علي الدهون غير المشبعة. زيادة كمية الألياف في النظام الغذائي مفيدة لمرضي السمنة وكذلك تعمل علي خفض نسبة السكر في الدم وتقلل أيضا من تركيز الدهون في الدم. الألياف تعمل علي زيادة الشعور بالشبع وتؤدي لتقليل عدد السعرات الحرارية. مؤكداً علي أهمية الرياضة في القضاء علي السمنة وكذلك تقليل فرص الإصابة بداء السكري من النوع الثاني مثل ممارسة رياضة المشي لمدة نصف ساعة يومياً 3 مرات أسبوعياً علي الأقل. يؤكد الدكتور حسام عبدالعليم استشاري أمراض القلب أنه توجد علاقة بين السمنة والموت المبكر والمفاجئ مشيراً أن السمنة تعد أحد الأمراض الخطيرة والتي بكل أسف يستهان بها. فزيادة الوزن يمثل عبئاً كبيراً علي القلب. فبدلاً من أن يقوم القلب بضخ الدم لجسم وزنه 60 كيلو يقوم بضخ الدم لجسم وزنه 120 كيلو. مما يؤدي إلي ارتفاع في ضغط الدم وتضخم في عضلة القلب ويجهد العضلة ويضعفها. أما الدهون حينما تزيد تترسب في الشرايين داخل الجسم بكل عام وفي شرايين القلب بشكل خاص. ونتيجة ترسبها داخل شرايين القلب ومع الوقت تؤدي إلي انسداد تلك الشرايين وعدم توصيل الدم عن طريق الشرايين التاجية. وبالرغم من أن القلب به الدم الذي يضخ إلي سائر الجسم. إلا أن القلب لا يستفيد من وجود الدم داخله ويكون في حاجة إلي أن يغذي بالدم مثله مثل أي عضو آخر في الجسم. وإذا زادت ترسبات الدهون في الشرايين التاجية والتي تعد الشرايين المسئولة عن توصيل الدم إلي القلب وتغذيته به. حينها ينتج عن قلة الدم قصور في الدورة الدموية التاجية. مما يؤدي إلي ما يسمي باحتشاء عضلة القلب أو جلطات القلب. والتي بدورها تؤدي إلي الموت المبكر والمفاجئ أو تؤدي لتدمير عضلة القلب. لأن العضلة حينها تعجز عن الانقباض والانبساط بشكل طبيعي. وبالتالي عند بذل أي مجهود ينهج الشخص وعند الاستلقاء للنوم يشعر بأنه مخنوق ولا يستطيع التنفس بصورة طبيعية. وبالتالي يصبح شخصاً غير فعال وعالة علي المجتمع. ويجب علي الجميع أن ينظر للأمر من خلال العلاقة بين التغذية والمجهود.. ففي دراسة ضمت من هم دون سن العشرين عاماً ومن هم فوق سن السبعين عاما. وأظهرت أن الأشخاص المشاركين وفوق عمر 70 عاما يتناولون طعاماً أقل 50% من الشباب وأن المجهود الذي يبذلونه حوالي 500% من مجهود الشباب. وأن نادراً جداً وجود سمنة عند الأشخاص فوق سن 70 عاماً. أما المراهقون تحت سن 20 عاماً نسبة إصابتهم مرتفعة نتيجة نمط الحياة غير الصحي من تغذية وعدم الاكتراث لممارسة الرياضة مما ينتج عنه عدم الرغبة أو القدرة علي بذل أي مجهود. كما ان أمراض القلب مرتبطة بارتفاع ضغط الدم والذي يعد "القاتل الصامت" حيث انه يعمل تأثيراً عكسياً للجسم ويؤدي الي حدوث جلطات والوفاة. كما ان السمنة تؤدي الي زيادة الإصابة بمرض السكري خاصة النوع الثاني ومضاعفاته تؤدي إلي تصلب الشرايين وأيضا الجلطات والوفاة. السمنة طريق للسرطان يقول الدكتور عمر زكريا أستاذ جراحة الاورام بالمعهد القومي للأورام إن مصر الأولي إفريقيا ورقم 14 عالميا في الإصابة بمرض السمنة الذي يعتبر من أخطر الأمراض التي نواجهها لأنه عبارة عن سلسلة من الأمراض تصيب الانسان فقد اثبتت الدراسات ان الاشخاص الذين يعانون من السمنة هم اكثر عرضة للاصابة ببعض انواع السرطان وخاصة ذات الصلة الهرمونية مثل سرطان بطانة الرحم. الثدي. سرطان البروستاتا. الكلي. الغدة الدرقية. البنكرياس. المثانة. القولون. ويربط لنا الدكتور احمد الجندي استشاري العظام بمستشفي الهلال علاقة السمنة بامراض العظام مؤكدا ان معظم المرضي الذين يترددون علي اطباء العظام يعانون من السمنة لأنها تؤثر علي العظام والمفاصل نتيجة للحمل الزائد. فهي تحدث خشونة متقدمة بالعمود الفقري مما يؤدي إلي انزلاقات غضروفية متكررة في سن صغيرة. كما يشكو الشخص المصاب بالسمنة من الام بالمفاصل خاصة أثناء سير نتيجة انهاك المفاصل بالوزن الزائد مما يؤدي لحدوث خشونة بغضاريف المفاصل وإصابتها بالالتهابات المزمنة ويحدث تأكلاً للمفاصل مما يؤدي ويضطر المريض في اجراء عمليات جراحية متكررة. ومن مضاعفات السمنة ايضا الاصابة بهشاشة العظام لانها مرتبطة بسوء التغذية المصاحب للسمنة وعدم مراعاة النظام الصحي في الغذاء ويلجأ المريض إلي علاجات الهشاشة التي تكون مكلفة سواء علي المريض أو الدولة. ويشير الدكتور هاني الناظر: إلي ان السمنة واحدة من أخطر المشاكل الصحية. وتعد مشكلة السمنة إحدي المشاكل الكبري في مصر لان نسبتها ترتفع يوما بعد يوم بصورة مرعبة. وهذا نتيجة سوء العادات الغذائية خاصة وان معظمنا يعتمد في طعامه علي تناول نسب كبيرة من النشويات. كما ان أغلب الشعب المصري يتناول الشاي بكميات سكر كبيرة. وبدوره يتحول إلي مخزون دهون. ويوضح ان السمنة تؤثر بالسالب علي جميع اعضاء الجسم. فهي تصيب الانسان بجملة من الأمراض المصاحبة ومنها مرض السكري وامراض القلب وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وأمراض جلدية تؤثر السمنة علي البشرة وتسبب لها عدة مشكلات كما انها تؤثر علي المفاصل وتؤثر علي القدرة علي المشي الطبيعي والعظام وكلها مشاكل خطيرة. لهذا يري ضرورة وجود مشروع قومي للتصدي لظاهرة السمنة. خاصة ان السمنة تكلف الأسرة والدولة عبئاً اقتصادياً وصحياً كبير. لهذا من الضروري وجود حملة قومية خاصة للمراهقين للتوعية بخطر السمنة. فقد قامت انجلترا بعمل حملة للتصدي لمرض السكري وحينها كانت السمنة تمثل 9% في المجتمع وبعد الحملة انخفضت النسبة إلي 1% لهذا يجب التصدي لظاهرة السمنة والتي تؤثر علي قوة العمل وتفقد الإنسان معني الحياة وتمثل ضغطاً علي الدولة نتيجة استهلاك الادوية. ويوضح دكتور محسن سلامة استشاري الكبد والجهاز الهضمي: ان السمنة تصيب رجال ونساء بعد عمر 50 عاما. وليست مجرد ترسب دهون بل ان النسيج الدهني يؤثر ايضا علي الهرمونات. ويسبب اضطراباً في مستوي الدهون في الدم وتصلب شرايين القلب والازمات القلبية. كما انه يصيب النساء بتكيس المبايض والرجال بالضعف الجنسي. وكل هذه الأعراض تكون غالبا مصحوبة باضطراب في مستوي الانسولين في الدم ويؤدي في النهاية للاصابة بمرض السكر. وبالضرورة ترسب الدهون داخل الكبد يؤثر عليه ويؤدي إلي الإصابة بمرض التهاب الكبد الدهني والذي ينتهي بتليف الكبد وظهور البؤر السرطانية بالكبد. ولعلاج هذه الحالة لابد من مكافحة السمنة والانتظام في ممارسة الرياضة يوميا وعلاج أي مضاعفات مرتبطة بالسمنة.