عاش أهالي قرية الراشدة بواحة الداخلة بالوادي الجديد ليلة عصيبة أمس الأول بعدما اشتعلت النيران في جميع المزارع والحقول الملاصقة للقرية واتت عليها بالكامل وكادت تصل للمنازل وحظائر الماشية والدواجن والمنشآت العامة والخاصة ساعدها في ذلك سرعة الرياح لكن قوات الدفاع المدني والحريق البواسل تمكنوا علي الرغم من امكانياتهم المحدودة من السيطرة علي الحريق ومنع وصوله للمناطق السكنية في الوقت الذي قامت فيه الوحدات المحلية بنقل الأهالي خاصة كبار السن والأطفال والسيدات إلي مناطق آمنة تحسباً لحدوث أي طارئ كما قامت بتفريغ القرية بالكامل من اسطوانات الغاز والمواد المشتعلة للحد من خطورة النيران ولم تسلم القري المجاورة من الحريق حيث امتدت ألسنة اللهب لتصل لقرية العوينة المجاورة لكن العناية الإلهية انقذتها بعدما تمكنت قوات الدفاع المدني من السيطرة علي الحريق الذي شب في بعض أشجار النخيل.. علي الجانب الآخر تابعپالدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية تداعيات الحريق أولاً بأول وأجري رئيس الوزراء عدداً من الاتصالات الهاتفية بالوزراء المعنيين للوقوف علي الخطوات التي تم اتخاذها للسيطرة علي الحريق ومكافحته ومنع انتشاره. وكذا الاطمئنان علي سلامة المواطنين في المساكن الواقعة بالمنطقة التي نشب بها الحريق. حيث تأكد من مواصلة عمليات مكافحة النيران وعمليات التبريد واطمأن لعدم وقوع وفيات وانما تعرض عدد من المواطنين بالمنطقة لاصابات بسيط وتم نقلهم إلي المستشفيات لتلقي الرعاية الطبية اللازمة. كما وجه الوزراء المعنيين بإحاطته بالتطورات لحظة بلحظة. ووجه رئيس مجلس الوزراء بأهمية الإسراع في الدفع بطائرات الإطفاء وعربات الاسعاف من المحافظات القريبة للمشاركة في السيطرة علي الحريق وإخماده. مؤكداً أنه تم التواصل مع القائد العام للقوات المسلحة. وزير الدفاع والإنتاج الحربي. الذي وجه علي الفور بإرسال عدد من طائرات الإطفاء التابعة للقوات المسلحة. لمساندة الجهود المدنية في التعامل مع الحريق وحصره ومنع انتشاره إلي مناطق أخري. أكدت الدكتورة السيدة مشرف وكيلة وزارة الصحة بالوادي الجديد ان اجمالي الحالات المصابة جراء حريق قرية الراشدة ارتفع إلي 39 مصاباً. ما بين حروق واختناق وجروح بينهم 7 أفراد شرطة من قوات الدفاع المدني والحريق منهم العميد ضياء الدين صبحي مدير إدارة الحماية المدنية والإطفاء بالمحافظة وجميع الحالات مصابة باختناق وتم نقلهم للمستشفيات للتعامل الطبي معهم بجانب وضع بعض الحالات تحت الملاحظة مشيرة إلي ان مستشفي أسيوط العام دفع بقافلة طبية متكاملة لتقديم خدماتها العلاجية للمصابين خاصة في مجالات الطوارئ والحوادث وتم إقامة مستشفي ميداني بمقر مدرسة القرية أو بمستشفي الداخلة العام كما شاركت محافظتا سوهاجوأسيوط بعدد 30 سيارة اسعاف. علي الجانب الآخر أعلن اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد انه تمت السيطرة علي الحريق وتجري حاليا عمليات التبريد تحسباً لنشوب حرائق أخري خاصة ان 4 مناطق زراعية لم تنته بها عمليات التبريد وقامت الوحدات المحلية بإقامة عوازل بين الزراعات والوحدات السكنية لمنع وصول اثار الحريق لمنازل المواطنين ولم يسفر الحريق عن أي وفيات مؤكداً أن جميع المصابين غادروا المستشفيات وحالتهم الصحية جيدة جداً مشيراً إلي ان التقارير الأولية أكدت ان الحريق نشب في مساحة تراوحت ما بين 80 و100 فدان كما تسبب الحريق في نفوق 2 رأس ماشية وتلفيات محدودة في أربعة منازل سكنية بينما جميع المنشآت الخاصة والعامة لم تتضرر من آثار الحريق وجميع الخسائر في المناطق الزراعية وسيتم تعويض المضارين. أضاف المحافظ علي الرغم من قوة النيران في سابقة لم تحدث من قبل بواحات الوادي الجديد وقلة الامكانيات إلا ان الحكومة بكافة وزاراتها ومحافظاتها وهيئاتها قدمت درساً رائعاً في إدارة الأزمة حيث تابع الرئيس عبدالفتاح السيسي حريق الراشدة طوال ساعات الليل ليطمئن علي سلامة المواطنين وأمر بتقديم كافة سبل الرعاية والحماية لهم كما تابع الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء الحريق لحظة بلحظة وأمر بصرف التعويضات المناسبة للمضارين من اثار الحريق كما قامت القوات المسلحة بالدفع ب 4 طائرات لمساعدة قوات الحماية المدنية في عمليات الاطفاء والتبريد وهو ما ساهم في تقليل الخسائر بشكل كبير جداً مشيراً إلي انه تقرر تشكيل لجنة من التضامن والزراعة والبيطري وأملاك الدولة لحصر المساحات التي تضررت لتعويض المضارين فوراً خاصة ان أهالي القرية بعتمدون علي الزراعة البدائية كمصدر وحيد للدخل. قال عماد سبع من أبناء قرية الراشدة ان النيران أتت علي جميع المساحات الخضراء بالقرية وهي مصدر الرزق الوحيد للسكان لأن الغالبية العظمي منهم من المزارعين البسطاء وفقدوا مصدر رزقهم الوحيد مشيراً إلي ان النيران التهمت أكثر من 100 فدان من أجود الأراضي الزراعية وظلت النيران مشتعلة لأكثر من 16 ساعة متواصلة في مشهد يحدث لأول مرة في تاريخ الواحات. اضاف كمال إبراهيم رئيس مركز الداخلة ان عمليات الاطفاء شاركت فيها كافة الوزارات والهيئات والقطاعات وأهالي الداخلة بالكامل الذين تطوعوا بجهودهم الذاتية وبمعداتهم الشخصية لإطفاء النيران ومنع وصولها للمنازل مشيراً إلي انه تم استدعاء جميع رؤساء الوحدات المحلية وقطاعات الري والصرف والكهرباء للمساهمة في عمليات التبريد من خلال سيارات الكسح.