اتفق رؤساء الاحياء علي ضرورة تغيير القانون وتغليظ العقوبة علي اصحاب المقاهي المخالفين. فالغرامة فقط لا تجدي. مع تقنين اوضاعهم بصورة ايجابية لا تقيد حرية المواطنين. من جانبهم أكد خبراء علم النفس والاجتماع ان انتشار المقاهي وامتلاءها بالشباب بات امرا مؤرقا للأسرة والمجتمع بأكمله. فالأمر لم يعد مجرد وسيلة للتسلية بل أصبح من اشهر العادات الاجتماعية المنتشرة بين الشباب للهروب من الواقع وعجزه عن المساهمة في تحمل مسئولية العائلة. اللواء مصطفي عبدالعزيز رئيس حي شرق مدينة نصر أكد ان انتشار المقاهي غير المرخصة وتحويل الشقق السكنية إلي مقاه والتعدي علي المناطق المخصصة للحدائق بوسط الطريق يشكل تهديدا كبيرا علي سكان المنطقة. وتعديا صارخا علي حقوقهم وتقييد حرياتهم لما يسببه من ازعاج بصفة مستمرة والتحرش بالفتيات. بالاضافة إلي انها ملجأ للخارجين عن القانون لرصد حركة السكان وسرقتهم. لذا يجب تعديل القانون وتغليظ العقوبة حتي تصل إلي الحبس الوجوبي للمخالفين للتراخيص أو السماح للخارجين بتداول بضاعتهم. فالقانون الحالي يسمح للاحياء بغلق المقاهي المخالفة وقطع المرافق عنها ورفع كافة الاشغالات الموجودة امام العقارات مع تحرير محاضر بذلك. وبالتكرار نقوم بعمل محاضر فض اختام وتحويلها إلي النيابة التي تصدر غرامة من 5 إلي 10 آلاف جنيه. أو سنة حبس ولضعف هذه العقوبات يقوم صاحب المقهي بدفع الغرامة ويعيد فتح المقهي مرة أخري. ويشير اللواء وليد عبدالحميد رئيس حي روض الفرج إلي شن الاحياء حربا شرسة علي المقاهي المخالفة وغلقها عن طريق الحملات المستمرة بعد ان اصبحت ظاهرة تؤرق الجميع خاصة في السنوات الأخيرة. مطالبا باعادة النظر في الموافقة علي تراخيص المقاهي للحد منها وتحديد أماكن لها ومساحات مفتوحة وطرحها من خلال المحافظة بحيث لا تؤذي السكان ولا تعيق حركة المرور كما يحدث في الدول المتقدمة. ويجب تغليظ العقوبات عن طريق المشرعين مع توعية المواطنين وأصحاب المقاهي بوجود اطار عام ومنظم يجب أن يحترمه الجميع والالتزام به حتي لا تكون هناك حجة لمن يخالف القانون. ويري رائف السيد عضو مجلس النواب ان الحل الأساسي لحماية شبابنا من الأخطار التي يمكن أن يقع فيها بالجلوس علي المقهي طوال اليوم لقضاء وقت الفراغ هو استيعابهم بتوفير فرص العمل المختلفة التي تناسبهم في المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر بقروض ميسرة بجانب احتوائهم من خلال مراكز الشباب وتشجيعهم علي ممارسة الرياضة. مع تشديد الرقابة علي المقاهي المنتشرة في ربوع مصر حتي لا تقوم بأعمال مخالفة لتقاليد المجتمع وعلي جميع مؤسسات الدولة دور كبير لتوعية شبابنا من تلك الاماكن ودورها السلبي فبعد ان كانت للترفيه عن الشباب لوقت محدد أصبحت هي كل حياتهم ومعيشتهم لدرجة الإدمان. الإعلام المسئول الدكتورة هناء أبوشهية استاذ علم النفس أوضحت ان المسئول الأول عن تفشي تلك الظاهرة حتي اصبحت عادة لا يمكن الاستغناء عنها هي وسائل الاعلام بجميع أشكاله. حيث أصبح له دور سلبي في انتشار هذه الآفة وجعلها شيئا طبيعيا وجذابا لأي شخص. ففي الافلام والمسلسلات يظهر الابطال داخل المقهي بأيديهم الشيشة بطريقة مشوقة توحي باللذة والاستمتاع وتساعد علي التفكير مما يغذي العقل الباطن للمتفرج بأن لها تأثيرا ايجابيا لتفريغ ما بداخله. طالبت ابوشهبة بحملة توعية كبيرة يشرف عليها المتخصصون تنقلها وسائل الاعلام جميعا للتحذير من المقاهي في المجتمع وتوضيح اضرارها الصحية والنفسية علي الشباب خاصة بعد انتشار المقاهي بالاماكن الشعبية والراقية ودخول البنات لهذا العالم بجلوسهم علي تلك المقاهي ومشاركة الشباب السهر حتي الصباح وسط الدخان والضحكات المتعالية دون الشعور بالخجل بل اصبحت هناك مقاه خاصة للفتيات فقط وهذا يعد أمرا خطيرا في المجتمع. أكدت الدكتورة انشاد عز الدين استاذ علم الاجتماع جامعة المنوفية ان البطالة من أهم الاسباب الاجتماعية التي تؤدي إلي جلوس الشباب علي المقاهي والسهر إلي الساعات الأولي من الصباح واهدار الوقت دون فائدة. لأن مخرجات التعليم لا تتفق مع سوق العمل والمشاكل الاجتماعية والمادية في الاسرة. في حين ان المقاهي اصبحت منتشرة بشكل كبير في كل الأماكن الشعبية والراقية. فمن السهل ايجاد مقهي قريب من المنزل والجلوس مع الاصدقاء لتصبح المقاهي هي المكان الامثل لهروب الشاب من الواقع الذي يعيشه موضحة ان التليفون والجلوس علي المقاهي بالساعات ادمان يجب معالجته بأقصي سرعة. فيجب ان يكون المقهي لقضاء وقت محدد للترفيه عن النفس بعد العمل مع الاصدقاء. ولكن بعد رفض الشباب النزول لسوق العمل وانتظار الوظيفة الحكومية اصبح المقهي هو البديل في ظل غياب الوعي الاجتماعي لديهم. اضافت عز الدين ان للقضاء علي مرض العصر يجب علينا جميعا تبني حملة توعية اجتماعية كبيرة للشباب وارشادهم إلي الطريق السليم بزرع الانتماء والاحساس بالمسئولية والابتعاد عن الازدواجية التي يعيشون بها. وذلك عن طريق التنشئة الاجتماعية السليمة وتنمية المهارات الشخصية وتشجيعهم علي ممارسة الرياضة ودفعهم إلي تحمل المسئولية والعمل الجاد بتوزيع الوقت بين العمل والنشاط الاجتماعي.