ولا يزال الحديث مستمراً عن الفساد في عصر الكمبيوتر ومواقع التواصل الاجتماعي والصواريخ عابرة القارات وناطحات السحاب وطائرات وسيارات بدون قائدها فلنعود إلي الوراء ونشاهد صوراً أخري وحكايات من زمن بعيد هذا هو أبو الدرداء الصحابي الجليل الذي كان إسلامه كشفاً لآلهة المشركين وعقائدها الباطلة المزيفة ودياناتها المنحرفة يجلس في المسجد وحوله مجموعة من الرجال يعظهم تقدم رجل من أبي الدرداء الرجل يحمل صرة بها سكر قائلاً: أيها الصحابي الجليل باعني تاجر هذا السكر علي أنه خمسة أرطال فوزنته في البيت فلم يتجاوز الثلاثة ولما عدت إليه أنكره وقال إني أكلت الناقص فيقول له أبو الدرداء الويل له ولأمثاله إن كنت صادقاً ألا يظن هو وأمثاله أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين ويتقدم رجل ثان يخاطبه أيها العالم الفاضل أنا رجل من البادية أتيت لأشتري متاعي من المدينة ووضعت ناقتي عند صاحب الحان فلما أردت أخذها أنكرها عليّ وخسرت الناقة فيجيب الصحابي الجليل تباً لأمثاله إن صدقت ألا يعلم أن روحه أمانة وبصره أمانة يستردهما خالقهما متي شاء فما هو صانع بين يدي الله ثم يخاطب أبو الدرداء الجميع قائلاً: "مالي أراكم قد فتنتكم الدنيا فما عدتم تبالون بحلالها من حرامها تجمعون ما لا تأكلون وتبنون مالا تسكنون وترجون ما لا تبلغون لقد جمعت الأقوام قبلكم وأملت فيما لديها فما هو إلا قليل حتي أصبح جمعهم بوراً وأمي غروراً وبيوتهم قبوراً هذه عاد قد ملأت الأرض مالاً وولداً فمن يشتري تركتها بدرهمين". هذه قيم وفكر وسلوك وتعاليم ومباديء رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.