لوحة تشكيلية عبثية شديدة القبح روائح كريهة منبعثة تثير الغثيان كلاب ضالة تعبث في الأركان والأكوام قطط هزيلة اتخذت منها مأوي وسكناً قنابل موقوتة لكل الأمراض المستعصية تلال من المخلفات ترتفع في تحد صارخ للإنسانية والذوق والجمال الطهارة والرقي معذرة يا سادة لتلك المقدمة فلقد طفح الكيل واهتزت الصورة والرؤية بل تلاشت تماماً فهي حضارة سبعة آلاف سنة بكل أبجدياتها تثير الإعجاب حتي اليوم أمة تضرب بجذورها في عمق التاريخ بلد الكنائس والمساجد المبدعون وقادة الفكر والعلم والانتصارات بجوار دور العبادة ترقد تلك المخلفات تحتضن أسوارها وحوائطها في عشق غريب محطات المترو في قاهرة الألف مئذنة وعلي جانبي شريط السكة الحديد المأسوف علي شبابها وبدايتها منذ زمن بعيد فليدخل أحد منا دورة المياه داخل القطارات التي تسمي زوراً وبهتاناً بالفاخرة المكيفة فالمشهد مروع ومقزز عن تجربتي الشخصية خلال رحلتي الدائمة إلي بلدتي أسيوط قلب صعيد مصر ولندخل ايضا دورات المياه داخل معظم مساجدنا لإسباغ الوضوء قبل أن ترتفع التكبيرات بنداء الحق سبحانه وتعالي مياه تتدفق من خلال صنابير تالفة وروائح وبقايا المخلفات عالقة داخلها ولم تنج دور العلم من تلك الصورة التي تثير الاسمئزاز والكآبة للملايين من أبنائنا الطلاب مع بداية صباح يوم دراسي جديد من أيام الله سبحانه وتعالي لقد اتخذت أسوار مدارسنا مقلباً للزبالة والمخلفات حتي الأنفاق والممرات ودرجاتها صعوداً وهبوطاً أصبحت صندوقاً لتلك المخلفات. لقد حثت الأديان علي النظافة والطهارة وفي ديننا الإسلامي تأكيداً علي تلك القيم صلاتنا وصيامنا وحجنا. أقترح بانطلاق الحملة القومية للنظافة تمتد طوال أسبوع كامل كل ثلاثة شهور مثلاً وعلي مدار العام وليخرج السادة عشاق المكاتب وأجهزة التكييف من المسئولين للمشاركة في تلك الحملة وليحمل كل منا أدوات نظافة وطلاب المدارس والجامعات والمعاهد هم قوام تلك الحملة وإحدي ركائزها وبمشاركة أجهزة الإعلام المحترمة.