من الضروري أن نعود إلي الحديث حول تطوير منظومة التعليم في مصر خاصة بعد العرض المتميز للدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم خلال مؤتمر الشباب الأسبوع الماضي.. والذي أوضح العديد من جوانب خطة تطوير التعليم والتي سيتم تنفيذها علي مراحل بداية من العام الدراسي الجديد. وينتهي تنفيذ آخر مرحلة عام 2030.. وتبين مما قدمه الدكتور طارق أننا مقبلون علي مرحلة جديدة تحتاج تكاتف جميع المسئولين عن التعليم في مصر لنجاح المنظومة الجديدة.. وضرورة تفهم وتقبل أولياء الأمور للنظام الجديد الذي يعتمد علي الفهم والاستيعاب وليس الحفظ.. لخلق جيل مبتكر مؤهل بطريقة علمية لمواكبة العصر ومتطلباته.. وقد شاهدنا الكتاب المدرسي الجديد بعد تطويره. ليجذب الطلاب ويحببهم في الذهاب إلي المدرسة.. وإذا كنا نشعر أن ما تخطط له وزارة التربية والتعليم خلال المرحلة الحالية بداية من رياض الأطفال وصولاً للثانوية العامة يعد نقلة نوعية كبيرة في مجال التعليم سيتم من خلالها إعادة تصنيف التعليم المصري علي مستوي العالم ليصبح في أحد المراكز المتقدمة.. فإننا أيضاً يجب أن نوجه الشكر لوزير التربية والتعليم لاهتمامه كذلك بالتعليم الفني خاصة أنه يشكل نسبة كبيرة من احتياجات سوق العمل.. وعندما يكون لدينا خريجون من التعليم الفني بعد تأهيلهم علي أحدث النظم التعليمية أعتقد أن الفارق سيكون كبيراً.. ويمكن أن نعالج من خلالهم العديد من المشاكل التي تواجه قطاعات كثيرة في الدولة تحتاج للعمالة الفنية المتميزة.. كان في السابق لدينا مشروع مع ألمانيا لتطوير التعليم الفني تحت اسم "مبارك كول".. وكان مشروعاً متميزاً وأتمني إذا كان قد توقف. إن نعمل علي استئنافه من جديد.. إن العامل الفني المدرب يعد العمود الأساسي في أي مشروع وإذا نجحنا في إعداد أجيال جديدة بعد تأهيلهم فنياً بتدريبهم في المصانع والقطاعات المختلفة لتطبيق الدراسة النظرية عملياً قبل التخرج وإكسابهم المهارات المختلفة نكون قد حققنا نجاحاً كبيراً.. إن اهتمام الدولة بالتعليم يجعلنا علي يقين أننا علي الطريق الصحيح.. وإذا كانت الدولة حريصة علي النهوض بالتعليم فهي أيضاً حريصة علي ادماج ذوي القدرات الخاصة في المجتمع وهو ما شاهدناه خلال الاحتفال الذي أقامته وزارة الاتصالات وقدمت لنا الأبطال من ذوي القدرات الخاصة الذين أثبتوا لنا جميعاً أنهم أسوياء وأصحاء.. إنني أعرب عن تقديري الكامل لكل من كان وراء هذا الاحتفال الذي أشعرني بالفخر والتقدير لأبناء وطني من متحدي الإعاقة الذين أثبتوا للجميع قدرتهم علي قهر أي ظروف وتخطي كل العقبات ليحققوا النجاح.. إن كل فرد منهم يستحق منا أن نقف أمام تجربته ونرويها ونتعلم منها الكثير فشكراً لهم جميعاً علي ما ادخلوا علينا من بهجة وسعادة.. وتحيا مصر.