أستكمل الحديث عن مسلسل "طايع" الذي تناول سرقة الآثار وطرق تهريبها خارج مصر. والثأر الذي تذكيه الأمهات في قلوب أبنائهن لأنه اثبات للرجولة ويعيد للأسرة كرامتها ويرفع رؤوسهم أمام أهل القرية. ثم يتضح أنه وهم مبني علي حادث انهيار مقبرة فرعونية دفنت صديقين تحت رمالها عندما كانا يسرقان منها الآثار لبيعها لحربي. ولم تعلم عائلتيهما الحقيقة فأصبح الثأر بينهما ضرورة ولما تبينت الزوجة "أم جابر" أن مقتل زوجها كان مجرد حادث وأن والد طايع لم يقتله لم ينفعها الندم لأنها كانت قد ثأرت له بقلتها "أم طايع" كما فقدت ولديها "جابر وصابر" علي يدي طايع وحربي. فأصيبت بلوثة وراحت تصرخ وتضع التراب علي رأسها. وقد اتقنت الفنانة "سماء إبراهيم" التعبير عن هذه الشخصية فظهرت وكأنها بالفعل امرأة صعيدية فاقدة للمشاعر بعد مقتل لزوجها والغل الكامن في صدرها الذي لم يكن سيشفيه إلا أخذ ابنها جابر بالثأر من طايع.. اما حربي العتيبي النجم عمرو عبدالجليل فقد خالف عرف ابناء الصعيد في عدم قتل النساء ولكنه قام بقتل "مهجة" الفنانة صبا مبارك ابنة العمدة الفنان رشدي الشامي في لحظة تغلب فيها عليه دافع الانتقام لأن ابنته وجنينها قتلهما العمدة. وقد أدت صبا دورها بتلقائية وبساطة وصدق مشاعر المرأة المحبة لزوجها الراغبة دائما في حمايته. وتفوق العمدة في مشاهدة خاصةحين أصيب بالشلل بعد مقتل ابنته واستخدامه لقسمات وجهة وارتعاشتها وعينيه المكسوه نظراتهما بالحزن.. أما أولاد طايع فقد تم قتلهم جميعاً كان الوحيد الباقي منهم "نصر" خالد الشرشابي الذي قرر حربي أن يقتله فداء لحفيدته "سماح" ليستردها من خاطفيها العمدة وزوجته الفنانة سلوي محمد علي فصحبه إليهما والابن لا يعرف مقصد والده. وفي حوار أخير بينهما عبر الإبن عن رفضه الموت وذكره بأنه إذا قتله فلن يسامح نفسه. وقد نجح الفنان الشاب خالد في التعبير بصدق عن مشاعر الألم ورفضه الموت ورغبته في الحياة بكلمات قليلة مزجها بإحساس الخوف والدموع المختنقة في عينه. لينتهي الحوار برصاصة يطلقها حربي تجاه ابنه فيقع قتيلاً. ولكن زوجة العمدة سلوي محمد علي بأداء رصين معبر عن التشفي وقسوة قلبها تعطيه طفلة في كفن غارقة في دمها. فيصاب حربي بصدمة تجعله يطلب من طايع ثم العمدة أن يقتلاه فيرفضا. فيطلق رصاصة داخل فمه لينهي حياته منتحراً. وأنه كانت النهاية بعد ذلك اشارت إلي بارقة امل في أن المستقبل للحياة. لا للثأر حين سلمت زوجة العمدة حفيدة حربي لأم جابر لتقلتها لأنها عجزت عن قتلها. ولكن أم جابر تعيدها لأمها "ازهار" مي الغيطي التي كانت تحاول الانتحار قبل طرقات أم جابر علي الباب فتحمل طفلتها فرحة بعودتها إليها. وقد أجادت مي دور الفتاة الصعيدية التي ترفض سفك الدماء وتريد العيش في سلام مع والدتها وشقيقها طايع وزوجها ضاحي ابن حربي. ومن غير المعقول بعد أن سعدنا بنجاة الطفلة من القتل أن ينتهي مسلسل "طايع" بمشهد إقبال شاب عليه في فناء السجن بسكين ليقتله. اما مشاعر الحب التي نمت في قلب "أمينة" الفنانة مها نصار فلم تكن لها ضرورة درامية ليستمر تعاطفها مع طايع ومساعدته علي الهروب من حربي وحرصها علي الطفلة سماح. ولكنها أجادت التعبير عن تلك المشاعر ومهمتها في الحفاظ علي الآثار وتعاونها مع الشرطة في ذلك. وقد نجحت أغنية تتر المسلسل "فوق كتافي حمل" للمطرب وائل الفشني في التعبير عن قصة طايع والوعد المقدر له في ظل الثأر بكلمات الشاعر ياسر حسين ولحن طارق الناصر. كما كان "طايع" اختباراً ناجحاً للمخرج السينمائي "عمرو سلامة" في أول أعماله التليفزيونية واعتقد آنها تجربة يمكنه تكرارها. ولكن بشرط أن يحافظ علي حياة كل الشخصيات بعيداً عن سلسال الدم.