مازالت السينما المصرية شابة وقادرة علي تقديم الوجوة الجديدة خاصة لنوعي الكوميديا والأكشن وهي الأنواع الأكثر جماهيرية والتي يقبل علي مشاهدتها الشباب وقبل 4 سنوات ظهر علي شاشة السينما المصرية في أحد الأعياد ثلاثي كوميدي هم هشام ماجد وشيكو وفهمي في فيلم "الحرب العالمية الثالثة" وقدموا بعد ذلك مجموعة من الأفلام الكوميدية الناجحة. وهذا العيد شاهد الجمهور فيلم "قلب أمه" أول تجربة إخراجية سينمائية للمخرج الشاب عمرو صلاح الذي اخرج من قبل مسلسل "افيش وتشبيه" مع الثلاثي هشام وشيكو وفهمي في التليفزيون عام 2006 وهو يعمل بالمونتاج وكتب الفيلم مجموعة من الشباب تامر إبراهيم ومحمد محمدي وأحمد محيي ويتناول الفيلم قصة طريفة عن زعيم عصابة يدعي مجدي تختوخ "شيكو" يتم نقله إلي المستشفي بين الحياة والموت وفي نفس الوقت تدخل المستشفي أم يونس "دلال عبدالعزيز" ويتم نقل قلب الأم لرئيس العصابة الذي يشعر بعد العملية بعاطفة حب قوية للشاب يونس "هشام ماجد" ويعمل علي تلبية كل طلباته ورعايته كأي أم حنونة. قامت نوري قدري بدور مختلف عن أدوراها السابقة وهي جديرة بعمل أدوار الكوميديا دور الخطيبة التي تعمل في شركة ابادة الحشرات وهي بخيلة وجشعة في حين ان خطيبها ساذج وطيب وهنا يتدخل "شيكو" وبقلب الأم يريد ان يساعد ابنه في الخلاص من الفتاة الكئيبة التي تحول حياته لجحيم وتكون المشاكل التي كان يعاينها مع أمه ينتظر اضعافها مع الخطيبة ووالدها "بيومي فؤاد". يقدم هشام ماجد شخصية يونس بأسلوب طريف يدفع المشاهد للتعاطف معه والضحك علي المواقف التي يتعرض لها وهو واحد من الوجوه الكوميدية الناجحة والتي تحظ بقبول جماهيري كما انه يشبه الآلاف من الشباب الذين نشأوا في أسرة تنتمي للطبقة المتوسطة وهو في فيلم "قبل أمه" يريد ان يكتب قصصاً للسينما ويريد تقديمها للنجم حسن الرداد الذي ظهر في دور قصير كضيف شرف بشخصيته الحقيقية ويتزعم العصابة الأخري لمناقشة لعصابة تختوخ الكوميديان المبهر محمد ثروت وهو ينضم لقائمة من نجوم الكوميديا الناجحين والقادرين علي انتزاع الضحكات من الجمهور ومعه مجموعة من الشباب مثل أحمد سلطان ومحمد أسامة ومحمود الليثي وأحمد محارب وسعد مختار ومصطفي منصور وجميعهم قادرون علي تقديم الكوميديا الجماهيرية. تجربة هشام ماجد وشيكو تستحق التحية لأكثر من سبب لانها تعتمد علي الأفكار الجديدة الطازجة وهي تختلف عن كوميديا "البارودي" التي تعتمد علي "القلش" علي أفلام زمان وشخصيات نجوم السينما في عصرها الذهبي بالاضافة إلي اعطاء الفرصة للمزيد من الوجوه الجديدة الواعدة إلي جانب انها تقدم الكوميديا البعيدة عن الابتذال والتي لا تعتمد علي العاهات مثل ثنائي القصير والطويل والغبي والزكي والطيب والشرير ولايعتمدون علي الضرب والسخرية من طريقة نطق الكلمات. الكوميديا الراقية الموجودة في فيلم "قلب أمه" تمثل خطوة مهمة لأفلام السبكي التي باتت تعتمد علي اختيار عناصر جديدة في الكتابة والإخراج والتمثيل وتحقق الجودة الفنية مع اقبال الشباب علي مثل هذه الأفلام خاصة في الأعياد وهي فرصة كبيرة لصناعة السينما المصرية ان تحقق الأرباح من العرض العام داخل القاهرة والمحافظات.