في الحديبية لما أراد النبي صلي الله عليه وسلم ان يرسل مبعوثاً خاصاً إلي قريش يدعوها إلي السلام ونبذ فكرة الحرب جانباً تم طرح اسم عثمان بن عفان لما له من عصبية قبلية في قريش فاستدعاه النبي صلي الله عليه وسلم وقال له: اذهب إلي قريش وأخبرهم أنا لم نأت لقتال أحد وإنما جئنا زوراً لهذا البيت معظمين لحرمته. منعا الهدي ننحره وننصرف. وانطلق عثمان ملبياً أمر الرسول صلي الله عليه وسلم غير مبال بأي خطر قد يحل به. وفي الطريق إلي مكة كاد سفهاؤهم ان يفتكوا به لولا اجاره ابن عمه المشرك آنئذ أبان بن سعيد بن العاص بن أمية الذي كان شديد الخصومة للإسلام والمسلمين وقد أسلم في السنة السابعة للهجرة وفي مكة سألوه: أين تريد؟ قال: بعثني رسول الله إليكم يدعوكم إلي الله وإلي الإسلام تدخلون في دين الله كافة. فإن الله مظهر دينه ومعز نبيه وأخري تكفون ويلي هذا منه غيركم. فإن ظفروا بمحمد فذلك ما أردتم وان ظفر محمد كنتم بالخيار ان تدخلوا فيما دخل فيه الناس أو تقاتلوا وانتم وافرون جامون "مستريحون" إن الحرب قد نهكتكم واذهبت بالأماثل منكم فجعل عثمان يكلمهم فيأتيهم بما لا يريدون وهم يقولون: قد سمعنا ما تقول ولا كان هذا أبداً ولا دخلها علينا عنوة. فأرجع إلي صاحبك فأخبره أنه لا يصل إلينا أبداً. بعد ان دخل عثمان مكة واجاره قومه بنو أمية لم يجرؤ أحد من المشركين علي التعرض له بأذي بل صاروا يتوددون إليه فقد قالوا له: ان شئت ان تطوف بالبيت فطف به. غير أن عثمان رفض عرض القرشيين فقال: ما كنت لأطوف حتي يطوف رسول الله صلي الله عليه وسلم. وفي معسكر المسلمين كانوا يظنون ان عثمان يطوف بالبيت وهم محرومون من هذا الشرف فقال لهم رسول الله صلي الله عليه وسلم: ظني به ألا يطوف حتي أطوف. وسرت شائعة بين المسلمين ان عثمان قتل. فدعي رسول الله صلي الله عليه وسلم أصحابه إلي قتال المشركين ومناجزتهم فاستجاب الصحابة وبايعوه علي الموت. وهذه هي بيعة الرضوان وبايع النبي صلي الله عليه وسلم عن عثمان وقال: هذه يد عثمان فضرب بها علي يده ووصل خبر بيعة الرضوان لقريش فخافت خوفاً شديداً وحينها طلبت الصلح فأرسلت سهيل بن عمرو ليقابل رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان صلح الحديبية.