** هلال يقترب في سماء ليعلن قدوم أيام معدودات رغم انه شهر لكنه ليس كباقي الأشهر نحتفي به.. نوقد شموعا بفوانيس..وكأننا علي مهل نضئ بعضا من نور.. بنفوس.علي أثرها نهتدي..ليصبح للنهار معني مختلف.. ونمنع بكامل إرادة جوارح.. والاهم هو ما نمنحه لروح.. نهيم نباهي ملائكة.. امتنعنا عما لا يصل بنا إلي مصافهم.. واختار الرجال الأبيض زاهدين.. ولجأت السيدات إلي الأسود متوشحات بحشمة.. لعدم اظهار زينة.. فللشهر جلاله وهيبته وحرمته.. نحفظ له وقاره.. ونريد الصيام بإقامة صلوات.. نحرص علي موعدها.. ونجتهد في جماعة نصطف.. وعلي المائدة يفطر الجميع.. يتساوي الفقير والغني.. في كسر حدة جوع وعطش.. ونزيد لحلوي.. وكثيرون منا يدير ظهره لشاشة.. وآخرون تلهيهم.. ومن صلاة التراويح لتهجد.. وختم لآيات بينات.. وسهر حتي ساعات الفجر الأولي.. نذكر صوت الشيخ رفعت وابتهال النقشبندي.. وسلام علي أرواح فارقتنا.. وأعود لفانوسي واتمناه سحريا.. يخلصنا من عقد البشر.. ويصفو بأرواحنا.. ويعود بي صغيرة.. توقد شمعة وحين تنطفئ.. تعيد محاولاتها.. لا أعرف شيئاً عن يأس.. ولا معني لإحباط.. فقد اجدت فن التناسي..واغماض الطرف عن آلام.. وحدها ضحكة اذكرها.. وأنا اشاهد فيلم إسماعيل يس.. لآلاف المرات.. فهو قلب بريء.. يبتعد بمسافة كافية عن الايذاء.. أو إيلام الآخرين.. كل ما يشغلها ألا يجرحها من احبها.. فهو كل عالمها ويتعلق بصرها بالفانوس.. فتعاود مسح واجهته الزجاجية وتظل بالانتظار.. ربما يوما يأتيها بعلاء الدين.. ليحقق أحلامها.. وليهديها بعضا من حياة.. لأيامها.