"تمت إقامة اسرائيل حتي تصير منزلا للشعب اليهودي الذي لم يشعر أبدا فيپالعالم أنه في داره .. الآن. بعد 70 عاما. اسرائيل القوية قد تكون حصنا ولكنها ليست منزلا بعد".. بهذه العبارة الموجزة لخص الكاتب الاسرائيلي ديفيد غروسمان الوضع الحقيقي في اسرائيل وهي تحتفل بذكري تأسيسها علي أرض فلسطينالمحتلة بدعم كامل مستمر من القوي الكبري ومنظمة الاممالمتحدة. وقد ورد هذا الرأي في ختام تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية بثته الثلاثاء الماضي تحت عنوان يكشف صراحة عن حالة الصراع داخل اسرائيل يقول بعد 70 عاما علي قيامها.. اسرائيل في نزاع مع هويتها. لم يكن غروسمان أول كاتب يتحدث عن هاجس القلق بشأن تهديدات الحلم الصهيوني بل جسده الشاعر الإسرائيلي حاييم جوري بقوله: ان كل إسرائيلي يولد وفي داخله السكين الذي سيذبحه.. فهذا التراب لا يرتوي.. انه يطالب دائماً بمزيد من المدافن وصناديق دفن الموتي. كما يتساءل الكاتب الصحفي الاسرائيلي ابراهام تيروش: هل الدولة التي قامت هنا توشك أن تصبح مشهدا عابرا وملاحظة هامشية في كتب التاريخ؟ ان الظواهر والتطورات في الداخل والخارج تولد هذه الاسئلة وتولد الخوف ايضا من أن يكون جوابها اليوم بالايجاب أكثر مما كان في الماضي. وأبرز القادة الذين عبر صراحة عن مخاوفه علي مستقبل اسرائيل هو رئيس الكنيست "البرلمان" الاسرائيلي السابق ابراهام بورج في كتابه "للانتصار علي هتلر" الصادر عام 2007 ووصف إسرائيل فيهپ بأنها معزل صهيوني يحمل بذور زوالة في ذاته. وانعكست حالة القلق علي الاسرائيليين انفسهم وبدأوا يغادرون الي أوروبا وأمريكا بما يسمي الهجرة المعاكسة وأكدت الدائرة المركزية للإحصاء الإسرائيلي أنه وللمرة الأولي منذ عام 2009. فإن عدد الذين تركوا فلسطينالمحتلة كان أكثر من الذين هاجروا إليها. يتصاعد قلق الاسرائيليين حول مستقبل دولتهم رغم أنهم أقوي دول المنطقة. ورغم نجاح مخططهم في تدمير كل القوي العربية المناوئة أما العرب فالغالبية العظمي منهم لا يتذكرون يوم 15 مايو يوم النكبة يوم ضياع فلسطين منذ 70 عاما وقراءة الواقع الحالي تؤكد ان العرب فرطوا في فلسطين ولم يبذلوا حتي الان أي جهد حقيقي لتحريرها وتفرغوا للمعارك الدامية مع بعضهم البعض والاحصائيات تؤكد أن العرب الذين قتلوا علي أيدي أشقائهم اكثر بكثير من الذين قتلوا في الحروب مع اسرائيل العدو الحقيقي لم ننتبه يوما لخطورة الصراع حتي اصبح الوجود العربي مهدد بالزوال بعد أن تكالب علينا الاسرائيليين الفرس والأتراك والروس والأمريكان وغيرهم. والسؤال الذي أوجهه لكل عربي غيور هو إذا كانت اسرائيل بكل هذه القوة وبكل هذا الدعم الدولي تشعر بخطر الزوال فما هو مصيرنا نحن ونحن في حالة الهوان هذه ولا نحظي حتي بدعم بعضنا بعضا. پفي الذكري ال 70 لضياع فلسطين أذكر الجميع أن سنة التدافع الآلهي تدفعنا للأخذ بكل أسباب القوة ليس فقط لهزيمة العدو وهدم حصونه فقط. ولكن لإعمار الأرض واستعادة أمجاد حضارة حققت العدل والأمان والرفاهية للإنسانية.