* بدأت هذه الظاهرة أعني بها "الفساد" منذ بدء الخليقة وأثرت بشكل مباشر علي الحياة الأولية لبني الإنسان فمنذ وجود أبوالبشر "آدم" وزوجه وأبنائهما.. عرفنا معني الإفساد في الأرض من خلال عصيان آدم ربه.. قتل قابيل أخاه هابيل.. ثم تدرجت الظاهرة بعد ذلك بل توحشت لنراها الآن علي كافة المستويات.. صغرت أم كبرت لذا.. فالشارع الحكيم حين أنزل وحيه الرباني علي خير خلقه "محمد" صلي الله عليه وسلم.. حذر كذلك من هذا الأمر بل وذكره صراحة حين قال "والله لا يحب الفساد". * أردت بهذا فقط أن أنوه عن مدي خطورة الظاهرة التي استشرت مؤخراً في مجتمعنا المصري وصارت معوقاً خطيراً لخطط الدولة الطموح من أجل استعادة ما فاتنا خلال "العقود" العجاف التي مرت بنا وأخرتنا كثيراً.. وها نحن نبذل الجهد تلو الجهد من أجل اللحاق بركب الدول المتقدمة في الوقت الذي نخوض فيه حرباً ضروساً ضد مظاهر الفساد تلك الحرب التي لا تقل أهمية من وجهة نظري علي الحرب ضد الإرهاب في أنها تقتلع جذور رسخت نفسها في مواقع كثيرة داخل الوزارات بل وعلي مستوي الأحياء الصغيرة والمدن. بل لعلي لا أكون مبالغاً إذا قلت إن النموذج الصارخ لهذه الظاهرة تمثل فيما حدث خلال الأيام القليلة الماضية في أحدث وأرقي مدن مصر القاهرة الجديدة حين أغرقت تقريباً في مياه الأمطار ونتج عن ذلك خسائر فادحة بملايين الجنيهات بل وأكثر.. في الوقت الذي وجدنا فيه حياً كمصر الجديدة الذي لا يبعد كثيراً عن التجمعات الحديثة لم يصب أصلاً بشيء من جراء أمطار الأربعاء الحزين لأن من أقاموا هذا الحي العريق كانوا علي درجة من الأمانة والصدق مع النفس.. لذا أرجو من القائمين علي الأمر ألا تأخذهم رحمة أو رأفة بهؤلاء العابثين الفاسدين بأموال الشعب.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.