في حياة أمتنا صفحات مضيئة سجلها التاريخ بحروف من نور وذاكرة التاريخ تسجل لأسيوط أياماً خالدة علي مر الزمان وفي المقدمة منها يوم 18 ابريل 1799 الذي اختارته أسيوط ليكون عيدها القومي. ذلك اليوم المجيد الذي تحدي فيه أهالي قرية "بني عدي" التابعة لمركز منفلوط بمحافظة أسيوط جيش فرنسا. إبان حملة نابليون بونابرت حينما كانت قوة عظمي يدوي اسمها بالهلع والجزع في قلوب امبراطوريات زمانها. عن أحداث ذلك اليوم يروي التاريخ وشاهد العيان هو المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي والمحقق هو المؤرخ عبدالرحمن الرافعي. عندما اتخذ الثوار "بني عدي" معسكراً للثورة.. وهي بلدة كبيرة واقعة علي طرف الصحراء غربي منفلوط سار الجنرال "دافو" القائد الفرنسي بجنوده قاصداً بني عدي ووصلها يوم 18 ابريل 1799 وعهد إلي الكولونيل "بينون" قمع الثورة فيها والاستيلاء عليها. ولما اقترب ذاك بجنوده من البلدة أطلق الأهالي الرصاص علي الجنود من المنازل فأصيب بينون برصاصة أردته قتيلاً فعين دافو الضابط "راباس" بدلاً منه واستمر الجنود بقيادته يقاتلون الأهالي.. ويمضي التاريخ في روايته إلي أن يقول "اشتبك الفريقان في معركة حامية دارت رحاها في طرقات بني عدي وفي بيوتها ولقي الجيش الفرنسي في بني عدي من المقاومة ما لم يلقه في كثير من البلدان".. تلك هي رواية التاريخ الذي لا يكذب ولا يتجمل وسطوره هي الحقيقة بذاتها بلا زيادة أو نقصان.. بلدة من آلاف البلدان المصرية تتصدي لجيش الفرنجة الجرار وتتحدي قواته المزودة بأحدث الأسلحة آنذاك. بلدة في قلب الصعيد. أبي أهلها الحياة دون الشرف والمجد والفخار وأقدم رجالها علي طلب الشهادة دون المهانة والذل والعار.