لا يترك السلفيون فرصة إلا ويؤكدون فيها أنهم يعيشون العصور الوسطي.. ناعمون مثل الحرباء.. يجلسون في البرلمان. ويتسكعون بأحزابهم. ويعلنون الولاء أمام الأجهزة والدولة.. لكنهم بخفة يسممون فرحة المصريين. ويستغلون جهل العامة لتحريم ما أحله الله.. لذلك أعلنوا غزوة "الفسيخ والرنجة" للتشكيك في دار الإفتاء. وفتواها الخميس الماضي التي أباحت الاحتفال بشم النسيم وأعياد الربيع. استشعرت دار الافتاء بحس وطني خبث مسعي السلفيين. الذين لا يريدون للمصريين الفرحة ولا الراحة ولا هدوء البال. بعد أن انتشرت عدة منشورات للسلفيين بالعديد من المحافظات علي رأسها الإسكندرية ودمياط وكفر الشيخ تحرم الاحتفال بشم النسيم. وتقدم فتوي غير معتمدة للداعية السلفي أبواسحاق الحويني. يزعم فيها أن بيع البيض والفسيخ والرنجة في يوم شم النسيم "حرام شرعاً" ويدعي أن احتفال شم النسيم "عيد وثني" وان اليهود كانوا يحتفلون به اثناء خروجهم من مصر.. ودعم المنشورات. ما كتبه "الحويني" علي صفحته بموقع "فيس بوك" زاعماً أن "جميع العلماء حرموا مشاركة المسلمين للمشركين أعيادهم" مضيفاً أنه "يحرم علي أي بائع أن يبيع في هذا اليوم أي طعام يخص الاحتفال بهذا العيد. فلا يجوز بيع البيض أو الفسيخ والرنجة. ومن يفعل ذلك فهو آثم".. ودعمه سامح حمودة. الداعية السلفي. قائلاً:" إنه لا يجوز بيع الفسيخ للمحتفلين بشم النسيم. ولا تجوز المشاركة في هذا اليوم بأي مظهر من مظاهر الاحتفال". الأمر الذي دفع دار الإفتاء المصرية للتأكيد يوم الخميس الماضي. أن "الاحتفال بيوم شم النسيم. ليس به شيء مخالف للشرع فهو عادة مصرية ومناسبة اجتماعية لا ترتبط بأي معتقد ينافي الثوابت الإسلامية.. وكتب الحساب الرسمي لدار الإفتاء عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر":" "إنما يحتفل المصريون جميعاً في هذا الموسم بإهلال فصل الربيع بالترويح عن النفس وصله الأرحام وزيارة المتنزهات وممارسة بعض العادات المصرية القومية كتلوين البيض وأكل السمك. وكلها أمور مباحة شرعاً".. وتابعت الإفتاء:"فبعضها مما عليه الشرع الشريف ويرتب عليه الثواب الجزيل. كصلة الأرحام وبعضها من المباحات التي يثاب الانسان علي النية الصالحة فيها. كالتمتع بالطيبات. والتوسعة علي العيال. والاستعانة علي العمل بالاستجمام". الفتوي القاطعة لدار الإفتاء قطعت الطريق علي السلفيين للمتاجرة بشم النسيم. وتسميم فرحة المصريين. واظهرت جهلهم أمام الجميع. لكنهم أعلنوها حرباً ضد دار الافتاء. فاستخدموا عبر نشطاء السلفيين الواتس اب كمنصة جديدة في الخفاء للترويج لمزاعمهم بحرمانية شم النسيم. ونبشوا في الفتاوي المختلف عليها. وبدأوا ارسالها لجروبات الواتس اب تدعو الناس لعدم الاحتفال بالربيع زاعمين أن هناك فتاوي صدرت من دار الافتاء المصرية تحرم الاحتفال. ودعوا كل من تصل له الفتوي أن ينشرها ويرسلها للآخرين. زاعمين أن شم النسيم مرتبطاً بعقائد لا يقرها الدين". الدكتور عبدالحليم منصور. استاذ الفقه المقارن ووكيل كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر. وصف دعوات تحريم التهنئة والاحتفال بأعياد القيامة والربيع وشم النسيم. بأنه "مضيعة للوقت. واستخفاف بالعقول" مؤكداً أن "شم النسيم عيد اجتماعي وليس دينياً. ولا يفعل فيه الناس شيئاً مختلفاً عن بقية الأيام إلا تناول أكلات بعينها". مضيفاً في السياق نفسه. أن الأدلة علي التعايش والمحبة في القرآن والسنة كثيرة.