في أحيان كثيره يبدو المصريون وكأنهم "بلا كتالوج" كما يقال.. ولعل ذلك هو السبب في ان بعض دول العالم حتي الان لم تستطع أحد تفهم ماذا حدث في ثورة 30 يوليو؟.. لكن من يعرف المصريين جيدا يدرك أنهم يملكون "بوصلة مختلفة" و"باسورد" خاصا بهم.. في لحظات الخطر والهدف المشترك ينتفضون ويمسكون بأطراف الوطن يدافعون عنه ويقدموا له كل ما يملكون.. المصريون يحركهم الصدق لذلك عندما سمعوا كلمات القائد وأدركوا بفطرتهم السليمة وتراكمهم الحضاري مدي ايمانه بما يفعله وشفافيته التفوا حوله ونزلوا جميعا ليقدموا تفويضا جديدا له لأربع سنوات قادمة ليكمل مسيره الاصلاح والتنمية وانقاذ الوطن من خفافيش الظلام. طوابير الناخبين أمام اللجان وفي مقدمتهم المرأة حارسة القيم والاسرة أكدت أنها مازالت الرقم الصعب في التركيبة المصرية.. وخروج الشباب كان مفاجأة الانتخابات واستجابة عقلانية لكل الجهود المبذولة من أجل اعادة "مستقبل مصر" للطريق الصحيح اما كبار السن والمرضي والمعاقون فقد وجهوا "رسالة" بطريقتهم لكل شاب في مصر مؤداها الوطن في خطر.. حافظوا عليه لقد خرجنا من أجل مستقبل آمن لكم.. قالوها وهم علي كراس متحركة في صمت ابلغ من أي كلام. أما جيش مصر وشرطتها والمتطوعون معهم فقد استطاعوا خلق أجواء من الانسانية والايجابية أبهرت العالم وجعلت الاسرة المصرية الكبيرة "كل في واحد". الرسائل الايجابية خرجت من كل اللجان تشهد بأن الارهاب عضو غريب جاءت تلك الرسائل من كرداسة وناهيا والمنصورية والفيوم والمنيا وشمال سيناء والتصويت في هذه المناطق كان رصاصة لخفافيش الظلام ورفضا لعشاق الدم ورغبة في الحياة والعمل والانجاز. ومن بين الجميع كشف المشهد عن بسطاء هذا الوطن وملح الأرض فيه خرجوا يبحثون عن أمان وستر وحماية وحق في حياة كريمة.