پ من ضمن بيانات القيادة العامة للقوات المسلحة للعملية الشاملة بسيناء 2018 تدمير 150 ملجأ. عثر بداخلها علي كميات كبيرة من المواد المخدرة. وأجهزة اتصال لاسلكية. ومزارع بانجو. وخشخاش مخدر. وأطنان من المواد المخدرة. وهذا يؤكد ما ذكرته العديد من الدراسات والأبحاث. ومنها تحقيق أجرته صحيفة "لونوفل أوبسرفاتور" الفرنسية تحت عنوان "الكبتاجون.. الجرعة السحرية للجهاديين". أن مقاتلي التنظيم يتعاطون نوعاً من المخدرات يسمي الكبتاجون. كما أنه يشكل مصدر دخل للتنظيم. هذه المادة لا تقتصر فقط علي تنظيم داعش. وأضافت الصحيفة أن الكبتاجون "حبة صغيرة بيضا". تسمح بنسيان الألم والخوف. ويكثر تناولها في سوريا. وإنه أفضل حليف لمقاتلي تنظيم داعش في حروبهم التي يخوضونها مع جميع المنافسين في سوريا والعراق. يستند الإرهابيون في تجارتهم للمخدرات. علي فتوي قديمة مجتزأة للإمام ابو حنيفة. حول جواز بيع العقارب والثعابين للكفار. وحول جواز تخدير المرتدين. بحيث يصبحوا مخدرين عاجزين عن مقاومة المسلمين!. هذه الفتوي مجتزأة بكل تأكيد. كما أنهم يتصورون من خلال استخدامها أنهم هم المسلمون. وأن العالم حولهم كفّار ومشركون. وهي نفس النظرة الاستعلائية لكل الأشياء. كما هي نفس النظرة المتعالية علي المجتمعات. أكدت العديد من التقارير والدراسات أن هناك علاقة بين التنظيمات الإرهابية والمخدرات. بل أصبحت المخدرات علي رأس تجارة التنظيمات الجهادية والإرهابية. فأثناء مداهمات لأوكار تنظيم أنصار بيت المقدس بسيناء من قبل تم العثور علي مخدرات وحشيش. وقد تم القبض علي بعض أعضاء التنظيم وبحوزتهم حشيش وترامادول. وفي تفجيرات مطار أورلي بفرنسا أكدت تقارير الطب الشرعي للإرهابي الذي قام بالعملية التفجيرية أن مستوي الكحول يبلغ 0.93 جرام لكل لتر في دمه. مع وجود أثر للقنب والكوكايين. وهو نفس ما حدث في حالة الإرهابي التونسي "أنيس العامري" منفذ حادث الدهس في سوق الكريسماس في العاصمة الألمانية برلين. وقد ثبت عند تشريح جثته أنه تعاطي الحشيش والكوكايين قبل تنفيذ الهجوم الذي أسفر عن مقتل 12 وإصابة العشرات. كما أثبتت تقارير الطب الشرعي للعديد من الانتحاريين أنهم تعاطوا كميات من المخدرات قبل تنفيذ العديد من العمليات. كما أكدت دراسات أخري علي أن تنظيم داعش الإرهابي هو الأكثر توسعاً في استخدام المخدرات والتجارة بها. بل ويشارك شبكات عالمية وعصابات من المهربين في الترويج لها. وتمويل عملياته الإرهابية. وأن بعضاً من أعضائه كانوا يستخدمون الترامادول. وكانوا يقدمونه لضحاياهم. الذين سيذبحونهم حتي لا يظهرون كخائفين أثناء لحظات الإعدام والتصوير. وتشير صحيفة "لونوفل أوبسرفاتور" إلي أن مقاتلي داعش ليسوا الوحيدين الذين يتناولون ويلجأون إلي هذا المخدر المنشط. فعلي الجبهة السورية. يتناول مقاتلو جبهة النصرة وجنود الجيش السوري الحر هذا المخدر أيضا من أجلپإعطائهم الشجاعة. بنفس الطريقة التي يجيز بها الإرهابيون شرب المخدرات وبيعها يجيزون السرقة. والمسألة برمتها كلها هي الحصول علي الأموال. تحت ذريعة فقه الواقع والمصلحة. ومن ثم رأيناهم يسرقون البنك الأهلي بالعريش. في سابقة جديدة من نوعها في سيناء. يستند الإرهابيون في سرقتهم للأموال. واستحلالهم للدماء. علي معادلة ابتدعوها. وهي أن الدول كلها كافرة. لأنه لا تحكم بالشريعة. ومن ثم ينزلون حكم كفر الدول علي قاطنيها وسكانها من عموم المواطنين. ويعتبرونهم كفاراً كما دولتهم التي يعيشون بين ظهرانيها. ومن ثم يبيحون تفجير المواطنين. وقتلهم. واستحلال أموالهم!! في الثمانينات من القرن الماضي. قامت الجماعة الإسلامية المصرية المسلحة. بسرقة محلات الذهب. عام 1980 بنجع حمادي. حيث تم اقتحام محلي مشغولات ذهبية. لتجني أول غنيمة لها. وهي 4 آلاف جنيه مصري. وخمسة كيلو ونصف الكيلو من الذهب. لتسهيل عملية قتل رجال الشرطة واغتيال الرئيس الراحل أنور السادات. وكانت هذه العملية مبنية علي فتوي صادرة من محمد عبد السلام عن جواز سرقة محلات الذهب الخاصة بالأقباط واستحلال أموالهم. وفي التسعينات قاموا بقتل الأقباط واستحلال أموالهم. كما هجموا علي بنوك الدولة في مدينة أبو تيج. ليستخدموا تلك الأموال في تمويل عملياتهم الإرهابية القذرة. وقام تنظيم شوقي الشيخ. الذي يطلق عليه "الشوقيون" بسرقة محلات الذهب في الزيتون والمطرية. الأولي عام 1989عندما قامت مجموعة من الشوقيين بقيادة محمد فرغلي وأخيه جمال فرغلي. بالسرقة. والثانية عام 1991. وهي عملية المطرية. وثالث هذه العمليات سرقة محل ذهب بمنطقة المطرية لصاحبه "إسطفانوس متي" بعين شمس. وهي المجموعة التي أطلق عليها الأمن. مجموعة "الواثقون من النصر الإرهابية" التي تخصصت في عمليات السطو المسلح علي محلات المجوهرات التي يملكها الأقباط. وإتلاف ممتلكاتهم. كما قامت مجموعة أطلقت علي نفسها اسم "الحركيون" تتلخص أفكارها التنظيمية في سرقة أموال غير المسلمين. وكان يتزعمها حسام البطوجي الذي قتل في أحداث أكتوبر 1990 علي يد أحد أفراد مجموعة أحمد يوسف. بمحافظة بني سويف. وتشكّل تنظيم النذير. وهو أحد التنظيمات التي انشقت عن "تنظيم الجهاد" في الدقهلية. ونفذت حادث السطو المسلح علي بنك مصر. فرع المنصورة. في سبتمبر 1991. ما أدي إلي مصرع مدير البنك وابن عمه وولده الصغير وصدرت أحكام بإعدام زعيم الجماعة حمودة السعدني. وفي عام 1997 اقتحمت مجموعة إرهابية بنك العياط وسرقوا مبلغ 750 ألف جنيه. وقتلوا فرد أمن. وهي الفترة التي شهدت الهجوم علي بنك أبو تيج. وبنك قرية إتليدم بمحافظة المنيا. التاريخ يعيد نفسه. إلا أن المكان هذه المرة هو سيناء. لكن الفقه والنظرية واحدة. وهي جواز بيع المخدرات والاستحلال. وللأسف كله باسم الدين!.