الماء سر الوجود. والحفاظ عليه ضمان للحياة. وفي الوقت الذي تعاني فيه مصر من أزمة مع اثيوبيا حول سد النهضة تجد مواطنين لا يبالون بتلك الأزمة وكأنهم يتعمدون اهدار آلاف الأمتار في اعمال لا تتناسب مع حصتنا من المياه وتقضي علي حلم الاكتفاء الذاتي من المياه. وما بين الجهل واللامبالاة تجد ورش غسيل السيارات منتشرة بشكل كبير علي مرأي ومسمع الجميع. لا يهتم أصحابها سوي بتلك الأموال التي تدفع مقابل تنظيف السيارات. شارع 45 بسيدي بشر والذي يعد من الشوارع الرئيسية توجد أكثر من ورشة لغسيل السيارات تلجأ اليها سيارات الأجرة والتكاتك. وفي منطقة العصافرة يوجد حوالي 5 ورش تعمل في نفس المجال. بينما تشتهر العامرية والعجمي بوجود العشرات من تلك الورش التي تعتمد علي سيارات النقل في العمل. بحيث تكون نسبة اهدار المياه أكبر. بينما يوجد في أبو قير أيضا عدد كبير منها يعمل دون مراعاة الكميات التي تقع علي الأرض دون استغلال أمثل لها سوي تنظيف السيارات فقط. "أ.س" صاحب ورشة لغسيل السيارات بمنطقة العصافرة أكد ان تلك المهنة يعمل بها منذ الصغر وانه ورثها عن أبيه ويعد المحل الذي يعمل به هو مصدر الرزق الوحيد له. مشيرا إلي انه لا يفكر في حصة مصر من المياه ولا يتوقع ان مهنته تؤثر علي نصيب الفرد واصفا ذلك ب "الكلام الكبير" علي ادراكه فهو نشأ منذ صغره ووجد أباه يعلمه كيف يغسل السيارات. أضاف "م.ع" عامل بورشة لغسيل السيارات بشارع 45 انه يعمل بداخل تلك الورشة منذ 3 سنوات ولا يري انها تهدر المياه ولكنه يري هذا المكسب الذي تحققه الورشة يوميا حيث يقبل عليها عدد كبير من سيارات الأجرة التي يرغب أصحابها في تنظيفها. مشيرا إلي انه لا يتابع الأحداث السياسية ليعرف ان مصر لديها أزمة مع اثيوبيا حول المياه. قال مينا جورج موظف ومن قاطني سيدي بشر ان ورش غسيل السيارات منتشرة بكثرة وتتسبب في اغراق الشوارع التي توجد بها لأنها تغسل في الشارع علي مرأي ومسمع الجميع ودون رادع سواء بسبب اهدارهم لكميات كبيرة من المياه أو لاتلاف الشوارع والتأثير علي البنية التحتية لها بسبب تلك الكميات المتراكمة جراء الغسيل المتكرر. أضافت منيرة عبدالسلام ربة منزل انها كثيرا ما تغير طريقها حتي لا تتعثر قدماها في المياه الموجودة أمام الورشة الموجودة بجوار منزلها وتلجأ الي المرور من شارع مواز لتفادي العبور فوق برك المياه التي تؤدي الي عرقلة الحركة في الشارع. أكد أحمد جابر رئيس مجلس ادارة شركة مياه الاسكندرية انه يتم متابعة تلك الورش وقطع المياه والكهرباء عنها الا انهم يتلاعبون ويتحايلون علي قرار اغلاق ورشهم سواء بالانتقال الي أماكن بديلة أو بأي حيلة أخري مشددا علي أن الحملات مستمرة علي تلك الورش بشكل يومي. موضحا ان التعدي علي الحملات التي تتم يحدث بصفة مستمرة حيث تستعين تلك الورش بالبلطجية وهو الأمر الذي تتصدي له الشركة بزيادة عدد أفراد الحملة. أوضح انه لا مساس بحصة الموطن اليومية من المياه ولكن يجب ان يتم العمل علي عدم اهدار كميات في غير استخداماتها. مشيرا إلي ان حصة الفرد تتراوح بين 200 و250 متراً يوميا. بينما تم تخفيض تلك الحصة عالميا الي 130 متراً مكعباً للاستخدام اليومي مشددا ان أزمة سد النهضة في أيد أمينة ولا توجد مخاوف لأن الرئيس السيسي قادر علي حلها بشكل يتناسب مع احتياجات الفرد. لافتا إلي ان الفاقد في المياه يصل الي 27% ويتم وضع خطط من أجل تقليل الفاقد.