وقد انقضت شهور عدة علي الموقف الذي اجتمعت عليه دول الخليج "السعودية الإماراتالبحرين ومعهم مصر" تجاة دولة قطر بعد أن تأكد للجميع حجم التآمر الذي تنفذه علي العالم العربي فأياديها مخضبة بدماء السوريين واليمنيين ومن قبل ومن بعد المصريين بل ان بصماتها واضحة في كل موقع لأزمة عربية أو حتي مشروع أزمة فهي في ليبيا كما كانت في سوريا والعراق والسودان تعبث في كل أمر يعزز التفرقة العربية والتشرذم وإهدار الامكانيات والقدرات يبدو أنها قد جندت ما أتيح لها من عوائد الغاز الطبيعي والنفط للإضرار بالأمة العربية علاوة علي الإعلام القميء من خلال قناتها الجزيرة التي تلاعبت بوجدان أبناء الوطن العربي ومشاعرهم آخذين في الاعتبار أن قطر لا تعدو أن تكون دويلة تجاوز تعدادها المليون ونصف المليون بما فيهم الوافدون وعلي مساحة مقدارها 000.11 كم مربع تطل علي الخليج العربي وتقع إلي الشرق من الجزيرة العربية حصلت علي استقلالها عام 1971 وبالمنطق فإن دويلة لها مثل هذه الظروف يجب ألا تتجاوز تطلعاتها الخير لشعبها ولأخواتها العربيات وتشارك لتحقيق الآمال العليا لأمتها وإن رغبت في أداء دور ففي الجانب الخيري متسع وحاجات المجتمعات الفقيرة أولي بالرعاية وفيها ثواب من المولي عز وجل ورضا وحب الشعوب المعانة ورضا المنظمات والهيئات الدولية. لكنها آثرت السلوك الشيطاني ورغم انقضاء الوقت ووضوح وعدالة مطالب دول الخليج ومصر والتي حددتها بثلاثة عشر مطلباً إلا انها تتخذ من الأحابيل والمراوغات والمكر ويمكن القول انها لم تنفذ كطلباً واحداً من الثلاثة عشر. السؤال الذي يطرح نفسه: ما هو السر؟؟.. الاجابة لمن تابع بداية الأزمة ليري بأم عينيه زيارات يومية من وزراء الخارجية لدول أوروبا وأمريكا ومن يلوذ بهم لا تحمل إلا معني واحداً هو التأييد والمؤازرة والبحث عن مخرج لا يؤثر في الدور المرسوم لقطر ثم رأينا برامج زيارات مرتبة لحاكمها لبعض رؤساء الدول ذوي الثقل السياسي ثم نري قطر تستقبل زواراً بذات المستوي.... ما اعتقده يا حضرات ان قطر تؤدي دور مخلب القط للأهداف الاستعمارية الغربية الخسيسة وعلي غرار الدور الإسرائيلي إلا أنه دور أنكي وأضل لأنه من داخل الأسرة العربية وبالتالي ضربة خنجره صائبة وفي مقتل وهو ما رأيناه في سوريا التي تتعافي حالياً بعد أن مكنت قطر كل أخصامها منها استنزفت سوريا علي مدي خمس سنوات ودفعت الكثير وهو ما يتكرر في اليمن والسعودية والبحرين وليبيا وتونس ومصر. بهذا المفهوم فأمر قطر لا يُستهان به وان الخنجر المسموم لابد من تحطيمه لتبرأ الساحة العربية وتنطلق إلي آفاق الوحدة التي تعمل قطر علي إهدارها. حديثي يا سادة عن النظام الحاكم الانقلابي بالوراثة أما الشعب العربي في قطر فهو مثل بقية الشعوب العربية مازال متمسكاً بالقيم العليا رغم انه يُحكم بنظام قبلي بدائي ديكتاتوري إن حاز لنا أن نسميه نظام.