البابا تواضروس يغسل أرجل الكهنة في «خميس العهد» بالإسكندرية (صور)    رئيس اتحاد القبائل العربية يكشف أول سكان مدينة السيسي في سيناء    10 آلاف دارس.. الأزهر: فتح باب التقديم لقبول دفعة جديدة برواق القرآن    المجلس القومي للطفولة والأمومة يطلق "برلمان الطفل المصري"    وزير الزراعة يلتقى مع المدير التنفيذي للمجلس الدولى للتمور ويبحث معه التعاون المشترك    وزيرة الهجرة تعلن ضوابط الاستفادة من مهلة الشهر لدفع الوديعة للمسجلين في مبادرة السيارات    الموارد المائية تؤكد ضرورة التزام الفلاحين بزارعة الأرز في المناطق المقررة فقط    دعم توطين التكنولوجيا العصرية وتمويل المبتكرين.. 7 مهام ل "صندوق مصر الرقمية"    «التنمية الحضرية»: تطوير رأس البر يتوافق مع التصميم العمراني للمدينة    فيديو.. شرطي أمريكي يبصق على علم فلسطين خلال قمع حراك طلابي    زيلينسكي: روسيا استخدمت أكثر من 300 صاروخ و300 طائرة دون طيار وأكثر من 3200 قنبلة في هجمات أبريل    شيخ الأزهر ينعى الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان    مصدر رفيع المستوى: تقدم إيجابي في مفاوضات الهدنة وسط اتصالات مصرية مكثفة    «انتقد جماهير القلعة الحمراء».. نجم تونس السابق: صن دوانز أقوى من الأهلي    كولر يعالج أخطاء الأهلي قبل مواجهة الجونة في الدوري    شوبير يكشف مفاجأة عاجلة حول مستجدات الخلاف بين كلوب ومحمد صلاح    بعد صفعة جولر.. ريال مدريد يخطف صفقة ذهبية جديدة من برشلونة    كشف ملابسات فيديو الحركات الاستعراضية لسائقين بالقاهرة    كشف ملابسات فيديو التعدي على سيدة وزوجها بالقليوبية    حار نهارًا.. «الأرصاد» تكشف حالة الطقس اليوم الخميس 2-5-2024 ودرجات الحرارة المتوقعة    ضبط المتهم بإدارة ورشة لتصنيع وتعديل الأسلحة النارية بالبحيرة    تحرير 30 محضرًا تموينيًا في الأقصر    الأمن تكثف جهوده لكشف غموض مق.تل صغيرة بط.عنات نافذة في أسيوط    مهرجان الجونة السينمائي يفتح باب التسجيل للدورة السابعة من منصة الجونة السينمائية    مسلسل البيت بيتي 2 الحلقة 3.. أحداث مرعب ونهاية صادمة (تفاصيل)    كلية الإعلام تكرم الفائزين في استطلاع رأي الجمهور حول دراما رمضان 2024    رئيس جامعة حلوان يكرم الطالب عبد الله أشرف    هل تلوين البيض في شم النسيم حرام.. «الإفتاء» تُجيب    وزيرة التضامن الاجتماعي تكرم دينا فؤاد عن مسلسل "حق عرب"    وائل نور.. زواجه من فنانة وأبرز أعماله وهذا سبب تراجعه    محافظ الجيزة يستجيب لحالة مريضة تحتاج لإجراء عملية جراحية    الرعاية الصحية والجمعية المصرية لأمراض القلب تطلقان حملة توعوية تحت شعار «اكتشف غير المكتشف» للتوعية بضعف عضلة القلب    120 مشاركًا بالبرنامج التوعوي حول «السكتة الدماغية» بكلية طب قناة السويس    وزير الخارجية السعودي يدعو لوقف القتال في السودان وتغليب مصلحة الشعب    هيئة الجودة: إصدار 40 مواصفة قياسية في إعادة استخدام وإدارة المياه    الانتهاء من تجهيز أسئلة امتحانات نهاية العام لطلاب النقل والشهادة الإعدادية    وزير المالية: الخزانة تدعم مرتبات العاملين بالصناديق والحسابات الخاصة بنحو 3 مليارات جنيه    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل للمتقدمين من 12 محافظة    منها إجازة عيد العمال وشم النسيم.. 11 يوما عطلة رسمية في شهر مايو 2024    مدرب النمسا يرفض تدريب بايرن ميونخ    بنزيما يتلقى العلاج إلى ريال مدريد    محامي بلحاج: انتهاء أزمة مستحقات الزمالك واللاعب.. والمجلس السابق السبب    رئيس الوزراء: الحكومة المصرية مهتمة بتوسيع نطاق استثمارات كوريا الجنوبية    لمواليد 2 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    حادث غرق في إسرائيل.. إنقاذ 6 طلاب ابتلعتهم أمواج البحر الميت واستمرار البحث عن مفقودين    المفوضية الأوروبية تقدم حزمة مساعدات للبنان بقيمة مليار يورو حتى عام 2027    كوارث في عمليات الانقاذ.. قفزة في عدد ضحايا انهيار جزء من طريق سريع في الصين    سؤال برلماني للحكومة بشأن الآثار الجانبية ل "لقاح كورونا"    أبرزها تناول الفاكهة والخضراوات، نصائح مهمة للحفاظ على الصحة العامة للجسم (فيديو)    تشغيل 27 بئرا برفح والشيخ زويد.. تقرير حول مشاركة القوات المسلحة بتنمية سيناء    هئية الاستثمار والخارجية البريطاني توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية    دعاء النبي بعد التشهد وقبل التسليم من الصلاة .. واظب عليه    التضامن: انخفاض مشاهد التدخين في دراما رمضان إلى 2.4 %    صباحك أوروبي.. حقيقة عودة كلوب لدورتموند.. بقاء تين هاج.. ودور إبراهيموفيتش    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الأوقاف:
نعمل لخير بلدنا والناس.. والدين والدولة لا يتناقضان

استقبلنا الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في مكتبه بديوان عام الوزارة. وما أن جلسنا حتي بادرنا بقوله: أنا لا أعتبر نفسي في لقاء صحفي أو أستقبل وفدا إعلاميا .. بل انا أجلس مع مجموعة من المفكرين والمثقفين في أشبه ما يكون بالصالون الثقافي. فأنتم نخبة متميزة من حملة الأقلام الذين يحملون معنا هموم الدعوة إلي الله. فنحن وأنتم أصحاب قضية عادلة. قضية دين. وقضية وطن. وشركاء في كل ما يدعو للبناء والتعمير. والعمل والإنتاج. وكل ما يسهم في سعادة الناس وتحقيق أمنهم واستقرارهم. وهذا هو جوهر الدين الحق والإنسانية الحقيقية. وفي المقابل نحن وأنتم ضد كل ما يخالف الأديان وسائر القيم النبيلة والفطرة السليمة والإنسانية القويمة.
أضاف وزير الأوقاف: نحن نعمل معا لخير بلدنا وخير الناس أجمعين وندرك سويا أن الدين والدولة لا يتناقضان. والدين والدولة يرسخان معا أسس المواطنة المتكاملة في الحقوق والواجبات. وذلك يتطلب منا جميعا التكافل المجتمعي. لئلا يكون في مجتمعنا جائع ولا محروم ولا عار ولا مشرد ولا محتاج.
ولا يخفي عليك عزيزي القارئ أهمية هذا اللقاء وتوقيته المناسب بعد ما أثاره بعض السادة الأئمة . فيما يبدو اعتراضا علي الدورات التدريبية التي أقامتها الوزارة علي مستوي جميع مديريات الأوقاف بهدف النهوض بالدعوة والارتقاء بمستوي الخطاب الدعوي علي المنابر. إلي جانب قضايا أخري كثيرة عرضناها علي السيد الوزير. فكان هذا الحوار:
* معالي الوزير .. ما ردك علي ما يردده البعض من أن قرار تدريب الأئمة كان متسرعا. ولم تتم مناقشته مع الأئمة والقيادات الدعوية؟
** بغض النظر عن الوسائل وآليات طرحها فإن النظر يجب أن يصوب بقوة إلي الغايات والمرامي. والسؤال هو: هل نحن بحاجة إلي مزيد من التدريب؟ نعم نحن بحاجة إلي مزيد من التدريب في كافة المجالات والتخصصات والتطوير المستمر لأن العالم الآن يتطور بطريقة مذهلة في كافة المجالات. ولدي إيمان إننا بحاجة لتجديد حقيقي لخطاب ديني وسطي سمح وكثير من القضايا بحاجة لقراءة في ضوء متطلبات العصر ومقتضياته. ومن هنا نركز علي التدريب النوعي التراكمي المستمر. فلم يكن من الحكمة أن نجعله مستوي واحد من التدريب في ظل تباين بعض المستويات التي تتطلب تنوعاً في التدريب. ونحن من خلال برامج التدريب نجري عمليات قياس مستوي لمعرفة القدرات وما يحتاج إليه الأئمة.
إعداد إمام عصري
* وما جدوي هذه البرامج حتي الآن؟
** لقد طورنا العديد من هذه البرامج. وهي كلها في إطار تطوير الخطاب الديني واخترنا 101 إمام من أفضل أبناء الوزارة علي الإطلاق ممن تقدموا لامتحانات أجرتها الوزارة وأغلبهم يجيدون اللغات وحاصلون علي درجات علمية وهؤلاء سنعتمد عليهم في مشروع مئة عالم أو مفكر أو إمام عصري قادر علي فهم قضايا التجديد. فقد أعددنا لهم برامج متنوعة شاملة تضم اللغات والمفاهيم المعاصرة وغيرها من المعارف المهمة. وسنطلق هذا البرنامج بالتعاون مع دار الإفتاء وسيتم ترشيح بعض الأئمة من الإفتاء ويضم أيضا واعظات متميزات.
والأسبوع الأول يتضمن محاضرات عن "واقع تطبيق الشريعة الإسلامية".. فقد حرصنا علي مناقشة هذه القضية. لأن هناك من يروج مقولات بأن الدولة لا تريد الدين وتقف ضده! ونحن نرد عليهم من خلال برامجنا الدينية التي تؤكد أن مصر الدولة تريد الدين لأنها دولة وطنية واعية لا يمكن تقف ضد تدين الناس. وأنها لن تكون ضد مجتمع يقوم علي منظمات مدنية رشيدة متدينة وسطية سمحة.
الخلل في الفهم
* ما هو الخلل الذي يؤدي لهذا الفهم المغلوط؟
** من المهم جدا معرفة أن الخلل لا يرجع لطبيعة الدين. ولا الدولة والعلاقة بينهما. ولكن الخلل يكون في فهم طبيعة الدولة والدين والعلاقة بينهما. ويجب أن نعي بوضوح أن المسئولية الفكرية تفرض علينا التفريق بين مواجهة التطرف وبين مواجهة التدين. ففي بعض العصور السابقة فهم خطأ أن مواجهة التطرف تبدأ بمواجهة التدين. وثبت أن هذا خطأ تماماً لأن التدين الصحيح ضد التطرف. فبعض "المناطقة" عرفوا الإنسان بأنه مفكر ومتدين. واعتبروا أن التدين أساسي في طبيعة الإنسان. فعندما يكبر الإنسان في العمر يبدأ في البحث عن الدين. وفي المجتمعات الناس تأخذ صحيح الدين من الداعية المعتدل صاحب الفكر الوسطي. والمجموعات المتطرفة لا تعمل في النور ولا تنشط إلا في ظل المجتمعات التي يسود فيها الخطاب الديني المتطرف. فلا يوجد عرض للدين أو الدعوة. أو يوجد شيخ أو داعية ضعيف علمياً أو لا يقوم برسالته. والتطرف خطر علي المجتمعات. والتنظيمات والجماعات المتطرفة تروج وتسوق للناس أن الدولة ضد الدين. وضد الإيمان وتستقطب الشباب وتخدعهم بحجة الدفاع عن الدين وقيمه. فالتكفيريون يقومون بخداع البسطاء وإيهامهم أن مؤسسات الدولة وقواتها المسلحة والأمنية "كافرة" وتعمل ضد الدين وتستهدف المتدينين. ويصورون للمخدوعين من الشباب أن تنظيماتهم المتطرفة المتشددة هي من تدافع عن الدين وتحمي الشرع من خطر الدولة "الكافرة" وواجبنا كشف هذا الخطاب المخادع وبيان تدليسه وكذبه. وتقديم رسالتنا التي تؤكد أن الدولة مع التدين الرشيد الذي يعد صمام الأمان للجميع. فالدولة الرشيدة المتدينة هي مدنية قانونية دستورية تحمي الجميع. وعلينا أن نسترد الخطاب الديني من التنظيمات والجماعات المتطرفة ونجفف منابع التطرف.
تجفيف المنابع
* هل تجفيف منابع التطرف يبدأ بمنع استيلاء المتطرفين والمتشددين علي المنابر والتشديد علي أهمية التخصص والفهم الصحيح للدين؟
** من خلال حواراتي المستمرة أؤكد دائما أن الدولة من أول الرئيس. ورئيس الوزراء وكافة المؤسسات الجميع يسعي للتأكيد علي ضرورة وجود الدين الرشيد وتمتع الإنسان بالقيم الدينية الرشيدة التي تحافظ علي الفضائل والقيم الحقة والعادات والتقاليد الصحيحة الراسخة. وعلينا الانتباه إلي أن بعض الدول تنتقل من "الإسلام فوبيا" إلي "الدين فوبيا" وهذا خطأ لأن التضييق علي الأديان خطأ وخطر. والدولة الرشيدة هي صمام أمان للتدين الرشيد. فمصر بها أكثر من 120 ألف مئذنة و2 مليون طالب يدرسون العلوم الشرعية بالأزهر الشريف الذي يبعث علماءه إلي دول العالم المختلفة ويستقبل طلاب العالم. ولدينا إذاعة للقرآن الكريم. وصحف متخصصة في الدعوة. فمن الذي يقول إن دولتنا ضد الدين أو مجتمعنا "جاهلي"؟!! الجماعات المتطرفة عملت علي نشر التجهيل والتبديع والعنف والقتل. وهناك فرق كبير بين مواجهة التطرف وهذا واجب شرعي ووطني. وبين التدين الصحيح والذي علينا تنميته لأنه يحمي المجتمعات ومن شرور غياب الضمير والانخداع بمقولات التطرف.
أهم المشكلات
* ما أهم المشكلات التي واجهتكم في هذا الصدد؟
** بالفعل كان لدينا عدة مشكلات أهمها محاولة اختطاف الخطاب الديني. وإخضاعه للسياسة وانحرافاتها الحزبية والنفعية. والخطوة الأولي كانت مواجهة هذا الخطأ بقصر الدعوة علي المتخصصين من خلال عدة مشروعات أولها التدريب. والمشروع الثاني مدارس القرآن التي تقوم بتحفيظ القرآن في المساجد الكبري بالمجان وقد افتتحنا منها 114 مدرسة ونستهدف الوصول إلي 500 مدرسة بمحفظين معتمدين وتكون كل أنشطتها بالمجان بالإضافة إلي المكاتب التابعة لوزارة التضامن. حيث منحنا 1247 تصريحاً لمكاتب محفظين بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي. ونسمح للمحفظين بالعمل بشرطين: الأول. إجراء امتحان. والثاني. عدم العمل في السياسة والتأكد من عدم وجود انتماءات سياسية. وهدفنا التوسع في المدارس العلمية. ونعمل علي إنشاء 350 مدرسة علمية بالمساجد الكبري والرئيسية في كل منطقة. لتقديم العلوم الدينية الأساسية سواء الفقه أو علوم الحديث والتفسير والأخلاق وغيرها من العلوم الشرعية. ونظام الدراسة سيكون حرا لكل الناس. لكن من يريد الحصول علي شهادة معتمدة. فيجب أن يسجل نفسه ويحضر ويؤدي امتحانات وفي النهاية يحصل علي إجازة علمية معتمدة بدراسة بعض الكتب العلمية الشرعية. وهذا يفيدنا في تنشيط وتفعيل دور المساجد وربط الناس وخاصة الشباب بأنشطتها المختلفة.
ومن ناحية أخري. الواقع يثبت أننا بحاجة لقياسات لمستويات الأئمة وهذا يتطلب تدريبات مستمرة لهم خاصة للقضايا الجديدة والمفاهيم المستحدثة والمعاصرة. فمثلا الجهاد تغيرت صورته في ضوء متطلبات الدولة الحديثة. ومن له حق إعلان الجهاد في ضوء الدولة القانونية الدستورية؟. أيضا قضايا التكفير. فنحن نلاحظ أن هناك خطابين: الأول. يرفض علي الإطلاق وجود كلمة التكفير. والثاني يبالغ في التكفير. والدولة الرشيدة تقوم مؤسساتها بمواجهة التطرف الأخلاقي والانحراف بنفس قوة مواجهة التطرف الفكري الديني. فقبول الانحراف والشذوذ خطير علي المجتمعات. والجهات التي تقف خلف التطرف الديني هي التي تقف خلف الفوضي والانفلات الأخلاقي وهدفها انهيار المجتمعات من الداخل .. نحن نحتاج الوسطية التي تحمي المجتمعات والأفراد القادرين علي بناء الدولة وتحقيق تقدمها.
* البعض استغل انشغال الدولة بمواجهة التطرف والعنف وسعي لنشر الانحراف السلوكي والانحلال الأخلاقي .. ما قول فضيلتكم؟
** هذا مرفوض وغير مقبول لأنه خطير علي استقرار المجتمع ولن يؤدي لبناء دولة قوية. ومرفوض أيضاً التطاول علي الذات الإلهية والكتب السماوية. ومطلوب أن نعرف أن من يستحل القتل ليس له علاقة بالإسلام وشريعته ومنهجه. وإذا سألنا عن حكم من يقتل إنسانا مستحلا دمه؟. نقول انه يجب اللجوء إلي القضاء لأنه الجهة القادرة علي الفصل وبيان أثر الفعل. فالحكم علي الشخص المعين يكون حقا خالصا للقضاء. والقضاء مرجعيته في هذه القضايا المؤسسات الدينية. فهو يحيل القضية بكافة تفاصيلها وملابساتها وتكييفها القانوني والقضائي وتقديم الأدلة والإثباتات المختلفة.
* وكيف يتم التعامل مع قضايا التكفير؟
** نحن نعمل علي مناقشة قضايا التكفير بمنهج علمي ومستمرين في تأهيل الدعاة والأئمة بكافة السبل ولن نترك وسيلة تساهم في تأهيل وتطوير قدراتهم إلا ونستخدمها ونحققها علي ارض الواقع. كما نعمل علي تحسين الأوضاع المالية للائمة. فمرتب أول تعيين للإمام هو 2749 جنيها. بالإضافة لفتح المجال أمامهم لزيادة دخولهم من خلال العمل في الكتاتيب والمدارس القرآنية والمقرأة.
صناديق النذور
* كيف رفعت الوزارة حصيلة صناديق النذور؟
** دفعنا بشباب الأئمة المجتهدين. وقمنا بعمل رقابة وانضباط. وعندما ظهرت الجدية أقبل الناس. وهذا ما حدث في مشروع الأضحية فحتي الآن نقوم بتوزيع اللحوم. ونعلن بوضوح وشفافية عن الأموال التي نجمعها أمام الجميع. والأجهزة الرقابية تدقق في عملنا. فقد تعاقدنا علي 550 طن لحوم ونوزعها علي الجميع. وحتي الآن وزعنا بما قيمته 50 مليون جنيه لحوما. ونستهدف في العام القادم أن يصل التوزيع إلي 80 مليون جنيه. والفرق بيننا وبين الجماعات المتطرفة والسياسية في ذلك. أنها كانت تقوم بتوظيف عملية التوزيع سياسياً. لكن عندما دخلنا في مجال توزيع الأضحية كان دافعنا وطنياً واجتماعياً وبهدف ترسيخ مبدأ العطاء والمحافظة علي كرامة الناس. وبذلنا جهودا حتي نتمكن من حصول الناس علي حقوقهم بطريقة محترمة كريمة بلا مشقة أو إهدار لكرامتهم.
* لكن البعض فهم من تزايد الهجوم علي القيم والأخلاق وتجاهل خصوصية المجتمع المصري. والتطاول علي المقدسات. أن الدولة ضد الدين. وأن دور الوزارة غير فاعل. فما رأي فضيلتكم؟.
** هذا الكلام غير دقيق. والأوقاف وهي أحد وزارات الدولة تبذل جهودها علي كافة الاتجاهات وتناقش القضايا المختلفة بحرية تامة من خلال محاور عديدة أهمها خطبة الجمعة والتي تناقش فيها كافة قضايا المجتمع بوضوح. فقد ناقشنا قضية الشواذ والانحراف بقوة ومباشرة ووضوح. وبينا موقف الشرع والدين. وعندما أثير الجدل حول ميراث المرأة. قلنا بوضوح أنها من القطعيات والثوابت ولا مجال للحديث فيها ونحن مع أن تأخذ المرأة حقها وضد إهدار حقوقها. ولابد من إصدار قانون يعاقب علي منعها ميراثها. وأكدنا في ذات الوقت أنه لا مساس بالأديان ولا الثوابت الشرعية.. وناقشنا قضايا التكفير والحفاظ علي المياه . وأطفال الشوارع. والحقوق والواجبات للأفراد والدولة. وعوامل القوة والضعف. وأهمية العلم والمعرفة. ورعاية الإسلام للمسنين. وعظمة الإسلام وخطورة المتاجرة بقضاياه. والوساطة والمحسوبية. فنحن نعمل وفق خطة علمية منهجية تعالج كافة قضايا وشواغل المجتمع. ونجتهد في تفنيد الشبهات ولكن هذا ليس عمل الخطباء لأنه يحتاج لرؤية علمية متعمقة ولا يصلح للمنابر. فهي موعظة للناس. وليس كل إمام قادر علي تفنيد الشبهات. فهي تحتاج لعلماء وتخصصات متعددة. وأي متابع منصف يدرك أن لدينا خطاً ثابتاً وقويا وواضحاً في تبني الخطاب الديني الوسطي الرشيد. وإعداد الإمام وتأهيله عملنا وشاغلنا وهدفنا تحويل التميز الفردي إلي حالة عامة من خلال التدريب والتأهيل. وجعل الاستنارة الفردية استنارة عامة وهذا يتطلب تدريباً طويلاً وشاقاً. ونخوض في قضايا كثيرة دقيقة لتحقيق المصلحة العامة وخدمة الأمة وبعض هذه القضايا شائك. ولكن ما يحكمنا هو المصلحة العامة.
* ما الذي يغذي التطرف في المجتمع؟
** والذي يغذي التطرف هو وجود التيارات المتعارضة من أقصي اليمين وأقصي اليسار. ومن المهم أن نعلم أن التناول الإعلامي يحتاج لخطاب معتدل وسطي.
* في رأي معاليك. لماذا لم تتمكن الوزارة من إعداد دعاة قادرين علي التأثير في الشباب بالدرجة التي حققها ما يطلق عليهم الدعاة الجدد؟
** قدمنا مجموعة من الشباب. ربما لأول مرة. من شباب الوزارة علي مدار العامين الماضيين. ودفعنا ب 10 من أئمة الوزارة الشباب للخطابة وأداء الخطبة الرسمية في التليفزيون وإذاعة القرآن الكريم. وهناك عدد أخر انطلق إلي الساحة ويشارك في البرامج الدينية المختلفة عبر وسائل الإعلام. ومعظم الكتب التي تصدرها الوزارة أعدها الشباب. فنحن لا نغفل عن دور الإعلام. ونوقن أن الإعداد الإعلامي للداعية جزء من أهدافنا. ولذلك نرتب مع بعض الصحف والمواقع لتولي تدريب الدعاة. وهدفنا أن يكون لدينا 100 عالم علي الأقل قادرين علي التعامل مع وسائل الإعلام بحرفية ومهارة.
هزيمة داعش
* هل الهزيمة العسكرية لتنظيم "داعش" في العراق وسوريا تعني هزيمته فكريا أم أن الأمر يحتاج لمزيد من الجهود لاجتثاث خطر الفكر المنحرف؟
** دعوني أرد بسؤال ثم أجيب: أيهما أولي .. تفكيك الجماعات والتنظيمات عسكرياً أم فكرياً؟ .. اقتناعي وكما تثبت التجربة أن تفكيكها فكرياً أهم. لأن هذه الجماعات فكرها في غاية الخطورة. هي تتلاشي وتتأثر بالضربات الأمنية والعسكرية وتضعف بعمليات تفكيكها هيكلياً. ولكن من المهم تفكيك خطابها الفكري. الذي نجحت الصحوة الدعوية والجهود المكثفة التي تنفذ لمواجهة هذا الفكر المنحرف. غير أنه يبقي هناك أفكار متشددة ومنحرفة ومتطرفة تستمر وعلينا تضييق الخناق عليها وكشف زيفها وعدم انتسابها لصحيح الدين. وأستغل الفرصة وأدعو جريدة "عقيدتي" للقيام بدور مؤثر إعلاميا في مواجهة الفكر المتطرف. والمساعدة في تطوير الخطاب الديني من خلال عدم استضافة غير المتخصصين. والاستمرار في نقد ونقض هذه الفكر المتطرف. مع الانتباه لخطورة أهداف بعض الأسماء التي تسعي وراء الشهرة حتي لو كانت بطرح فكر زائف وترديد مقولات فاسدة وشاذة للحصول علي الشهرة.
سد العجز
* يمكن اعتبار المشاريع التي ترعاها وزارة الأوقاف مهمة للأمن القومي لمصر. ولكن لماذا نجد كثيرا من المساجد تعاني من نقص حاد في الأئمة؟
** هذا الكلام غير دقيق. لأن الوزارة بها ما يكفي من الأئمة. ولدينا حالياً مسابقة لتعيين عدد كبير من الأئمة ونجهز دفعة من الخطباء لسد بعض العجز. وهو ليس كبيرا.
* وماذا عن مكاتب تحفيظ القرآن التي أغلقت؟
** لابد من الحصول علي الموافقات والتصاريح والتأكد من عدم العمل بالسياسة. وعدم وجود انتماءات سياسية.
* هل يمكن استخدام مكاتب تحفيظ القرآن لإحداث استقطاب كما حدث من قبل في عهد الإخوان؟
لا يمكن أن يحدث هذا. وكل أجهزة الدولة تعمل معنا. ولن نسمح بالعمل السياسي أو الحزبي أو الخاص. وأي خروج عن الهدف المنشود سيواجه بكل حسم وقوة.
الخطر محدود
* هناك تخوف من عدم قدرة الوزارة علي الوصول بالخطاب الدعوي لبعض الأماكن التي تتعرض لهجمات إرهابية. فكيف نتأكد من قدرة الأوقاف علي ممارسة دورها الحيوي فكرياً ودعوياً في هذه الأماكن؟
** المشكلة تنحصر في بعض الأماكن بسيناء العزيزة. والخطر محدود في أماكن متفرقة قليلة جداً. لكن الدولة قوية والأجهزة الأمنية والعسكرية تقوم بجهود خارقة لاستتباب الأمن وتحقيق الاستقرار وتأمين المواطنين والدعاة. وهي بفضل الله أولا ثم بفضل تضحياتهم مسيطرة تماماً علي الوضع. ومؤتمراتنا تعقد بسيناء وعلماؤنا يتحركون بحرية تامة. والحياة هناك طبيعية والأمور تسير علي أحسن ما يكون. ويجب أن نعرف أن مصر تتعرض لموجات إرهابية من عناصر دخيلة مأجورة. ونحن نتواصل مع أهالينا في كل مكان. ونوفر الدعاة والعلماء والأئمة لمواجهة الفكر المتشدد والمنحرف ونشر الوسطية والاستنارة والتسامح. وجهودنا مستمرة لتفكيك البيئة الحاضنة التي وجدت أثناء حكم الإخوان. ونواجه الجماعات والتنظيمات الدخيلة المأجورة فكرياً ودعوياً ولن نسمح بتمددها أو انتشارها. فمصر مستهدفة. لكن قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية تدرك الإخطار وتعمل بكل قوة لتحقيق الأمن وحماية المواطنين. ويمكن أن نقوم بالتعاون مع "عقيدتي" بتنظيم ندوات وقوافل دعوية وفكرية تجوب كل محافظات الجمهورية.
* هل هناك تخوفات من اقتحام الشيعة للمساجد؟
** هذا لا يمكن حدوثه أبدا. فجميع المساجد والخطاب الديني والدعوي تحت سيطرة تامة لوزارة الأوقاف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.