اتفق خبراء التعليم أن التعليم ليس جيداً كما قال الرئيس السيسي اثناء زيارته الاخيرة لفرنسا عندما أوضح أن حقوق الإنسان ليست حقوقاً سياسية فقط وإنما حق كل مواطن التمتع بتعليم جيد وصحة جيدة ورعاية اجتماعية واقتصادية توفر لهم حياة كريمة فالتعليم يعاني تراكم مشكلات معقدة تجاهلها المسئولون لسنوات عديدة مما جعلها قضية مجتمع ورغم ذلك هناك اهتمام ملحوظ يشهده الحقل التعليمي لكن يحتاج لتضافر جهود الدولة ومشاركة مؤسسات المجتمع المدني لتنويع مصادر التمويل حتي نرقي بتعليمنا ليخرج شباب قادر علي مواجهة تحديات المستقبل. إرادة حقيقية التعليم يحتاج لرؤية محددة لبناء مواطن لمصر الجديدة لديه ولاء وانتماء لمصر رافض للتطرف والفكر التكفيري يتمتع بالحرية ويستطيع سرد المعلومة هذا ما تؤكد عليه د. عزة فتحي خبير تربوي مشيرة إلي أن ذلك يتطلب إرادة حقيقية للإصلاح علي يد اساتذة في المناهج من جيل الوسط اصحاب السمعة الجيدة والخبرات ممن يملكون الرؤية من أهل العلم المتخصصين وليس أهل الثقة ولا نترك الامر لمافيا الوزارة مع الاستعانة بخبراء مصريين. طالبت بالقضاء علي الفساد داخل المؤسسات وتطهيرها من الخلايا النائمة والسلفيين فهم أخطر من الإخوان وحتي لا تتردد كلمة عسكر مرة أخري علينا بتدريس التربية الوطنية بواسطة ضابط ومعلم وايجاد طرق لتدريس المناهج بطرق واقعية بديلة للطرق السخيفة المستخدمة حالياً رغم أنها تواكب العالمية هذا بالإضافة لوضع امتيازات للمعلم مثل استاذ الجامعة أو أي وظيفة مرموقة بالدولة حتي لا يمد يده ويعطي دروساً خصوصية. تنوع مصادر التمويل يؤكد الدكتور حسن شحاتة خبير تربوي أن التعليم قضية مجتمع وليس قضية وزير أو وزارة ولا توجد دولة في العالم تعتمد علي التمويل الحكومي ولكن يجب التنوع في التمويل التعليمي فما تقدمه الدولة 80 مليار جنيه لميزانية للتعليم 90% منها أجور للمعلمين لذا لابد من مشاركة مؤسسات المجتمع المدني ورجال الاعمال في تمويل التعليم بدعم مدارس "النيل" والمدارس المتميزة وعلي وزارة التربية والتعليم اخذ حقها من الانتفاع بالكتاب المدرسي لصالح دور النشر لإصدار الكتب الخارجية بنسبة لا تقل عن 20% من حق التوزيع وتحصيل 100 دولار عن كل طالب يتعلم بالمدارس الدولية والاجنبية واصدار طابع دمغة لدعم التعليم فهذا حقها لصالح دعم التعليم الحكومي ذي الامكانيات الفقيرة ناهيك عن شيء مهم وهو تغيير ثقافة المجتمع بحيث يصبح التعليم للحياة وليس للامتحانات والنجاح فقط بتدريب اولادنا بشركات ومصانع وورش ومزارع رجال الاعمال لتطبيق الدراسة النظرية. تجاهل التطوير الدكتورة ماجدة نصر عضو لجنة التعليم بالبرلمان ونائب رئيس جامعة المنصورة للتعليم والطلاب سابقاً تشير إلي أن التعليم غير جيد نتيجة تجاهل تطويره لسنوات طويلة حتي يواكب التطوير عالمياً مما ادي لتأخر تصنيف التعليم حيث نحتل الرقم 139 من 140 دولة علي مستوي التعليم ما قبل الجامعي والمكانة 111 من 140 علي مستوي التعليم الجامعي علاوة علي تدهور شتي المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وهذه المجالات أثرت بالتبعية علي مستوي التعليم. فهذا حصيلة ما يقرب من 20 سنة تجاهل ونحن نحاول حالياً تطويره ولكن هناك صعوبة أهمها قلة الميزانيات الموجه له حيث إنه يحتاج لتعديل البنية التحتية فالمدارس غير كافية والكثافات عالية والمدرسين بعضهم يحتاج لتدريب علي الوجه الاكمل للتطور كما أن المناهج لا تساير التعليم الحديث والأجور متدنية. كل هذه العوامل تحتاج لتطوير جذري حتي يصبح التعليم جيداً وحقاً لكل مواطن. توضيح الدكتور جمال شقرة مدير مركز بحوث الشرق الاوسط ونائب رئيس جامعة عين شمس يري أن هناك محاولة من أعداء مصر للدفع بما يقال عن انتهاك حقوق الانسان في مصر في مواجهة رئيس مصر في فرنسا واحراجه امام الرئيس الفرنسي الذي ظهر بمظهر المثقف الواعي الذي يحترم خصوصية مصر ويقدر تاريخها ويقدر في نفس الوقت الدور الذي يلعبه الرئيس السيسي في مواجهة الفاشية الدينية. أما إشارة الرئيس إلي أنه لماذا التركيز علي قضية الحقوق السياسية انه يحاول ان يرد السهام إلي صدور هؤلاء الخبثاء بحيث يقول لهم لو أنكم جادون في مناقشة قضايا حقوق الإنسان فلماذا التركيز علي الحقوق السياسية فقط حيث لدينا مشاكل كثيرة لماذا لا تركزون عليها؟ وهي مشاكل ناجمة عن تراكم تاريخي ومعني ذلك أن ضمائركم ونواياكم سيئة وأظن أن الرئيس لا يعني حرفياً أن التعليم ليس جيداً ولكنه يعني أنه ليس بالمستوي الذي يستحقه المواطن المصري وأن الدولة تبذل جهوداً مضنية للنهوض به والارتقاء به وبجميع الخدمات من صحة ورعاية اجتماعية وحقوق المهمشين والشهداء وهو يريد أن يقول إن الدولة تسير بخطي متوازنة لمعالجة كل المشكلات أما مسألة التعليم فنحن نعترف أن التعليم تراجع ولدينا مشكلات معقدة به ومردود تراكمها إلي صعوبة التمويل والاستثمار لأنه استثمار طويل المدي والمستثمر يفضل الاستثمار ذا المردود السريع مما يترتب علي ذلك صدور مشكلات كثيرة منها قلة المدارس وارتفاع الكثافات وضآلة رواتب المعلمين وبالتالي لجأ للدروس الخصوصية وفي ظل هذه المشكلات يصعب علي المعلم تطبيق طرق تدريس جيدة واستخدام وسائل تعليم حديثة تتلاءم مع تغيرات علمية وتكنولوجية اصابت العالم خلال ال 10 سنوات الأخيرة حيث هناك تراكم معرفي وعلمي جدير بالاحترام ويجب الالتفات إليه. مؤكداً أن الرئيس لا يقصد حرفياً الاساءة لمستوي التعليم ولكنه يقول لهؤلاء المتربصين لنا لماذا التركيز علي حقوق الإنسان السياسية علماً بأنه ليس لدينا معتقلون سياسيون ولا ننتهك الحريات السياسية ولكن كله بالقانون والسجون مفتوحة لمن يرتكب جرائم ضد المواطنين. ثقافة مجتمع تتهم الدكتورة عفاف بهيج خبير تربوي ثقافة المجتمع التي تسببت في انهيار التعليم وحولته من نظام للفهم لنظام للحفظ والنجاح وهي كارثة سلوكية خطيرة فمازالت جميع الأسر تلهث وراء كليات القمة دون النظر لميول ومهارات الطالب التي قد تفشله في كلية القمة إذ التحق بها وهذه الثقافة للأسف نتيجة للحراك الاجتماعي وكليات القمة والذي نادي بها وزير تعليم سابق واستيراد النظم التي لا تناسبنا وتنجح بالدعم السياسي لها مثل مبارك كول الذي انهار مع انهيار نظام الرئيس الاسبق مبارك وفي ظل هذه الثقافة الخاطئة نحتاج لمدرب وليس معلماً للتدريب علي الامتحانات للنجاح وبمجموع كبير يدخل الطالب كليات القمة وهذا ما تفعله السناتر بينما المدارس مرتبطة بخطة منهجية ومع هذا الصراع حولنا أولادنا لخيل تجري في سباق المجموع مما تسبب في انهيار التعليم قالت حتي نغير هذه الثقافة فإننا في حاجة لتضافر وزارات التربية والتعليم والشباب والرياضة والثقافة والإعلام للعمل علي زرع ثقافة مجتمع جديدة بحيث يكون التميز للإنسان وليس للكلية والتعليم للتعلم وليس للحفظ والتلقين. فمحاسب ناجح أفضل من طبيب فاشل وهذا يتطلب تدريس المنهج بجانب ثقافات لتنمية حبه لوطنه وحبه الحياة وحب الآخر والتعبير عن النفس والتطوير يكون علي التوازي في جميع المراحل وليس التوالي. هيبة المعلم تقول الدكتورة أمل عبدالرحمن صالح استشاري إعداد البرامج التأهيلية والتعليمية إن تعليمنا حتي يصبح جيداً لابد من اكتشاف قدرات الطالب للتعامل معه ووضع مناهج تراعي الفروق الشخصية بين الطلاب مع تدريب المعلم تدريبا جيدا والوسائل التعليمية التي تتناسب مع كل طالب وغرفة مصادر مهيأة بالإضافة للتعاون بين الاسرة والمعلم وعلي المدرسة تضع مفاهيم تتناسب مع البيئة والعصر الحالي. تؤكد عبدالرحمن أن المعلم إذا كان مؤهلاً جيداً يصبح التعليم جيداً وهذا ما يحدث الآن فهناك اهتمام بتدريب المعلمين وبالتعاون مع المؤسسات المجتمعية هناك تحسن ملحوظ للتعليم. فتكاتف افراد المجتمع يخرج تعليماً جيداً مع عودة مكانة المعلم وهيبته. تعليم يواجه تحديات المستقبل الدكتور عادل مبارك نائب رئيس جامعة المنوفية للتعليم والطلاب يوضح أن التعليم حق من حقوق الإنسان لا اختلاف عليه ولكن حتي يكون جيداً لابد من انفاق جيد للامكانيات المادية والبشرية اللازمة حتي يكونوا مؤهلين تأهيلاً كافياً لتقديم تعليم جيد وتكون المناهج معدة بآلية مشوقة وبها تطبيقات ومهارات لكيفية تعليم الطالب والاعتماد علي ذاته في الوصول للمعلومة لتأسيسه للمستقبل وخلق شباب لديهم القدرة علي الحل وتغيير ثقافة المجتمع. لذا علينا التكاتف للوصول لتعليم جيد بإعداد الاماكن المناسبة بتأهيل وتوفير البنية التحتية اللازمة للتعليم الجيد وتدريب المعلمين وفقاً لخطة زمنية وقياس أثره علي الطلاب مع تطوير المناهج بحيث تتلاءم مع التعليم الجيد الذي يخرج طالب مؤهل لمواجهة تحديات المستقبل.