حينما اختار حسن البنا اسم "الإخوان المسلمون" للتنظيم الذي أسسه عام 1928 ليشارك به في الحياة السياسية. كان يقصد تماماً هذا الخلط بين الدنيا والسياسة. ولأنه يعلم أن الدين أفيون الشعوب. فقد وجد أنه المدخل المثالي لجذب الأنصار والمريدين. ليدخل بهم الحلبة السياسية. وإضافة "المسلمون" لاسم جماعتهم جعل البعض لا يقبل منهم ما قد يقبله من غيرهم. فهم "كما يصورون أنفسهم" يحملون راية الإسلام وحدهم.. وهذا الخلط هو السبب في أننا نسمع الآن في الصحافة الفرنسية مصطلح "التحرش الإسلامي" بسبب الاتهامات الموجهة لحفيد البنا. يبدو أن الناشطة الفرنسية من أصل تونسي "هند عياري" رئيسة جمعية "المتحررات" التي تقدمت ببلاغ للنيابة العامة بمدينة روان الفرنسية تتهم فيه الدكتور طارق رمضان. أستاذ الدراسات الإسلامية المعاصرة بجامعة أوكسفورد. ومدير مركز جنيف الإسلامي باتهامات مخزية مثل الاغتصاب والاعتداء الجنسي والتهديد قد فتحت أبواب الجحيم علي حفيد حسن البنا.. فقد توالت البلاغات ضده وبنفس الاتهامات.. ولكن هذه المرة من امرأة تعاني إعاقة في الساقين. هذه الضجة حول القضية سببها الأساسي أن المتهم هو حفيد حسن البنا.. وإن كان البنا بريء مما فعله حفيده. وغير مسئول عنه بالطبع إلا أنه مسئول عن تبرئة "صهره" عبدالحكيم عابدين. الذي اتهمته نساء الجماعة عام 1945 بالتحرش بهن. ووقتها أمر البنا بتشكيل لجنة للتحقيق من أعضاء مكتب الإرشاد. وحينما جاءت نتيجة التحقيق بإدانة عابدين. قرر البنا فصل أعضاء اللجنة. ومنهم أحمد السكري. والشيخ محمد الغزالي. وانتصر لزوج شقيقته. وللتحرش!!.. وهو ما جعل وزير الإعلام الإخواني في عهد محمد مرسي يمارس التحرش اللفظي مع المذيعات حينما قال لمذيعة قناة "دبي" "يا ريت الأسئلة ما تكونش سخنة زيك". أو حينما رد علي صحفية تسأله عن حديث الصحافة: "تعالي وأقولك فين". الآن نحن في انتظار قيام الإخوان بحملة تبرعات لإنقاذ حفيد البنا من الحبس عن طريق دفع الأموال للضحايا من أجل التنازل وعلي أعضاء الجماعة المشاركة بالتبرع.. فتعاطفكم لوحده مش كفاية.