رحب اساتذة التربية وخبراء التعليم بالمقترح الذي تنوي وزارة التربية والتعليم تنفيذه ضمن مشروع تطوير المرحلة الثانوية والذي يتضمن اجراء امتحانات الثانوية العامة "اون لاين" وباستخدام التابلت في الاجابة .. وهو ما انفردت به "الجمهورية" أمس .. واثار اهتمام كل المتابعين والمهتمين بالعملية التعليمية. اجمعوا علي ان التطوير التكنولوجي للمنظومة التعليمية ككل مطلوب .. ولكن لابد من التدريب عليه لكل الأطراف. قال د. محمد فتحي استاذ بكلية اداب شعبه اعلام جامعة حلوان ان هذا المقترح يستحق وقفة شكر للوزير طارق شوقي علي الرغم انه جاء متاخرا ولكن يكفي منه شجاعة انه اتخذ مثل هذا القرار في وسط هذه الصراعات التي نواجهها من اجل تخريج اجيال غير واعيه ولا مدركة للواقع الذي نعيشه بان الحروب الان اصبحت ليست بالسلاح بل بالعقل وقد تعودنا ان المدارس تخرج كما وليست مضمونا فكم من طالب تخرج لا يفهم اساسا ما قام بدراسته؟ اضاف انه يتمني ان ينفذ الوزير هذا المقترح من اجل احلال ثقافة جديدة وليس مجرد شكليات متبعة من قبل بعض الوزراء وانه يتمني ان يستطيع بالفعل تنفيذه علي ارض الواقع وخاصة ان هناك اعداء للعملية التعليمية ومن يترصدون اي تطوير من اجل هدمه ولهذا يجب تشكيل لجنة خاصة من كبار الخبراء التربويين لوضع خط سير لتنفيذ خطة التطوير. اتفقت معه . مروة محيي مدرس بقسم اعلام كلية الاداب جامعة حلوان مؤكدة انها سعيدة بوجود هذا الاقتراح الذي يعبر عن ثقافة الوزير الحالي وعلي الرغم ان العالم كله يستخدم هذه التقنية الا اننا نحتاج الي بعض الخطوات من اجل تنفيذ هذه الخطة وهي العمل علي تطوير المناهج بما يتناسب مع التابلت. قالت أن وجود التابلت في حد ذاته سيغني الطلاب عن حمل الكتب الثقيلة والمهلكة والتي تعودنا ان نشتريها لمجرد ارتباطها باعمال السنة وبعد انتهاء الدراسة نقوم برميها بالقمامة وايضا ستوفر علي اولياء الامور مجهود الذهاب للمدرسة لمتابعة مستوي الطالب لان التابلت يشمل كل شيء بدرجاته. اضافت انه يجب النظر الي العالم والتعلم منه في التقدم ولكن مع الحفاظ علي هويتنا العربية المرتبطة بالكتابة في العديد من الاشياء وان ثقافة النت ليست بالغريبة علي الاطفال فأصبح الان الطفل لديه حساب علي مواقع التواصل الاجتماعي ولديه واتس اب وغيره من وسائل الاتصال حتي الطالب بالمدرسة الحكومية فالان لا يخلو بيت من وجود جهاز حاسب الي او تابلت ومهما كانت الظروف ولهذا يجب ان تطبق هذه الفكرة في الحال لانها ستحل العديد من المشاكل كالغش واخطاء التصحيح ومشاكل التظلمات التي نراها كل يوم. قال د. عادل سرايا عميد كلية التربية بالعريش أنه من الجيد التفكير في المستقبل واستخدام أفكار تكنولوجية تناسب تطورات العصر ولكن لايجب العمل في جذر منعزلة حيث من الضروري النظر إلي جميع عناصر العملية التعليمية وتطويرها جميعاً مشيرا إلي أنه من الجيد التفكير بطموح ولكن يجب التنفيذ بواقعية. أوضح د. سرايا أنه يوجد العديد من المدارس لايتوفر بها أجهزة حاسب آلي وخدمة الإنترنت مضيفا أنه يجب التفكير في إمكانيات جميع المدارس وليس الإمكانيات الموجودة بالمدارس التجريبية واللغات فقط التي لاتمثل سوي 4% من المدارس الموجودة في مصر. أكد أنه مطلوب من صناع القرار التخطيط لكافة عناصر المنظومة التعليمية وإعطاء كل عنصر حقه في التفكير وعدم العجلة في تطبيق القرارات حيث أنه ليس من المنطقي استخدام اختبارات الكترونية ناتجة عن تدريس سيئ ودون ارتفاع مستوي مهارات المعلم حيث يوجد العديد من المعلمين لايستطيعون استخدام الحاسب الآلي والتعامل معه. أشار إلي أنه من الممكن تطوير المقررات الدراسية المطبوعة وجعلها كتبا تفاعلية وبالتالي أستطيع تجربة فكرة اداء الامتحانات عن طريق الإنترنت في محافظة أو أي إدارة تعليمية وفي حالة نجاح الفكرة نقوم بتوسيعها وتطبيقها علي جميع المدارس. أكد الدكتور سامح ريحان استاذ المناهج وطرق التدريس وعميد كلية التربية السابق بجامعة جنوب الوادي أن الفكرة في حد ذاتها جيدة ولكنها تحتاج الي أجراء العديد من وسائل التمهيد لها من قبل القائمين علي العملية التعليمية في مصر بحيث أنه يحق للطالب في المناطق المحرومة ثقافياً وأجتماعياً مثل حلايب وشلاتين والمناطق النائية في الالتحاق بركب التكنولوجيا وتكون بالنسبة له ثقافة يومية بنسبة 100% بحيث يكون الطالب مهيئا للتعامل مع شبكة الانترنت مع معظم أمور حياته وليس للدراسة فقط. قال والي أن يحدث هذا يجب أن نقوم بتدريب جميع الطلاب علي التعامل دراسيا وأجتماعيا مع الانترنت والكمبيوتر حتي لايفشل الموضوع من بدايته. اوضح ان هذا الامر يذكرنا بدخول مادة اللغة الانجليزية وتدريسها لطلاب المرحلة الابتدائية في المدارس الحكومية دون أعداد برنامج تدريب أو تهيئة للمعلمين وكان نتيجة ذلك أن الطلبة ينهون المرحلة دون الخروج بمعلومات كافية من دراستهم للغة الانجليزية. أضاف أن فكرة أدخال التكنولوجيا في التعليم والامتحانات بهذا الشكل الموسع فكرة ممتازة ولكنها تحتاج الي تهيئة المعلمين والمدارس بكافة الوسائل والطرق سواء المادية أو التعليمية وتجهيز معامل الكمبيوتر داخل المدارس لهذا الامر. اكدت دكتورة سهير عبدالسلام عميد كلية الاداب جامعة حلوان أن أقتراح أدخال التكنولوجيا في منظومة الامتحانات فكرة ممتازة من الممكن أن تقضي بشكل نهائي علي الغش في الامتحانات .. وهذا النظام معمول به في الكثير من النظم التعليمية في العالم ومن المؤكد أن الوزارة سوف تجري العديد من الاختبارات التجريبية لتدريب الطلاب عليه حتي يتأكد للجميع انه مشروع ناجح وأن مصر تحتاج لهذا التطوير في المنظومة التعليمية والذين يعارضون هذا هؤلاء لا يريدون أن يقوم لهذا البلد من كبوته. أشارت إلي أنه لكي يحدث هذا فنحن في حاجة الي معرفة كيف سيتم أدخال المادة العلمية للطلاب وطريقة التحصيل لهذه المادة من خلال شبكات الانترنت .. هذا بالاضافة أن طريقة التقويم بهذا الاسلوب ستقلل من فرص الغش المنتشرة في السنوات الماضية لان أسلوب الامتحان بهذه الطريقة في العالم كله بيكون عن طريق أداء كل طالب لأمتحان مختلف عن زميله الذي يجلس بجواره .. وفي النهاية نحن محتاجون أن نغير المنظومة كلها ولازم نظام الثانوية العامة الجديد يتلغي ويغير وهذا الامر بالطبع يحتاج الي تدريب بحيث يمر الطالب خلال السنة الدراسية بأكثر من أمتحان بهذا الاسلوب والتدريب علي العديد من المهارات لان طريقة الامتحان بأسلوب "الاون لاين" تتطلب عقلية حافظة وتفرض طبيعة معينة للأسئلة بحيث لايكون هناك أسئلة مقالية كثيرة ضمن أسئلة الامتحان لذلك فهو يحتاج الي مزيد من الدراسة!!