كم هائل من الشائعات والتسريبات الملفقة والأخبار المغلوطة.. وصل إلي مسامع المصريين ودخل عقولهم.. قبل ساعات طويلة من وصول المعلومات الصحيحة إليهم ومعرفتهم بحقيقة العمل الإرهابي الذي وقع في الواحات وأدي إلي سقوط 16 شهيداً من ضباط وجنود الشرطة الأبطال. مازالت هناك تساؤلات عديدة مطروحة في الشارع تدور حول هل كانت طريقة علاج هذه الأزمة سليمة؟.. ولماذا كان التأخير في خروج البيان الرسمي الذي صحح عدد الشهداء.. وهل ترك المواطنين نهباً للشائعات أو جعلهم يتلقون معلومات ما يحدث في بلادهم من الخارج أفيد لمصلحة الوطن؟! لم يخرج مسئول واحد ليوضح للشعب الحقيقة طوال ما يقارب من 24 ساعة مرت ما بين وقوع الحادث حتي صدور بيان وزارة الداخلية الذي أكد ان الضحايا 16 شهيداً فقط.. بعد أن كانت أجهزة الإعلام والفضائيات الأجنبية قد أعلنت عن مذبحة سقط فيها ما بين 55 و59 من رجال الشرطة أغلبهم من الضباط.. وأذيع تسريب يبث الرعب في الجنود والمواطنين فحتي لو كان التكتم علي بعض المعلومات يمكن أن نتفهمه لحسابات أمنية تستهدف عدم استفادة المجرمين من إعلانها.. فإن "الصمت الرهيب" لفترة طويلة يجعل إثم حجب المعلومات أكبر بكثير من نفعه!! الأخطر من ذلك هو ظهور من يطلق عليهم "خبراء ومحللون استراتيجيون" علي شاشات التليفزيون للإفتاء دون علم وبلا معلومات.. مما ساهم في زيادة البلبلة.. وجعل حيرة رجل الشارع تتزايد وتصل إلي التساؤل: هل هناك اختراقات للأجهزة الأمنية.. وهل اندس جواسيس بين أفراد الشرطة.. وكيف يتسرب شريط فيديو يمكن اكتشاف "فبركته" بسهولة ليذاع علي الملأ؟! تسبب سقوط الشهداء في وجع قلوب المصريين الذين زاد تصميمهم علي التكاتف لمواجهة الهجمة الإرهابية الشرسة التي تتعرض لها البلاد.. خاصة بعد أن أكدت عملية الواحات إنها لا تقف عند تخطيط وتنفيذ.. جماعات أو منظمات.. ولكن بالتأكيد هناك أصابع اتهام لابد أن توجه إلي دول وأجهزة مخابرات لا تريد الخير لمصر وشعبها!! رحم الله شهداء مصر الأبرار.. ويارب اجعل هذا البلد آمنا.. ونج الشعب من كل الفتن.. وابعد عنا خفافيش الظلام بإرهابهم.. وعلينا الاستفادة من الدروس والعبر الناتجة من آلام ووجع هذا الحادث الأليم.. بأن نسرع في إعلان الحقائق حتي لا نترك المواطن فريسة لمن يبثون السموم.. ويريدون تفتيت هذا الوطن وإشاعة الفوضي والأكاذيب لإرهاب المواطنين. الأهم من كل ذلك.. إن قانون إتاحة المعلومات ليس ضرورة للحريات فقط.. ولم يعد ترفاً.. ولا من دواعي تحقيق الشفافية .. ولابد من أساسيات الدولة الديمقراطية.. لكن عدم صدوره سريعاً أصبح يهدد الأمن القومي!! حكومة ذكية.. بدون "ربع طاقق"!! لا يمكن أن نتخيل أن هناك حكومة في أي مكان علي ظهر الأرض تريد أن تفشل.. ربما تختلف الأهداف والوسائل.. فهناك حكومات فاشية تعمل لمصلحتها فقط.. وأخري تسعي لتنمية بلادها وتحقيق التقدم الاقتصادي.. وثالثة هي الأنجح يكون همها الأول أن يرضي عنها شعبها وأن ينعم بالسعادة والرفاهية بكل الطرق. لا يكون بذل الجهد الحكومي لإسعاد المواطنين عن طريق رفع مستوي المعيشة بزيادة الدخل والرواتب فليس الجانب المادي وحده ما يحقق رضاء الشعب.. وإنما هناك أيضاً وضع اللوائح والقوانين التي تساهم في التيسير علي أحوال الناس وتعاملهم اليومي مع الجهات العامة والخاصة.. وتوفير المناخ الملائم لحياة كريمة ومعرفة الحقائق وسهولة الإطلاع علي المعلومات.. مما يعني باختصار أن يشعر الإنسان بأن له قيمة ورأيه سيلاقي الاحترام والدراسة لأنه مبني علي بيانات دقيقة وسليمة توافرت له.. ولا يهمه بعد ذلك إن كان سيؤخذ برأيه أم لا.. ولكن يكفي أنه عبر عنه بحرية ودون أن يجازي عليه طالما قاله عن اقتناع وبوسائل سلمية. يا تري هل فكرت حكوماتنا المتعاقبة من مئات السنين في توفير الحماية للمواطن ليس أمنياً فقط ولكن نفسياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً.. ليكون سعيداً وعلي الأقل لا تتزايد معاناته في التعامل اليومي مع أجهزتها وهيئاتها.. أو عند تلقيه للخدمات العامة.. أو في التعبير عن رأيه بصراحة.. أو في أحقيته في الحصول علي المعلومة الصادقة أو حتي في العدالة والمساواة بين كل أفراد المجتمع؟! في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الوطن والمواطن مطلوب "ثورة إدارية" في الوزارات والمصالح الحكومية خاصة الخدمية التي تتعامل مع الجماهير.. حيث يكون في ذلك عزاء يخفف من المعاناة والعذاب الذي يتعرض له المتعاملون مع الجهاز الإداري للدولة.. خاصة أنه في الكثير من الأحيان لا يتفق التفكير "الميري" مع عقل أو منطق وتشعر أنه محكوم ببيروقراطية ضاربة بجذورها آلاف السنين يعبر عنها "الموظف الحكومي" الذي هو بالتأكيد حفيد "الكاتب المصري الجالس القرفصاء" الذي حير العالم هو شعار للحث علي العلم والقراءة والفكر والكتابة وتدوين التاريخ.. أم إنه تمثال لرجل يستمتع بجلسته في هدوء "يخرج لسانه" لكل من يقف أمامه.. تاركاً من يريد منه شيئاً أو جاءه ليقضي مصلحة ينتظر ويعاني و"يخبط رأسه في الحيط".. بينما هو يبتسم ببلاهة ويبدو بريئاً لا دخل له في "دوخة المواطنين" وأن السبب هو تلك اللوائح والقوانين التي وضعتها "الآلهة" ومن الذي يستطيع أن يخالف قانوناً إلهياً؟!. سنوات طويلة مرت علي إعلان تطبيق الحكومة الذكية بينما المعاناة تتزايد.. والفساد الإداري يعشش في الدواوين.. ويبدو أن هناك من يعتبر أن الذكاء هو مجرد تحديث المعدات واستخدام الكمبيوتر بدلاً من "الدفاتر" وتحويل الأرشيف والتعامل الورقي الذي يبلي ويصفر لونه مع الزمن وتأكله الحشرات إلي أرشيف إلكتروني يعطي المعلومات بسهولة وبمجرد الضغط علي زر "الكيبورد".. ولكن الأهم من ذلك هو العقل الذي يصدر القرارات ويعطي الأوامر للجهاز وللفكر التي يتم بناء الحكومة الذكية عليه.. لأنه بصراحة العقل الوظيفي الحكومي عندنا به دائماً "ربع طاقق"!! أين الثورة الإدارية التي ننتظرها من عشرات السنين.. ولماذا لا يشعر المواطن عند التعامل مع الأجهزة الحكومية أو مع القطاعات الخدمية في الدولة بأنه يحصل علي حقه أو يستطيع قضاء مصلحته بسهولة وأنه يأخذ حقه دون تسول.. أو يتعرض لمن ينكد عليه حياته.. وإذا أخذت منه الحكومة مصاريف بالخطأ بلا وجه حق أو تقاضت رسوماً نظير خدمة ولم تؤدها يمكنه استرداد ما دفعه.. فهذا أضعف الإيمان.. أم أن ما يدخل جيب الحكومة لا يخرج ولا ب "الطبل البلدي" فمتي نري ثورة إدارية حقيقية.. وحكومة ذكية تتخلي عن غباء "الربع الطاقق"؟! الحكاية تكمن في نظرة الدولة وموظفيها إلي طبيعة التعامل مع الجماهير.. وهل الإنسان له قيمة وذلك يرجع إلي السؤال المطروح.. يا تري هل حكوماتنا المتعاقبة من مئات السنين كانت ولا تزال تعمل لتنمية البلد وإسعاد المواطن؟! .. الإجابة متروكة لها ولكم!! السمري "العالمي".. وصاحب الإرادة!! الصورة التي التقطها الفنان عزت السمري أكدت أن أبناء "الجمهورية" في كل مكان دائماً يبذلون الجهد والعرق ويعملون باخلاص لتحقيق التميز وتقديم الأفضل للقراء. الزميل عزت نائب رئيس التحرير بمكتب "الجمهورية" بالاسكندرية كان معه في استاد برج العرب العشرات من المصورين المصريين والأجانب ومن وكالات الأنباء العالمية يتابعون مباراة مصر مع الكونغو.. وبينما انشغل الجميع بفرحة اللاعبين والجماهير بالهدف الثاني لمحمد صلاح كان يتابع بعدسة قلبه قبل عيونه وكاميرته المشجع محمود عبده صاحب القدرات الخاصة وعلي الفور سجل فرحته في "لقطة" نشرتها "الجمهورية" في صدر صفحتها الأولي للشاب الذي طار في الهواء مرتكزاً علي عكازيه فرحاً بصعود المنتخب إلي نهائيات كأس العالم بموسكو. تحول السمري لأشهر مصور صحفي في العالم خلال الأسبوعين الماضيين بعد اعتماد الاتحاد الدولي "الفيفا" لصورته "فرحة" لتعبر عن أن كرة القدم أداة للأمل والإرادة. كلل السمري مشواره الطويل الشاق بهذه الصورة الجميلة وجعل "الجمهورية" علي كل لسان.. وليت جميع الزملاء يخلصون مثله لرفع اسم الجريدة عالياً. ألف مبروك للسمري المصور العالمي.. وللشاب صاحب القدرات الخاصة الذي لم تمنعه الإعاقة من التشجيع والوقوف خلف منتخب بلاده.