من حقكم أن تفرحوا بفوز الأهلي علي النجم التونسي والوصول إلي نهائي دوري أبطال أفريقيا.لكن أرجوكم لا تنسوا أرواح الشهداء ودماءهم التي سالت في صحراء الواحات دفاعا عنا. وتذكروا أنه لولا تلك الارواح والدماء والصدور التي تلقت رصاص الغدر نيابة عنا. ما كان هناك ملايين فرحت ولا سعدت ولا مارست حياتها الطبيعية. فرحة الفوز يجب ألا تنسينا أن المعركة مع الإرهاب مستمرة. وأن الايام القادمة ستكون اصعب. وان المواجهات ستكون أشرس واشد ضراوة لأن الجماعات الإرهابية التي انهزمت في العراق وسوريا تبحث حاليا عن ملجأ لها. وقد يعود اعضاء منهم إلي دولهم ليمارسوا ارهابهم وينفذوا أفكارهم الشاذة والمتطرفة بها. وسيجدون الدعم التقني والتمويل الكامل من تجار الدم والدول التي تسعي لزعزعة الاستقرار في المنطقة. يجب ألا ننسي أن هناك حصاراً كبيراً علي مصر من كل الجبهات: فالأوضاع علي الحدود الشرقية في سيناء لم تستقر بعد. ومازال هناك أعداد من الارهابيين في الجحور. يخرجون من وقت لآخر لارتكاب جريمة ثم العودة للاختباء. والأوضاع علي الحدود الغربية مع ليبيا تزداد خطورة بسبب زيادة محاولات تهريب السلاح الليبي عبر الصحراء الغربية إلي مصر. والأوضاع علي الحدود الجنوبية مع السودان لم تستقر بعد. وهناك عصابات متخصصة في تهريب السلاح من الجنوب. كل هذا يتطلب منا إدراك حجم الخطر القادم. وأن نعد الجبهة الداخلية جيدا لتلك المعركة مع الإرهاب. وأن ندرك أن هناك فرقاً بين مواجه الارهاب ومواجهة الارهابيين. لأن مواجهة الارهابيين قد يكون هو دور الجيش والشرطة. أما مواجهة الارهاب فيتطلب تكاتف الجميع حكومة وشعبا ومنظمات مجتمع مدني ومؤسسات دينية. مواجهة الإرهاب تتطلب استراتيجية واضحة وتصميماً علي تنفيذها. وتفعيلاً للمجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف. وإعداد نظام تعليمي يسمح بإعداد الطفل من البداية علي احترام الاخر واحترام جميع العقائد. وخطابا دينياً ينشر الدين الصحيح وقيم التسامح والرحمة. وخطاباً اعلامياً ينبذ الكراهية والعنف وينشر القيم الإنسانية والاخلاقية. رحم الله شهداء الوطن الابرار من الجيش والشرطة.. وغفر الله لنا تقصيرنا في حقهم. "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً. بل أحياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون. يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين". صدق الله العظيم