اختار الكاتب الكبير محمد العزبي أن يبدأ أحدث كتبه بمقال عنوانه "الكتابة بقلم ستة علي ستين" في اشارة إلي ضعف البصر الذي قال إنه ارغمه علي التوقف عن الكتابة قبل شهور قليلة ويبدأ مقاله بالحديث عن الفنان الراحل محمود عبدالعزيز وأشهر أدواره علي شاشة السينما وهو دور الشيخ حسني في فيلم "الكيت كات" للمخرج داود عبدالسيد. ويؤكد الاستاذ العزبي أن ضعف البصر لا يمنع أن يكون الإنسان "عنده نظر" أي يري ما لا يراه الناس العاديين وهي سمة العظماء مثل الدكتور طه حسين الذي كان له الفضل في أن يكون التعليم مثل الماء والهواء من حق كل إنسان مهما كان فقيراً ويتذكر العزبي قصيدة الشاعر الراحل الكبير نزار قباني التي يقول فيها عن طه حسين: "إرم نظاريك.. ما أنت بأعمي.. إنما نحن جوقة العميان". ومحمد العزبي عنده نظر في قدرته علي التقاط موضوعات مقاله اليومي الذي كان يكتبه في الجمهورية طوال سنوات طويلة تحول بعد ذلك إلي المقال الأسبوعي في عدد الجمهورية الأسبوعي كل خميس وهو يلتقط الموضوعات التي تجذب القارئ وفي نفس الوقت تمنحه معلومة تاريخية أو رأياً في الموضوعات التي تزدحم بها الحياة من حول القارئ خاصة القضايا السياسية وحرية الصحافة وكلمات دخلت التاريخ لانها جاءت علي لسان شخصيات أحبها الناس. كتاب محمد العزبي الجديد يحمل عنوان "صحفيون غلابة" لا يخفي تعاطفه مع أبناء مهنته خاصة أن الصحف الورقية في هذه المرحلة تواجه صعوبة كبيرة في منافسة وسائل الإعلام الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي التي تسبق الصحافة المطبوعة في سرعة نقل الخبر علي الموبايل ولكن مازالت الفرصة متاحة للصحافة الورقية أن تكون صحافة رأي لأن الموبايل يبث الأخبار فقط دون أن يكون هناك الرأي الذي يحتاجه القارئ اليوم قدر احتياجه للخبر خاصة بعد الاستقطاب الفكري الحاد الذي عاشته مصر منذ ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيه وما بعدهما. ويؤكد محمد العزبي في كتابه أن طوق النجاة للصحافة المطبوعة هو الحرص علي حرية الكلمة والحرص علي خدمة القارئ فقط قبل مالك الصحيفة ويثبت العزبي ان الثقافة هي طوق النجاة للصحفي كي يتميز لذلك تبرع هذا الأسبوع بمكتبته الخاصة لجريدة الجمهورية لكي يستفيد منها تلاميذه لذلك وجب توجيه التحية والاحترام لهذا الكاتب الكبير القدوة.
