لا أدري ما الذي يجعل زميلنا حمدي رزق يتذكر المسجون أحمد دومة فجأة وبدون مقدمات ويخصه بمقال ولا أروع علي صفحات المصري اليوم.. يدافع عنه ويطلب له العفو والسماح والصفح والغفران لأن الولد يا عيني تاب وأناب واتعلم من غلطته ومش هيعمل كده تاني!! يقول رزق: "إن حالة السجين أحمد دومة وجيله تستاهل توقفا مجتمعيا وتبينا".. نعم وبكل تأكيد فإن حال دومة ورفاقه من الثوار الذين أحرقوا وخربوا تستحق التوقف وبشدة ولكن ليس للعفو والصفح بل لدراسة ما دفع هؤلاء الشباب لخيانة وطنهم وقبول التمويل الخارجي من دول تعمل ضد بلدهم وتسعي لتخريبه وتحاول جاهدة أن تسقط الدولة وتتخلص من الجيش الوحيد القوي الباقي بالمنطقة العربية. نعم نحتاج للتوقف كثيرا أمام هذه الظاهرة الخطيرة.. فالخيانة لها أوجه كثيرة ولكن ليس منها أن نفكر في العفو والسماح عن شباب باع بلاده مقابل الدولارات.. وأعتقد أن قضية التمويل الأجنبي مازالت مفتوحة وإن كان التأخر في عرضها وحسمها جعل الكثير من السادة الممولين يتناسون جرائمهم ويتطاولون علي الوطنيين بحق ليتهموهم بالعمالة.. ألا يستحون؟؟!! يقول الزميل حمدي رزق: "حملة الكراهية المستعرة التي يواجه بها دومة وجيله مجتمعيا آن لها أن تهدأ.. الثورة هدأت.. والعواطف بردت.. والمصالح تحققت.. وحصد من حصد. ولم يتبق سوي أن نفكر بعقل بارد في مصير دومة وآخرين من الشباب ممن جرفهم الموج الثوري فسحبهم إلي الغريق. غرقوا في اليم ونحن عنهم غافلون". والحق أني لا أجد مفرا من الرد فلا النفوس هدأت ولا توابع الزلزال الذي هز أركان مصر علي أيدي هؤلاء العابثين تلاشت آثاره.. فمازلنا نحن المصريين نعيش أسوأ أيامنا بسبب ما أسموه بالثورة وبسبب من يسميهم الزميل رزق شبابا جرفهم الموج الثوري.. وكأن هذا الشاب لم يسافر إلي صربيا مثلا ليتلقي تدريبا علي الحرق والتخريب.. وكأنه لم يفعل ذلك عندما حرق المجمع العلمي.. وكأنه لم يفعل ذلك عندما اعترف بأن الثورة لم تكن سلمية وأننا لازم نحرق ولازم نولع وإلا هتبقي ثورة إزاي؟ مش ده كلام دومة الموثق بالصوت والصورة مع وائل الإبراشي!! ويستمر الكلام الذي يصور دومة علي أنه الحمل الوديع الذي تم التغرير به فوقع ضحية لشعارات الثورة وأنه الآن يقبع وحيدا في غيابات السجون يجتر ذكريات مريرة عن الثورة والثوار.. فيقول الزميل المحترم: "دومة وحيدا يواجه قدره.. دومة لا ينتمي إلي حزب يحمل قضيته إلي الناس.. ولا إلي جماعة تستقتل في الدفاع عن قضيته.. ولا تهتم بقضيته جمعيات حقوق الإنسان.. دومة لفته دوامة النسيان.. وتخطته قرارات العفو الرئاسية. شاب وغلط.. جرفته الحماسة الثورية بأمواجها العاتية.. حمل علي كتفيه اتهامات خطيرة بعنترية حمقاء غبية. واستدرجوه للاعتراف فضائيا بخطايا كلفته سنوات عمره الماضي وقد تكلفه بقية عمره.. دومة حمل أوزار ثورة جيله. ويحملونه وجيله خطايا عصر مضي. ويعاقبونهم علي الخروج يوم القعود. فلما خرجوا عن الطوع والإشارة كانت خضراء فرمتهم السيارة المسرعة. فما تبينوا في الظلام كف أيديهم". أخطر ما قيل هنا هو عبارة لفتت نظري بشدة.. "شاب وغلط".. يعني من الآخر وإيه يعني كل واحد يغلط ويخرب ويولع وفي الآخر نقول شاب وغلط!! بصراحة لا أفهم ما هو المنطق الذي يجعل البعض يتعاطف مع شاب وغلط في وطنه وحرقه وخربه وحرض علي تخريبه.. وتقلب بين جميع التيارات من اليسار للإخوان للثوار حتي صنع تاريخا في التمويل وصناعة الأموال.. بس إيه يعني ما هو شاب وغلط!! أما عن العفو الرئاسي فهو فقط لمن يستحقه حتي لو كان مجرما.. لأن الكبائر تصغر أمام خيانة الوطن.. أنا شخصيا أرفض العفو عن دومة أو غير دومة من نوعية الممولين والمخربين.. ويكفينا هنا حكم القضاء العادل حتي نكتفي من القول بما جاء فيه من مبررات لسجنه.. فهل يمكن أن يكون في أسباب الحكم مبررا للعفو الرئاسي؟؟!! أشك. والسؤال الآن هو.. ما هو عمل دومة أو مهنته بعيدا عن فيلم الناشط السياسي..؟؟ وكم رصيده في البنوك قبل وبعد 25 يناير؟؟ وما نوع السيارة التي يملكها..؟؟ وأين تقع الشقة التمليك التي اشتراها؟؟ وما هو الفندق ذو النجوم السبعة الذي أقام فيه زفافه؟؟ أسئلة بريئة أتمني أن يكون لها إجابة لدي الزميل حمدي رزق الذي يطالب بالعفو الرئاسي لدومة!!