ميزة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر - طيب الله ثراه - انه لم يهادن أعداء مصر والعروبة.. لم يكن عبدالناصر يمازح أحدا في مصريته ووطنيته وعروبته وإذا كان الرئيس الراحل أنور السادات هو الذي اتخذ قرار حرب أكتوبر وهذا أمر يحمد له فإن عبدالناصر هو الصانع الأول لهذا النصر.. هو الذي وضع أساس الحرب والتحرير ومهد لهما.. وهذا الكلام ليس من عندي إنما كلام اللواء طيار وصفي بشارة قلليني أحد ابطال حرب اكتوبر فقد نلقت الزميلة "المساء" عنه قوله: قبل الحديث عن نصر أكتوبر لابد من الرجوع بالتاريخ لما قبل ذلك فحرب الاستنزاف كانت بمثابة التمهيد لحرب أكتوبر وبعد بدء حرب الاستنزاف بشهرين قمنا بتنفيذ ضربة جوية لم يسمع عنها وضربنا القوات الاسرائيلية في سيناء وكانت ضربات مؤثرة واعترف أحد القادة الاسرائيليين بأنه خلال حرب الاستنزاف كان المصريون يطلقون علينا آلاف القذائف كل يوم.. إذن حرب الاستنزاف هي بداية الانتصار وهذه الحرب اطلقها عبدالناصر وكانت المدرسة الحقيقية التي اتقن فيها المصريون فنون الحرب والقتال وتعلموا فيها علوم العسكرية. ولأن الشجرة المثمرة هي الوحيدة التي ترمي بالحجارة فإن عبدالناصر مازال يتعرض لاتهامات باطلة حتي يومنا هذا بل ان عبدالناصر لم يسلم من قلم سياسي بارز يحظي باحترامنا هو السيد عمرو موسي الذي قال ان عبدالناصر كان يجلب وجباته من سويسرا بهدف الحفاظ علي وزنه.. وهذا الكلام يتعارض مع روايات سياسي بارز آخر هو محمد حسنين هيكل عن عبدالناصر وحتي لو فرضنا صحة هذا الكلام فهل يعقل ان نحسب علي عبدالناصر "اللقمة" التي كان يتناولها ان هذا الكلام لا ينطبق عليه إلا المثل القائل "لم يجد في الورد عيبا فقال له يا أحمر الخدين". وقد فند الدكتور أحمد عكاشة في كتابه "ثقوب في الضمير" كل الاتهامات التي حاول اعداء مصر بالداخل والخارج ان يلصقوها بعبدالناصر ورغم دفاعه فإنني لا اتفق معه في توصيفه فهو يقول ان عبدالناصر كان يتمتع بهيبة جعلته أبا حتي بالنسبة لمن هم أكبر منه سنا وبالرغم من عيوب الأب الا اننا نحبه مع قسوته بوصفه القادر علي الحماية والعطاء وهذا خطأ عبدالناصر لأنه جعل من الشعب طفلا يعتمد عليه في رزقه وبدلا من أن يمر الشعب بتجربة النضوج أصيب بالنكوص إلي مرحلة الرضاعة والطفولة وهذه احدي السلبيات الخطيرة التي نعاني منها فالطفل يريد ان يأخذ دون ان يعمل وهذا انتقاد مبطن لعبدالناصر وهو غير صحيح فالشعب تعلم ان يأخذ ولا يعطي بسبب الفساد والسرقات التي تفشت نتيجة للسياسات التي انتهجها من جاءوا بعد ناصر. ان مصر شهدت من مطلع الستينيات حتي 67 نهضة اقتصادية وصناعية لم نعرفها من قبل أو من بعد فعبد الناصر هو الذي انشأ العديد من المشروعات الصناعية الضخمة واهتم بإنشاء المدارس والمستشفيات وتوج ذلك كله ببناء السد العالي أعظم انجازاته واهم من قناة السويس واستجاب لمطلب السوريين بالوحدة وانشأ مع تيتو وسكارتو ونهرو حركة عدم الانحياز وسن قوانين الاصلاح الزراعي وحدد ملكية الاقطاعيين وأسس مفهوم القومية العربية علي حساب القومية الاسلامية ان رصد انجازات ناصر تحتاج إلي مجلدات يا أصحاب الضمائر المثقوبة.