قرأت الصحف أمس فتح باب الترشيح في النادي الأهلي لانتخاب مجلس ادارة جديدة.. قرأت الأسماء.. رجعت بظهري إلي الوراء حيث مسند الكرسي ونظرت إلي سقف الحجرة.. وسرحت.. ياه.. الأيام تجري والأعوام تهرول والعمر في محطة سيدي جابر علي رأي استاذنا نجيب محفوظ.. تذكرت أسماء رؤساء الأهلي القدامي.. أول جمعية عمومية بلا إدارة ولا دفاتر ولا ترشيح.. مطلوب الرئيس أولاً.. هتفوا: سعد زغلول.. ورأس سعد زغلول الجمعية العمومية وألقي خطابه ولم يرأس النادي.. رأس الذئب الطائر.. مشروع نادي مصطفي كامل.. كان مصطفي كامل صاحب فكرة تجميع الشباب تحت أي مسمي ليكونوا وراء القيادة السياسية تحت أي مسمي من أجل الاستقلال.. الجلاء أو الموت الزؤام.. وبالفعل جمع مصطفي كامل الوطنيين من أبناء المعاهد العليا قبل جامعة فؤاد الأول في شقة كبري.. وكانت فكرة رائعة للمقاومة ضد الاحتلال.. إلي أن قتل أحد الشباب بطرس باشا غالي رئيس الوزراء لصداقته مع الانجليز.. فتم قفل الشقة والقبض علي العديد من الشباب. *** فكرة النادي الأهلي لم تكن بعيدة عن فكرة مصطفي كامل.. شباب رياضي وطني يقف خلف المقاومة الوطنية.. ورأي سعد زغلول من باب التنويه والاستمرار أن يتنازل عن رئاسة النادي لوزير المعارف العمومية الانجليزي الجنسية باعتبار انه ناد رياضي ثقافي اجتماعي.. لكي يستمر النادي. *** ويمر شريط تاريخ هذا النادي العريق علي ذاكرتي.. أحلي أيامي وأيام عائلتي.. لقد رأس النادي الأهلي أكبر عدد من رؤساء الوزارات.. صورهم علي جدران الصالة العلوية.. عزيز عزت باشا - عبدالخالق ثروت باشا - جعفر والي باشا - كل هؤلاء رؤساء وزارات - جاء بعدهم مباشرة محمد باشا طاهر خال الملكة فريدة ورئيس اللجنة الأولمبية الدائم وعضو اللجنة الأولمبية الدولية - وأحمد حسنين باشا كبير أمناء القصر.. ثم أحمد باشا عبود.. بل هؤلاء هم وكلاء النادي وأمناء الصندوق: أمين سامي البارودي باشا - عمر لطفي بك صاحب الفضل الكبير فهو الذي وضع لائحة النادي وإدارات النادي المختلفة كأي ناد أوروبي كبير محترف - جاء من بعده ادريس راغب بك - ثم اسماعيل سري باشا - عمر سلطان باشا - حسين رشدي باشا - فؤاد سراج الدين باشا - فكري أباظة باشا - الوزير نور الدين طراف باشا - الوزير عبدالمنعم وهبي. *** كان "النجاح بالتزكية" سائدا في النادي الأهلي بل يمكن أن تقول ان الباقي للتصويت عليه كان قليلا للغاية.. حينما يرسل رئيس وزراء أوراق ترشيحه كان الكل يبعد عن هذا المنصب أو غيره كذا رئيس الديوان الملكي احمد حسنين أو احمد عبود.. حتي المناصب الأقل حينما يرشح نفسه فؤاد سراج الدين وفكري أباظة أو وزير في حجم طراف باشا أو بطل كرة السلة عبدالمنعم وهبي لا أحد يجرؤ علي المنافسة.. كان يوم الجمعية العمومية يوم لقاء أعضاء أحبة واخوة وأصدقاء فرقتهم الأيام والمشاغل والعمل والسفر والأمراض.. والفرحة الكبري حينما يلتقون علي مدي يوم كامل.. هل يمكن أن تعود هذه الأيام؟!.. يا رب.