عندما انتصرنا في حرب أكتوبر ..73 كان عمري وقتها 7 سنوات.. يعني تلميذ في الصف الثاني الابتدائي.. لكني عشت أجواء الحرب وتطوراتها بعد يوم السادس من أكتوبر.. لسبب بسيط.. انه كان في بيتنا "بطل".. هو أحمد ابراهيم.. أصغر اخوالي الذي ظل ملتحقا بالقوات المسلحة منذ عام 1969 حتي الانتصار في ..73 وشاء القدر أن يكون ضمن القوات في حصار "الثغرة".. وأتذكر والدتي الملهوفة.. وهي ذاهبة للبحث عنه ومعرفة مصيره وكانت تصطحبني معها الي السجلات العسكرية ومحطة مصر للتطلع في وجوه الأبطال العائدين بعد الحرب.. كل هذه الذكريات والأغاني الوطنية لعبدالحليم ووردة بصفة خاصة لا تفارق ذهني منذ ذلك الحين.. حتي عاد أغلي الناس "بطلي" أحمد ابراهيم سالما لتكون النهاية سعيدة داخل العائلة الكبيرة. كنا لا نفوت الاحتفال بنصر أكتوبر العظيم.. الا بلقاء الخال الذي أكمل عامه السادس بعد السبعين مع احتفالات أكتوبر هذا العام.. ليحكي لنا قصصاً من الجبهة.. لتلتهب لدينا مشاعر الحب والانتماء للوطن اقتداء به. لكن أكتوبر هذا العام.. مختلف.. هو بحق شهر "الفرحة والأمل".. لأن مصر حققت خلاله نجاحات وانجازات عظيمة.. بمثابة عبور جديد نحو المستقبل.. فبعد أن احتفلنا بذكري مرور 44 عاما علي النصر العظيم.. لم يمر يومان حتي حقق المنتخب الفوز علي "الكونغو العنيد".. ليتأهل رسميا الي كأس العالم في روسيا ..2018 الأمر الذي يعد انجازا لمصر.. بعد 28 عاما من الفشل في الصعود اليه. وفي أقل من أسبوع بعد احتفال الشعب بتأهل مصر للمونديال.. يحتفل المصريون مع رئيسهم عبدالفتاح السيسي بتدشين المرحلة الأولي من العاصمة الادارية الجديدة.. وتأتي كلماته في هذه المناسبة لتبث روح التفاؤل بأن القادم أفضل.. عندما قال "احنا بفضل الله بنعمل حاليا دولة ذات شأن ليس شكلا فقط.. ولكن في المضمون أيضا علي كل المستويات. ولسه في أول خطوة لبناء بلد حديثة تحترم نفسها والدنيا كلها تحترمها. والتاريخ هيشوف عملنا ايه لأهلنا". وتتوالي النجاحات في الشهر العظيم.. بنجاح الدبلوماسية المصرية في توحيد الصف الفلسطيني.. بإتمام المصالحة التاريخية بين حركتي فتح وحماس.. وهو انجاز ضخم علي المستوي العربي يضاف الي سجل الانجازات للمخابرات والدبلوماسية المصرية.. وفي نفس يوم الاعلان عن المصالحة الفلسطينية.. تنجح مصر في وقف النار وتخفيف الحصار جنوبدمشق في سوريا.. لتؤكد هذه الانجازات المصرية علي المستوي العربي عودة مصر لدورها الريادي بقوة علي الساحة العربية للحفاظ علي مقدرات الدول العربية.. سواء بالسير قدما نحو تحقيق عملية تسوية شاملة في فلسطين وانها الحرب الدائرة في سوريا حماية للدم العربي الذي يراق علي أرضها. النجاحات التي حققتها مصر في شهر أكتوبر العظيم ولم نصل الي نهايته.. تؤكد أهمية استلهام فئات الشعب.. مواطنين ومسئولين.. وعاملين في جميع الجهات.. في الصحة والتربية والتعليم.. في المصانع.. في المصالح.. روح النصر والانجاز من شهر أكتوبر.. بأن مصلحة الوطن هي الأساس.. واستثمار الروح الايجابية الموجودة حاليا لرفعتها وتنميتها.. وحان الوقت لتكاتف الجميع علي قلب رجل واحد للعمل علي نهضة ورفعة مصر الحديثة.. فنحن شعب نؤمن وكلنا ثقة بأن الله معنا.. والقادم أفضل.