هل يعرف معالي وزير التربية والتعليم الخبير التربوي العالمي.. ماذا تعني الثانوية العامة في حياة الأسرة المصرية؟.. نظامنا التعليمي جعل المجاميع الفلكية غير المنطقية هي جواز المرور لكليات القمة والقاع معا.. هل يعلم معاليه أن الطالب الحاصل علي 80 بالمائة في الثانوية العامة هو في حكم الراسب.. وان أحلامه في كلية معينة تتناسب مع قدراته ومواهبه تتحطم علي صخرة مكتب التنسيق؟.. باختصار الثانوية العامة هي سباق محموم وكارثي للحصول علي أعلي الدرجات.. والطريق الي ذلك يبدأ بطواريء في البيوت وبالدروس الخصوصية التي تلتهم كل دخل الأسرة وبتوقف الحياة تماما إلا من المذاكرة والتحصيل والمصاريف التي لا طاقة لأحد بها. الثانوية العامة مع مكتب التنسيق هما كابوس الأسرة المصرية.. كابوس يستمر عاما كاملا.. عاما مليئا بالمعاناة والضغوط والتوتر والقلق.. وحتي يتم إلغاء مكتب التنسيق واعتبار مجموع الثانوية العامة هو الشرط الوحيد لدخول الجامعة.. سيبقي الحال علي ماهو عليه.. وستبقي الثانوية العامة هي كابوس الأسرة المصرية.. فهي الشهادة التي تحدد مصير الابناء.. تضعهم علي أبواب النجاح أو الفشل. هذه الحقائق تقودنا إلي الثانوية العامة الثلاثية التي اقترحها معالي وزير التربية والتعليم.. ثلاثة أعوام بدلا من عام واحد.. ثلاثة أعوام قلق وتوتر وخوف واضطراب ودروس خصوصية وضغوط.. معاليه رأي أن عاما واحدا من المعاناة ليس كافيا.. وأن الأسرة المصرية الصبورة تستحق ما هو أكثر.. تستحق ثلاثة أعوام معاناة.. فما وجه التطوير في ذلك وكيف استعددنا لتطبيقه؟ المناهج في المرحلة الثانوية يا معالي الوزير غامضة عقيمة مليئة بالحشو.. المدارس يا معالي الوزير مرفوعة من الخدمة.. والسناتر أو مراكز الدروس الخصوصية هي الحل الحقيقي الواقعي والسبيل الوحيد المتاح لتأهيل الأبناء لاجتياز سباق الدرجات في الثانوية العامة.. لا بديل يا معالي الوزير عن ملك الكيمياء واخطبوط التاريخ وسلطان الفيزياء وامبراطور الأحياء وزعيم الرياضيات.. لا بديل عن مدرسين يستنزفون الجيوب.. لأنهم يجيدون فنون التحايل علي الامتحانات ويستطيعون فك طلاسم المناهج.. وللأسف فإن معظم الأوئل والمتفوقين في الثانوية العامة هم من تلاميذ هؤلاء الملوك والزعماء. هذه الصورة القاتمة والواقعية يا معالي الوزير تريد لنا أن نعيش تفاصيلها ثلاثة أعوام بالتمام والكمال.. تريد ان تستنزف أولياء الأمور بأعباء لا قبل لهم بها لمدة ثلاثة اعوام بدلا من عام واحد.. فهل هذا معقول او مقبول؟ وللحديث بقية ان كان في العمر بقية.