* كلما كنا نتحدث عن المستشفيات الجامعية وقصور الاداء في البعض منها وعدم تقديم الرعاية الطبية للمواطنين خاصة في محافظات الصعيد التي يعاني القطاع الصحي فيها بشكل كبير .. كان رد المسئولين الجاهز بتلك المستشفيات : نحن مستشفيات تعليمية وليست علاجية .. وان الخدمة التي نؤديها ليست من اختصاصنا وان مستشفيات وزارة الصحة هي المنوط بها هذا العمل!! * حقيقة ان هذا الرد لم يكن مستساغا ولا مهضوماً وانا واحد من الذين يعتبرونه هروبا من المسئولية وتخليا عن اداء واجب وطني .. ومنذ شهور قليلة كتبت في هذا المكان عن مستشفيات المنيا الجامعية التي تصدعت وتهدمت مبانيها ونقل بعض مرضاها الي اماكن اخري في حين خرج البعض الاخر منها واصبح مواطنو المنيا في معاناة يومية بعد ان تم توزيع بعض اقسام المستشفي الي عدة اماكن مؤقتة. * وفي زيارته الاخيرة للمنيا وافتتاحه بعض المنشأت الطبية بالجامعة حسمت كلمات الوزير الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي إدعاء البعض بأنها مستشفيات تعليمية فقط مؤكدا أن هناك 106 مستشفيات جامعية علي مستوي الجمهورية تخدم قطاعا عريضا من المرضي جنبا الي جنب مع مستشفيات وزارة الصحة مطالبا تلك المستشفيات ان تقدم افضل خدمة للمرضي والمترددين عليها .. ومطالبا بفتح مجالات للتعاون بينها وبين مؤسسات المجتمع المدني ورجال الاعمال لدعمها في تقديم تلك الخدمة . * حقيقة الامر ان كلمات الوزير اثلجت صدري خاصة بعد أن أعلن أمام جميع الحضور عن استعداد الوزارة لدعم جميع المستشفيات الجامعية بأحدث الأجهزة الطبية حتي تؤدي خدماتها علي أكمل وجه .. وتأكيده ان هناك مشروع قانون جديد للمستشفيات التعليمية سوف يري النور قريبا بعد ان تمت الموافقة عليه من مجلس الوزراء وراجع مواده مجلس الدولة وان القانون الجديد سوف يساعد تلك المستشفيات علي تقديم افضل خدمة طبية علي مستوي الجمهورية . * عودة الي مستشفيات المنيا الجامعية .. فمن بين ما تفقده الوزير قسما جديدا للاستقبال والطوارئ بديل للقسم الذي تم غلقه .. وكل من شاهد القسم وتجهيزاته ونظافته أشاد به لانه بالفعل تم تنفيذه بشكل جيد ويستحق الاشادة .. لكني سمعت همسا بجانبي اثناء الزيارة من بعض الحضور ومن بينهم اطباء بالمستشفي وتوجسهم خوفا من ان يتدهور حال القسم بعد افتتاحه بشهور قليلة بسبب الاهمال والاستخدامات الخاطئة سواء من المرضي او من ادارة المستشفي وتعود ريما الي عادتها القديمة .! * تبقي كلمة .. لاشك ان محافظات الصعيد تعاني في القطاع الصحي سواء في المستشفيات او الوحدات الصحية التابعة لوزارة الصحة أو المستشفيات الجامعية مقارنة بمحافظات الوجه البحري .. وأن هناك قطاعا عريضا من أبناء تلك المحافظات من محدودي الدخل الذين لايستطيعون الانتقال الي العاصمة أو غيرها لتلقي العلاج .. أو حتي دخول المستشفيات الخاصة .. وهذا يلقي العبء علي الدولة بضرورة ان توجه جزاً كبيرا من استثماراتها نحو صعيد مصر الذي يعيش فيه ثلث سكان مصر تقريبا .