أثار المنشور الخاص بتنفيذ المشروع التعليمي "مشاركة" تحت رعاية اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد. بالمدارس الإعدادية علي مستوي المحافظة.. ردود فعل غاضبة داخل المدارس وبين أولياء الأمور. خاصة أن القرار ينص علي مشاركة أولياء الأمور والقيادات التعليمية والتنفيذية في كافة التخصصات بالقيام بعمل تطوعي داخل المدارس لتدريس بعض الحصص في المواد المختلفة. بالتنسيق مع المتابعة الفنية ومدرس المادة. وقال الدكتور محمد سالم عميد كلية التربية ببورسعيد وعضو قطاع الدراسات التربوية بالمجلس الأعلي للجامعات. إن مشاركة أولياء الأمور في منظومة التدريس أمر غير مقبول. لأن هذه المهنة لها معلمون تم إعدادهم للقيام بهذه المهمة. وهناك فارق بين التدريس. وعقد الندوات التثقيفية والتوعوية.. واعتقد أن الهدف من هذا القرار هو المشاركة الإيجابية لأولياء الأمور مع المدرسة في مواجهة الأفكار السلبية. وهذا يتوافق مع فلسفة إنشاء المدارس اليابانية. التي تهدف إلي المشاركة والتعاون بين أولياء الأمور والمدرسة لحل المشكلات. ولا يشمل ذلك التدريس خاصة أنه لا يوجد عجز في المدرسين بالمرحلة الإعدادية. أضاف محمد زكريا حسونة رئيس النقابة المستقلة للمعلمين أن المحافظ أصبح قائماً بعمل وكيل الوزارة. ويجور علي الدور الفني الذي هو دور أصيل للوزارة بنص القانون. ومسئوليته كمحافظ إدارية وتأديبية فقط. وهذا القرار عجيب ولم يحدث من قبل في مجال التعليم وليس له مثيل في العالم. وليس له أي مسوغ بقانون التعليم رقم 129 الذي يشترط أن يقوم بالعملية التعليمية معلمون مؤهلون. ويمنع حتي الحاصلين علي دبلوم معلمين من التدريس بالمرحلة الإعدادية والثانوية. لأن العملية التربوية مركبة ولها العديد من العناصر من بينها التعليم. أكد محمود بدوي مدير التعليم الإعدادي أن المشروع يهدف إلي ربط ولي الأمر بالمدرسة من خلال إلقاء بعض المحاضرات لتسليط الضوء علي بعض المهن بالمجتمع والتي ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بالمنهج. وذلك تحت اشراف لجنة متخصصة برئاسة مدير المدرسة. ولا يشمل القرار تدريس المناهج الدراسية.. وسبق وأن تم تنفيذ مشروع "مصر أم الدنيا" الذي يهدف إلي الخروج بالطلاب لشرح بعض الدروس بالمتاحف والمحميات الطبيعية وأقسام الشرطة والكليات. والمشروع مستمر بنجاح للعام الثاني علي التوالي. وقال أحد مديري المدارس إنه لا يمكن تطبيق هذا التهريج بالمدارس لأننا نحاول جذب الطلاب للمدرسة بتوفير قدر أكبر من الحصص للأنشطة والألعاب. ومن الصعب أن يتم السماح لأولياء الأمور غير المؤهلين تربويا بالتدريس للطلاب أو إلقاء محاضرات. أضاف السيد فراج "أحد أولياء الأمور" أن المحافظ لخص جميع مشاكل بورسعيد في التربية والتعليم. وأهدر مبدأ تكافؤ الفرص بين طلاب المحافظة والمحافظات الأخري. وقام بإغلاق مراكز الدروس الخصوصية مما اضطر بعض الطلاب للسفر للإسماعيلية. ونقل هذه المراكز إلي داخل المدارس تحت مسمي مجموعات التقوية التي كانت حصيلتها العام الماضي 27 مليون جنيه.. كما أصدر قراراً بإحالة المدرس الذي يصدر ملزمة إلي النيابة. وأخيراً جاء قرار قيام أولياء الأمور بالتدريس وكل هذه القرارات تنفذ ببورسعيد فقط. وكأننا في جزيرة منعزلة عن وزارة التربية والتعليم وباقي محافظات مصر.