¢صناعة أمريكية¢ عنوان لفيلم جديد للنجم توم كروز يلخص فيه قصة الفيلم وقضيته ..الفيلم عن قصة حقيقية عن طيار تجاري هو باري سيل تحول لعميل للمخابرات الأمريكية CIA لاستغلال مهارته الفائقة في الطيران وذكائه في التهريب ..أصبح باري وسيطاً لنقل معلومات وأسلحة وأفراد لجماعات المتمردين في أمريكا الوسطي في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات وفي الوقت نفسه يتعاون مع تجار المخدرات.. فيحقق ثروة مهولة قبل أن تتحالف عليه سلطات الأمن وينجو بفضل البيت الأبيض ولكنها نجاة مؤقتة.. تبدو قصة ثقيلة تكشف عقلية جهاز المخابرات الأمريكية واستخدامه من قبل الرؤساء الأمريكيين ¢نيكسون -ريجان وإشارات إلي مساعده بوش وحاكم أركنساس كلينتون¢ كذراع للتدخل في سيادة الدول الأخري وإدارة دفة الصراع بها في اطار التنافس مع الاتحاد السوفيتي أثناء الحرب الباردة .موظفا أدواته من أنظمة متآمرة وأفراد ليسوا فوق مستوي الشبهات ..هكذا يقول الفيلم الذي كتبه جاري سبينلي عام 2014 ويتميز بمناقشة القضايا الجادة بمسحة ساخرة تبدأ من تصوير الصراع الروسي الأمريكي برسوم كرتونية عن قتال النسر الامريكي الغاضب والدب الروسي العنيد علي خريطة أمريكا الوسطي .. بل لعلها تبدأ من العنوان نفسه الذي يشير إلي صناعة أمريكية ربما صناعة ¢الصراع¢ في منطقة ما في العالم أو صناعة ¢البطل¢ الذي يؤدي مهمة غير شرعية ¢التهريب¢ ولكنها بالعرف الأمريكي ¢لا تكون جناية إذا كنت تؤديها للأخيار¢ وهو اقتباس تصدر أفيش الفيلم .قاله مسئول المخابرات الأمريكية لباري لإقناعه بالمهمة ¢الوطنية. نجح المخرج دوج ليمان في الحفاظ علي إيقاع سريع يربط المشاهد بالفيلم وترك لكاريزما توم كروز مهمة جذب المشاهد إلي صفه مما يذكرنا -قصةً وإيقاعًا - بفيلم ¢امسك بي إن استطعت¢ لستيفن سيبلبرج والذي يشترك معه في شخصية البطل الخارج علي القانون.. الذكي الذي يشد انتباه المشاهد وتعاطفه فكان مشهد نيل العقاب هو اخر ما يتمناه وأخف ما يصوره الفيلم.. تميز الفيلم في مشاهد الطائرات والتصوير من أعلي ونجح في استدعاء أجواء السبعينات والثمانينات بأزيائها ومعالمها.