اعتاد الرئيس عبدالفتاح السيسي. أن يكون أول من يصل إلي مواقع الأحداث في العالم ومشاركاً فاعلاً فيها. ولذا تأتي زيارته إلي نيويورك لحضور اجتماعات الدورة ال72 للجمعية العامة للأمم المتحدة. من أجل عرض رؤية مصر في القضايا كافة التي تشغل بال العالم حالياً والتي يأتي في مقدمتها مكافحة الإرهاب ونشر الاستقرار في العالم. إضافة إلي المواقف المصرية من قضايا الشرق الأوسط الملتهبة خصوصاً الأزمات القطرية والسورية والعراقية والليبية التي تعتبر مثار اهتمام العالم كله. ولا تتوقف الأهداف من زيارة الرئيس عند هذا الحد. بل إنه صاحب أحلام كبيرة من أجل نقل مصر إلي دولة ناهضة تسعي لتوفير الرفاة لشعبها في أسرع وقت. ولذا سيعقد العديد من اللقاءات مع العديد من زعماء العالم. وأيضاً مع مسئولين اقتصاديين في أمريكا بهدف جذب الاستثمارات إلي مصر بعد صدور القانون الجديد ولائحته التنفيذية. وتأتي محادثات الرئيس في نيويورك بعد أيام فقط من تأييد محكمة النقض للحكم الصادر بمعاقبة المعزول محمد مرسي بالمؤبد لإدانته بالتخابر مع قطر. ولم يكن الحكم وليد المصادفة. فقد احتوت القضية علي الكثير من الأسرار التي يمكن وصفها ب "المفخخة". إذ قررت المحكمة إدخال حمد بن جاسم رئيس مجلس إدارة قناة الجزيرة ورئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها السابق علي قائمة المتهمين في القضية. بعد أن كشفت التحقيقات أن "جاسم" خطط لإفشاء الأسرار العسكرية المصرية لأجهزة مخابرات أجنبية أخري. إذ استعان بأذرعته الإرهابية من عناصر الإخوان في مصر للحصول علي المستندات والوثائق التي تساعده في مهمته. وتسليمها لجهاز المخابرات القطري رغم خطورتها علي الأمن القومي المصري. ولم يكن صد طموحات الدوحة بقيادة أمير الإرهاب تميم ومنع الإخوان من تنفيذ مخططهم الشيطاني بإسقاط مصر. خلال ثورة 30 يونيه بالأمر الهين فقد دفعت مصر الثمن غالياً من دماء أبنائها وشبابها أبطال الجيش والشرطة الذين كانوا ولايزالون يقدمون أرواحهم فداء لأن يظل هذا الوطن مرفوع الجبين. لقد جاء وقت حساب الدوحة. وحلت ساعة الصفر لتأخذ القاهرة موقفاً صلباً من العابثين بمستقبلها. ولذا كان لابد أن تبدو المواقف واضحة لا لبس فيها والضغط عليها من أجل تسليم الإرهابيين الذين تأويهم قوياً. فقد انتهي زمن الوصاية الدولية علي المنطقة. وحانت لحظة الحقيقة لتواجه الأخطار التي تحاصرها بسياسات قوية لا تعتمد علي المرونة والمهادنة بعد أن فاض الكيل من عصابة الحمدين القطرية. التي ظنت أنها تستطيع بأموالها أن تهدم المنطقة. لكن موقف الرئيس السيسي ومعه الدول الثلاث السعودية والإمارات والبحرين. أوقف هذه الأحلام العبثية وحولها إلي كوابيس لا مكان لها علي أرض الواقع وتظل الدوحة محاصرة إلي أن تتوقف عن تمويل الإرهاب وتهريب قياداته وعلي رأسهم يوسف القرضاوي مفتي سفك الدماء في العالم. ووجدي غنيم الذي يبيع نفسه بأرخص الأثمان من أجل حفنة من الدولارات. وأقول لكم. إن الرئيس السيسي لا تتوقف أحلامه لوطنه عند حد. بل يسعي إلي العبور بالوطن إلي بر الأمان ويحميه من فتن المجرمين الذين باعوا ضمائرهم وأوطانهم لمخابرات عالمية تسعي إلي هدم المنطقة وإعادة تقسيمها من جديد. ويتضح ذلك في خطة تقسيم سوريا المعدة للتنفيذ ومحاولات الأكراد في العراق إجراء استفتاء لإقامة دولة مستقلة بعد أن بدأت ملامح التقسيم تلوح في الأفق باليمن وليبيا أيضاً. لكن وطننا الذي عبر مرحلة الأزمة بدأ تنفيذ خطة للإصلاح الاقتصادي لن تتوقف إلا بعد أن تؤتي ثمارها وتعود بالخير علي الشعب الذي كافح مئات السنين من أجل أن يصل إلي هذه اللحظة التاريخية وهي الوصول لمرحلة نمو تقود دولتنا إلي مستقبل لا يعرف الغموض أو الخمول أوالاستسلام والسقوط ولن يتحقق ذلك إلا بسواعد أبنائها المخلصين تحت قيادة الرئيس السيسي الحريص علي تحويل الأحلام إلي حقائق.