كم تحتاج مؤسسات الدولة المدنية لتطبيق مبادئ الانضباط العسكري القائم علي الولاء للوطن والتدريب المتواصل علي النظام واكتساب الأخلاقيات الطيبة والعادات النبيلة وترسيخ قيم التعامل باحترام يضمن السلوك السوي المنظم وضبط النفس والعمل بنشاط وحيوية وأمانة. الانضباط قائم علي حسن ترتيب المهام وتنفيذها في أقصر وقت ممكن وفقا للتعليمات وبكامل الرضا بما يضمن الجدية في العمل وتحقيق الأثر الفعلي في حياة المواطنين من خلال الالتزام والدقة. لا شك ان الفرد المنضبط هو أساس المجتمع المنضبط والنظام هو أهم سمات الشعوب الراقية ودليل علي التقدم وضمانه لإنجاز الخطط. ولنا في جيشنا المصري العظيم القدوة الحسنة في تطبيق مبادئ الانضباط العسكري باعتباره اهم أسباب النجاح. السؤال هو كيف تنتقل خبرات الانضباط من قواتنا المسلحة الي بقية مؤسسات المجتمع المدنية بمعدل أسرع؟ لا شك ان لقاءات نقل الخبرة وعقد الدورات التدريبية والتوعية من خلال المدارس والجامعات ووسائل الاعلام المختلفة ستحقق نقل هذه القيم السامية والاساليب الراقية. النظر الي حياة المقاتل المصري الذي يبدأ يومه فجرا ويستمر في عمله الي ساعات متأخرة من الليل دون شكوي او اجازة هو مدعاة للفخر وتحقيق للقيم المصرية الأصيلة وصياغة لنموذج تقتدي به كافة مؤسسات الوطن. فلينظر كل منا لجندي وضابط القوات المسلحة المصرية وما يقوم به من اداء للواجب بتفان وانضباط وحب للعمل ودقة في التوقيت ومهارة في التنفيذ وتدريب متواصل وتأهيل مستمر.. وكيف ساند الجيش مصر في اصعب لحظات تاريخها وحافظ علي الدولة وقام بكل ما استطاع من اجل المرور بالوطن والمواطن الي بر الأمان. ربما يكون تطبيق الانضباط العسكري في المؤسسات المدنية صعب المنال لكن هناك من رجال القوات المسلحة من ينظر للانضباط ببساطة باعتباره تطبيقاً لمكارم الأخلاق.. وربما يحمل ذلك قدرا كبيرا من حقيقة المفهوم وأبعاده.. وبعودة الأخلاق المصرية الأصيلة تتحسن احوال مؤسسات عريقة طال انتظار إصلاحها. مصر في أمس الحاجة الآن الي التفاني والإخلاص الموجود لدي رجال القوات المسلحة في كل جوانب العمل بالمؤسسات المدنية.. والسعي المدني لتطبيق قواعد النظام لا يقل أهمية عن الدور القوي الذي تلعبه قواتنا المسلحة في نقل الخبرة وتدريب وتأهيل للقطاع المدني. من المؤكد ان نظام التجنيد والدورات التثقيفية للقوات المسلحة والدورات المتنوعة لكلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية العليا لعبت دوراً مهماً في نقل هذه القيم العظيمة للمجتمع المصري وأضاف لها البرنامج الرئاسي لتدريب الشباب علي القيادة والأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب نقلة مؤسسية عصرية لتحقيق الانضباط في المجتمع المصري ومازال المجتمع متعطشاً للمزيد من الالتزام والانضباط والقيم في كافة مؤسساته المدنية.